الإرهاب يتصدر جدول أعمال اجتماعات وزراء الداخلية والعدل في مجموعة الدول الثماني

TT

بدأ وزراء العدل والداخلية في مجموعة الثماني، (الدول السبع الصناعية وروسيا)، أمس في باريس اجتماعا تطغى عليه مسألة مكافحة الارهاب والتعاون القضائي، بينما اثار التدخل العسكري في العراق المخاوف مجددا من عمليات ارهابية. وعُلم أن وزير العدل الفرنسي دومينيك بيربن سيبحث مصير المعتقلين الفرنسيين في غوانتانامو مع نظيره الاميركي جون آشكروفت، وهو أرفع مسؤول في واشنطن يزور باريس منذ عصفت الخلافات بعلاقات البلدين إبان بدء الحرب على العراق. وتعتبر هذه الاجتماعات مقدمة لقمة مجموعة الثماني المزمع عقدها في يونيو (حزيران) القادم في منتجع إيفيان الفرنسي.

وقد استقبل وزيرا العدل والداخلية الفرنسيان بيربن ونيكولا ساركوزي نظراءهما في مركز المؤتمرات القريب من جادة الشانزليزيه، حيث بدأت الاجتماعات التي يتوقع ان تستمر طوال اليوم وسط اجراءات امنية مشددة. وقال ساركوزي عند افتتاح الاجتماع «نحن سعداء خصوصا، دومينيك بيربن وانا شخصيا، باستضافتكم في باريس. وامامنا جدول اعمال مثقل».

الى ذلك، كُرست المناقشات في الصباح للشؤون المتعلقة بالامن على ان تتناول بعد الظهر موضوع التعاون القضائي في مجال مكافحة تبييض الاموال والاباحية المتعلقة خصوصا باستغلال الاطفال جنسيا. ومن المرتقب ان يتبنى الوزراء 29 «مبدأ توجيهيا» يتعلق بتعقب اثر تدفق الاموال واجراءات تجميدها وضبطها ومصادرة وتقاسم الارصدة بغية تعزيز فعالية التعاون القضائي بين الدول في مجال مكافحة الجريمة المنظمة وتمويل الارهاب.

كما ينتظر ان يتبنى الوزراء 11 مبدأ لتحسين القدرة على جمع واستخدام وتبادل المعلومات المتعلقة بالحمض الريبي النووي بين دول مجموعة الثماني (الولايات المتحدة، فرنسا، المانيا، كندا، ايطاليا، اليابان، بريطانيا وروسيا). من جانبه، قال وزير الداخلية الفرنسي ساركوزي للصحافيين ان وزراء الداخلية والعدل في مجموعة الثماني المجتمعين في باريس يعتبرون ان التهديد «الارهابي حقيقي ولا يزال قائما».

وأُفيد في لندن، بأن وزير الداخلية البريطاني ديفيد بلانكيت سيحث المؤتمرين على اتخاذ تدابير أكثر صرامة لتعزيز أمن الحدود الدولية بهدف حماية هذه البلدان من الارهاب الدولي ومكافحة الهجرة السرية. وذكرت تقارير صحافية ان بلانكيت سيدعو زملاءه الى استعمال تكنولوجيا متقدمة اسمها (أيريس)، وذلك لانها تجعل من الممكن المطابقة بين جواز سفر وحامله. ولفتت الى ان اتخاذ إجراءات كفيلة بالتأكد من سلامة جوازات السفر الاجنبية هي مسألة بالغة الاهمية، لا سيما ان وتيرة احداث سرقة وتزييف وثائق السفر قد ارتفعت وصارت واحداً من الاساليب التي تلجأ اليها عصابات تنظم الهجرة السرية. ويتوقع عقد لقاءات ثنائية عدة على هامش الاجتماع، لا سيما بين بريبن واشكروفت. وينتظر ان يثير الوزير الفرنسي مسألة الفرنسيين المعتقلين في قاعدة غوانتانامو الاميركية في كوبا. وكان بريبن قد قال صباح أمس في مقابلة اجرتها معه اذاعة فرنسا الدولية «لقد سبق ان تحدثت معه عندما زرت واشنطن في الخريف الماضي للتشديد على انه لا يجوز استمرار هذا الوضع غير القانوني». وأضاف: «لا نعلم ما هو وضع هؤلاء الاشخاص، الفرنسيين او الآخرين، وسأسأل بالطبع اشكروفت عن نياته»، قبل ان يزيد «ان اقل الامور هو ان يسمح لهؤلاء المعتقلين بالحصول على محام». وتابع بخصوص هذه الاعتقالات «اعتقد ان ذلك يمكن ان يدوم لفترة طويلة». يُشار الى أنه لا يسمح للمعتقلين الفرنسيين الستة، على غرار المعتقلين الاخرين البالغ عددهم 650 في غوانتانامو، بالحصول على محام كما لم تتم احالتهم امام قاض منذ وصولهم الى القاعدة.