موسكو تبلغ نائب وزير الخارجية الأميركي التزامها الاتفاقات الدولية في تعاونها النووي مع إيران

TT

استأنف جون بولتون النائب الاول لوزير الخارجية الاميركي مباحثاته في موسكو امس مع نظيره الروسي جيورجي ماميدوف والكسندر روميانتسيف وزير الطاقة الروسية حول قضايا نزع السلاح وحظر انتشار اسلحة الدمار الشامل.

وكان بولتون خلال زيارة وزير الطاقة الروسية لواشنطن في ابريل (نيسان) الماضي قد تناول هذه القضايا الى جانب التعاون النووي بين روسيا و ايران على ضوء اصرار موسكو و طهران على مواصلة التعاون في بناء محطة بوشهر النووية. وقالت المصادر ان المبعوث الاميركي، الذي يجري زيارة عمل لموسكو تستغرق يومين، استهل مباحثاته بلقاء وزير الطاقة روميانتسيف الذي اكد له ان روسيا في تعاونها النووى مع ايران تلتزم بكل الاتفاقيات وقواعد القانون الدولي حول حظر انتشار اسلحة الدمار الشامل.

وقد تناولت المباحثات أيضا قضية تنفيذ مبادرة «الثمانية الكبار» حول تخصيص مبلغ عشرين مليار دولار خلال عشر سنوات كمساعدة لروسيا في مجال الامن النووي، وتطرقت كذلك الى الموقف من الازمة النووية في شبه الجزيرة الكورية والمباحثات مع كوريا الشمالية حول هذه المسألة.

وقد بدا اهتمام العاصمة الروسية واضحا بزيارة المبعوث الاميركي في اطار الاستعدادات لعقد القمة الروسية ـ الاميركية في سان بطرسبرغ في 31 مايو (أيار) الحالي على هامش احتفالات المدينة بالذكرى الثلاثمائة لتأسيسها. وتأكيدا لحرص موسكو على مواصلة خفض ترسانتها النووية قال الكسندر ياكوفينكو، المتحدث الرسمي باسم الخارجية الروسية، ان من مصلحة روسيا التصديق على معاهدة تقليص القدرات النووية الهجومية الموقعة مع واشنطن والتي تنص على الابقاء على 1700الى 2000 رأس نووية مع حلول العام 2012 بدلا من الستة آلاف رأس الموجودة لدى كل من الجانبين اليوم. واعاد ياكوفينكو الى الاذهان اتفاق الجانبين حول مواصلة تعاونهما النووى في مجال المنظومات المضادة للصواريخ الى جانب استعداد موسكو للتنسيق مع الولايات المتحدة في مجال انشاء الشبكة المضادة للصواريخ ومباحثاتها مع بلدان (الناتو) حول بناء منظومة اوروبية مضادة للصواريخ.

وتأتي زيارة نائب وزير الخارجية الاميركية لموسكو في وقت تستعد فيه تبيليسي (جورجيا) لاستقبال كولن باول وزير الخارجية الذى من المقرر ان يصلها خلال ايام لبحث آفاق التعاون العسكري بين البلدين. وقد اعرب الكثيرون في موسكو عن قلقهم من تعاون واشنطن العسكري مع عدد من بلدان الكومنولث الروسي وفي مقدمتها جورجيا وبلدان آسيا الوسطى. وبهذا الصدد اشار فيكتور كريمنيوك نائب مدير معهد الولايات المتحدة وكندا الى ان قزقستان وقيرغيزيا وتاجيكستان وتركمانستان واوزبكستان خرجت عمليا من «دائرة نفوذ روسيا» منذ انهيار الاتحاد السوفياتي السابق وتشكيل منظومة الكومنولث. وقال كريمنيوك ان روسيا تبدو اليوم مدعوة الى التعاون مع الولايات المتحدة من اجل الحيلولة من دون وقوع هذه البلدان في قبضة الاصولية المتطرفة. وأشار الى وجود الكثيرين الذين يرون في وجود الولايات المتحدة في هذه البلدان بعد احداث 11 سبتمبر (ايلول) 2001 خطرا يهدد مصالح الدولة الروسية.

وثمة من يقول ان كل هذه القضايا هي ضمن دائرة المباحثات الروسية الاميركية التي تتواصل استعدادا للقاء القمة في نهاية مايو الحالي.