الحريري يزور الديوانيات في الكويت ويؤكد أنه جاء لإزالة كل الشوائب وفتح صفحة جديدة

TT

رغم الانتقادات والتحفظات التي صدرت من بعض الجهات الغاضبة على موقف لبنان من الكويت، فقد لقي رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري استقبالا حارا لدى وصوله الى الكويت امس في زيارة رسمية تستغرق يومين. واستقبله في المطار ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الشيخ سعد العبد الله السالم الصباح والنائب الاول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح ورئيس اللجنة الوطنية لشؤون الاسرى والمفقودين الشيخ سالم صباح السالم الصباح ونائب رئيس الحرس الوطني الشيخ نواف الاحمد الجابر الصباح ووزير شؤون الديوان الاميري الشيخ ناصر محمد الاحمد الصباح ونائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الشيخ محمد الخالد الحمد الصباح ونائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء وزير الدولة لشؤون مجلس الامة محمد ضيف الله شرار ووزير الدولة للشؤون الخارجية وزير المالية وزير التخطيط بالوكالة الشيخ الدكتور محمد صباح السالم الصباح.

ويرافق الحريري وفد رسمي كبير تقدمه وزير الخارجية جان عبيد ووزير الاعلام ميشال سماحة الذي قال «ان ما اعترى العلاقات بين البلدين اخيرا كان مجرد سحابة صيف... وانقشعت». وكان الرئيس الحريري قد اكد «ان زيارته للكويت تأتي لازالة كل الشوائب التي لحقت بالعلاقات اثناء ازالة نظام صدام حسين من العراق». وقال «اننا جئنا لإزالة الاساءات التي حصلت ولنقول للشعب الكويتي وللقيادة الكويتية انه اذا كان هناك من أثر في نفوس اهل الكويت عما حصل أثناء هذه المرحلة فباسم الاخوة نحن نتطلع لنضع هذا الامر خلفنا فامامنا مرحلة طويلة ومسيرة طويلة ونحن بلدان صغيران نساند بعضنا البعض وكنا تاريخيا وباستمرار نقف الى جانب بعضنا البعض».

ونوه بأن «الكويت ساهمت باطفاء نار الحرب في لبنان وكانت اللجنة السداسية برئاسة الشيخ صباح التي سبقت اللجنة الثلاثية الاخيرة قد عملت على وقف الحرب في لبنان والتي ارتكزت الى تقريرها اللجنة الثلاثية التي انبثق عنها اتفاق الطائف، وبالتالي نحن لا ننسي هذا الامر».

واضاف الحريري قائلا «الان هناك موجة ارتياح في الكويت نتيجة زوال نظام صدام وبعد المعاناة الكبيرة التي امتدت سنوات وسنوات ورزح تحتها الشعب العراقي من جهة والكويت وأهل الكويت وكلكم تذكرون المرحلة التي مرت بها الكويت اثناء احتلال النظام العراقي للكويت».

واشار الحريري الى انه اوضح للمسؤولين الكويتيين «وخصوصا للشيخ صباح واخوانه من الوزراء والمسؤولين أن لبنان يكن كل احترام وتقدير للقيادة الكويتية والشعب الكويتي والمسؤولين وبالتالي نحن رغبنا في هذه الزيارة حتي نخاطب الشعب الكويتي مباشرة ونقول له أن هذه المرحلة مرحلة كانت صعبة علي الجميع ونحاول ان نفتح صفحة جديدة بيننا وبين الكويت وشعب الكويت والقيادة الكويتية».

وردا علي سؤال فيما اذا كانت هذه الصفحة قد طويت واستعادت العلاقات طبيعتها وأن المساعدات الكويتية للبنان ستستمر. قال الحريري «في الحقيقة لم نتطرق الي موضوع المساعدات ولا يجوز التطرق في هذه الزيارة فنحن لم نأت الى هنا من اجل المساعدات بل اتينا لان هناك شعبا شقيقا وأخا كريما مر بظروف صعبة واثناء الحرب الاخيرة حصلت امور كثيرة اساءت للعلاقات بين الكويت وبين لبنان».

