تدريبات على مواجهة هجوم بيولوجي في أميركا يتضمن مشاركة أكثر من 8500 شخص

TT

سيكون هذا هو السيناريو: الساعة الثانية عشرة ظهراً بمدينة سياتل (ولاية واشنطن). قنبلة مخفية تنفجر في جنوب وسط المدينة المزدحم، مما يتسبب في مقتل 100 شخص. كميات معتبرة من الاشعاعات يجري اكتشافها بالقرب من موقع الانفجار، وبعد فترة قصيرة يتأكد المسؤولون المحليون ان الانفجار لم يكن ناجماً عن قنبلة عادية، وانما عن انشطار عبوة مشعة، اي ما صار يعرف باسم «القنبلة القذرة».

في اليوم التالي، وعلى بعد الفي ميل الى الشرق، يبدأ الناس يشكون من تعرضهم من متلازمة شبيهة بالانفلوانزا. تبدأ الاعراض تظهر في مستشفيات منطقة شيكاغو، وعلى مدى 24 سنة، يرتفع بشكل دراماتيكي عدد المراجعين الذين يتدفقون على المستشفيات.

المسؤولون المحليون يشخصون سبب المرض، ويطلبون من «مركز مراقبة ومنع انتشار الامراض» في اتلانتا تأكيد صحة مخاوفهم من ان الامر يتعلق بنشر مواد بيولوجية فتاكة بالقرب من شيكاغو.

هذه الاحداث، التي ستبدأ يوم 12 مايو (أيار) الجاري وتستغرق خمسة ايام، ستكون عبارة عن اكبر تمرين امني تعرفه الولايات المتحدة في تاريخها، حسبما افاد مسؤولون فيدراليون اميركيون.

هذا التمرين الذي اطلق عليه اسم «توبوف ـ 2» سيتكلف نحو 16 مليون دولار ويتطلب مشاركة اكثر من 100 وكالة محلية وفيدرالية، اضافة الى الصليب الاحمر الاميركي ووزارات ومنظمات كندية.

وقال وزير الامن الداخلي الاميركي توم ريدج في مقابلة اجريت معه: «نريد ان نكون قادرين على تجريب الاستراتيجيات وردود الافعال والبروتوكولات. عندما تشجع على كيفية تداخل ردود افعال الناس واستخدام التكنولوجيا، تتعلم الكثير حول قدراتك على الاستجابة» للاحداث الطارئة.

وسيكون «توبوف ـ 2» ثاني تمرين ينفذ في اطار الامن الداخلي الاميركي، اذ كان الاول قد جرى عام 2000 في ولاية دنفر وتطلب ايضاً تنفيذ هجوم بيولوجي وهمي.

ويتوقع ان يشارك في التمرين المقبل نحو 8500 شخص، يتوزعون بين حكام ولايات وعمد ومديرين تنفيذيين لمقاطعات وضباط في اجهزة الشرطة واطفاء الحرائق ومسؤولين طبيين، وايضاً «اول مستجيبين» للهجوم الارهابي.

وقد بدأ التخطيط لتمرين «توبوف ـ 2» في يونيو (حزيران) 2001، وتم تطوير السيناريو من قبل وكالة حكومية وبمساعدة خبراء في عدد من المجالات ضمنها مكافحة الارهاب البيولوجي والفيزياء النووية.

* خدمة «واشنطن بوست» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»