عشائر السرحان الأردنية تشترط موافقتها على أي حل سياسي لقضية الصحافي الياباني

TT

حذرت عشائر السرحان الاردنية من التوصل الى حل سياسي لقضية مقتل ابنهم الرقيب اول علي عقيل السرحان الذي لقي مصرعه يوم الخميس الماضي اثر انفجار قنبلة كانت في حقيبة المصور الصحافي الياباني هيروكي غومي بمعزل عن موافقتهم.

وقال عبد الله السرحان شقيق القتيل «اننا نتخوف من الافراج عن المصور الصحافي الياباني ضمن صفقة سياسية بين الحكومتين الاردنية واليابانية دون الرجوع الى عشائر السرحان واجراء صلح عشائري وفق العادات والتقاليد الاردنية العربية الاسلامية». واضاف في تصريح لـ«الشرق الاوسط»: «اننا نريد ان يبقى غومي في السجن الى ان يصلنا حقنا وما يقرره القضاء الاردني الذي نثق بنزاهته المطلقة ولا نريد الحديث في هذا الموضوع ريثما يتم الجلوس وجميع الخيارات مطروحة للنقاش». وردا على مطالب العشيرة، قال عبد الله السرحان، 44 عاما، ويعمل مدرسا في مدرسة الصناعة في مدينة المفرق «ان المال هو آخر شيء نفكرفيه. واننا نريد ان يأخذ الحق مجراه في المحكمة، وان يبقى غومي في السجن». وردا على سؤال حول تقديم الدية حسب الاعراف والتقاليد الاردنية قال السرحان «دفع الدية من الحقوق الشرعية الاسلامية وقد حدد الاسلام الدية في 100 جمل او ما يعادلها اذا كان القاتل مسلما، وقتل مسلما عن غير قصد. اما اذا كان القاتل غير مسلم فان حسابها اكثر من ذلك اضافة الى المطالبة بالتعويض عن الاضرار النفسية التي لحقت باخوة واخوات وذويه وابناء عشيرته جراء موت علي، 31 عاما، الذي كان يجهز نفسه هذا الاسبوع لخطبة احدى فتيات البلدة في مغير السرحان». مشيرا الى انه تم ادخاله الى المستشفى عند سماع النبأ واسعافه من قبل الاطباء لانه يعاني من مرض ارتفاع ضغط الدم. وبشأن ذهاب السفير الياباني الى مجلس العزاء يوم اول من امس، قال ان السفير الياباني حضر لتقديم التعازي الى ابناء العشيرة ولم يطرح اي تفاصيل اخرى.

وخلص الى القول انه لا يملي شروطا وان كل شيء قابل للحوار وفق الاسس والاعراف والتقاليد العشائرية الاردنية المتبعة.

يذكر ان عشائر السرحان يبلغ تعداد افرادها نحو 20 الف نسمة يسكنون في البادية الشمالية من الاردن وخاصة في بلدات مغير وسما وسمية وجابر الواقعة على الحدود الاردنية - السورية. يشار الى ان العلاقات الثنائية بين الاردن واليابان متميزة في كافة المجالات وان حجم الديون الاردنية لليابان على الاردن بلغت نحو ملياري دولار، وانه تمت جدولة نحو مليون دولار من هذه الديون، وان اتصالات ومفاوضات جارية بين الجانبين للتوصل الى صيغة لجدولة بقية الديون المتبقية، كما ان هذا الموضوع معروض على مجلس النواب الياباني للنظر فيه. على صعيد ذي صلة، التقى وزير الدولة للشؤون السياسية وزير الاعلام الاردني، محمد العدوان امس وفدا يمثل صحيفة «مانشي شيمبون» اليابانية الذي يزور الاردن لتقديم التعازي والمواساة في رجل الامن الذي قضى خلال معاينته لعبوة انفجرت داخل حقيبة احد مصوري الصحيفة في مطار الملكة علياء الدولي يوم الخميس الماضي.

وسلم نائب رئيس تحرير الصحيفة التي تعد من اكبر الصحف اليابانية الوزير العدوان رسالة خطية مرفوعة الى الملك عبد الله الثاني من رئيس مجلس ادارة المؤسسة التي تمتلك الصحيفة تتضمن اعتذاره ومواساته بهذا الحادث الذي اعتبره خطأ شخصيا ارتكبه المصور الصحافي. وأبدى رغبته بتقديم التعازي لذوي القتيل وعيادة جرحى الحادث. وقال العدوان ان القضية الان معروضة على انظار القضاء الاردني الذي سيقول كلمته فيها، مؤكدا ان المصور الصحافي الياباني سيحظى بمحاكمة عادلة.

وبين العدوان ان الحكومة الاردنية التي تعرب عن اسفها لهذا الحادث الذي وقع في احد مطاراتها لتؤكد أن هذا الحادث الذي تعتبره فرديا لن يؤثر على العلاقات الاردنية - اليابانية المتميزة في جميع المجالات.

واعرب عن ثقته بأن المصور الصحافي الياباني لم تكن لديه اي نوايا للايذاء او التخريب.