وردا على سؤال حول انطباع المسؤولين الكويتيين الذين التقاهم قال الحريري «في الحقيقة الشيخ صباح شخص عزيز ومحب للبنان وللبنانيين وهو صريح وتكلم بصراحة عما يكنه من محبة للبنان ولكنه ايضا تكلم بصراحة عن مشاعر الشعب الكويتي اثناء الحرب على العراق والاثر الذي تركه في نفوس المسؤولين والشعب الكويتي وما صدر من الانتقادات والاتهامات التي وجهت الى الكويت اثناء تلك المرحلة».

واضاف «نحن هنا الآن للقول أن هذه الصفحة اصبحت وراءنا وصدام حسين اصبح خارج السلطة وانهار نظامه وهناك مرحلة وافق جديدة امام الشعب العراقي والشعب الكويتي». وكان الشيخ صباح الاحمد قد قام بزيارة الى الرئيس الحريري بمقر اقامته في قصر بيان وعقد معه جلسة. مباحثات رسمية تم خلالها استعراض شامل للعلاقات الثنائية والتطورات والمستجدات في المنطقة. وقال مصدر لبناني ان المباحثات تركزت على التطورات في المنطقة في ضوء ما افرزته الحرب في العراق والعلاقات الثنائية بين البلدين. ووصف نتائج المباحثات بأنها كانت ايجابية وبناءة ومثمرة الى ابعد الحدود بحيث ازالت معها كل شوائب الماضي.

من جهته، قال المستشار الخاص لولي العهد ورئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر صباح الاحمد لـ «الشرق الأوسط» ان البنية الاساسية في العلاقة بين الكويت ولبنان تعتمد على الشعبين «لان القيادات تذهب وتأتي، فالشعوب هي الباقية، والمصلحة مرتبطة بقدر الاصرار والاتصال الشعبي».

وعن قناعته باذابة الخلافات الكويتية اللبنانية على خلفية زيارة الحريري اوضح الشيخ ناصر «بما ان الحريري يطلب زيارة الكويت، فلا بد ان لديه تفسيرا للموقف اللبناني، وسألتقي الحريري مساء اليوم (امس) لعلنا نسمع جديدا».

الى ذلك، وصف نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء ووزير الدولة لشؤون مجلس الامة محمد ضيف الله شرار امس العلاقات الكويتية اللبنانية بأنها «كانت وستظل قائمة على اسس سليمة وقوية».

وقال الوزير شرار في تصريح ادلى به للصحافيين عقب مشاركته في مراسم استقبال الحريري «ان هذه الزيارة تلقى ترحيبا سواء على المستوى الرسمي او الشعبي».

مشيرا الى انها «ستتضمن لقاءات مع كبار المسؤولين الكويتيين اضافة الى قيامه بزيارات لعدد من الديوانيات للاستماع لوجهات نظر الشعب الكويتي».

وبخصوص بعض الانتقادات البرلمانية الكويتية التي سبقت زيارة الرئيس الحريري للكويت قال الوزير شرار «نحن في دولة ديمقراطية والكل يبدي رأيه بسعة صدر ونتقبله برحابة صدر لكن يبقى في النهاية ان الرئيس الحريري ضيف الكويت على المستوى الرسمي ومرحب به رسميا وشعبيا».

ومن المقرر ان يعود الحريري الى بيروت مساء اليوم بعد ان يشارك صباحا في احتفال تخريج دفعة جديدة من ضباط الشرطة في اكاديمية سعد العبد الله الذي يرعاه امير الكويت الشيخ جابر الاحمد الجابر الصباح،وهو امر له دلالات كبيرة ويعكس مدى خصوصية العلاقة بين البلدين. كما سيلتقي الحريري رئيس مجلس الامة جاسم الخرافي ورئيس واعضاء لجنة الشؤون الخارجية البرلمانية.

وكان الحريري قد زار امس ديوانيات الغنام والشايع والصعقبي والبابطين والتقى حشودا من الكويتيين لشرح الموقف اللبناني والدعوة الى فتح صفحة جديدة ليس على المستوى الرسمي فقط بل على المستوى الشعبي ايضا.