مزاحم التميمي يعزز موقعه كزعيم سياسي في البصرة بلقائه مع غارنر

البريطانيون قدموا له ختما رسميا يعود إلى الانتداب البريطاني لجنوب العراق في مطلع القرن الماضي

TT

البصرة ـ ا.ف.ب: عزز الشيخ مزاحم التميمي رئيس المجلس المحلي في البصرة موقعه كزعيم سياسي في المدينة العراقية الثانية، مستفيدا من الحظوة التي لقيها من الجنرال جاي غارنر رئيس الادارة المدنية الاميركية في العراق الذي لم يقابل سواه من العراقيين في المدينة.

والتقى غارنر برفقة اولي ويهلرس اولسن المنسق المدني لشؤون البصرة الدنماركي مساء اول من امس الشيخ مزاحم التميمي مع ثلاثة من اعضاء المجلس المحلي لمدينة البصرة الذي يترأسه.

وحتى الان كان الشيخ مزاحم يحظى فقط بدعم العسكريين البريطانيين الذين يسيطرون على مدينة البصرة والمناطق المحيطة بها منذ سقوط نظام صدام حسين. ومع ان الشيخ مزاحم يسعى الى اخفاء سروره لهذه الزيارة، فانه كشف عن ابتسامة عريضة عندما سئل ما اذا كان يعتبر هذه الزيارة بمثابة دعم له.

وقال الشيخ مزاحم، 50 سنة، «كان اللقاء جيدا ونحن سعداء لان غارنر جاء الى البصرة لزيارتنا. الان اصبحنا نعرف ما يفكر فيه وهو سألني عن وجهة نظري من مستقبل العراق».

وكان الشيخ مزاحم حتى سقوط صدام حسين عضوا في حزب البعث وانضم الى قوات التحالف بعد انهيار النظام.

ولا يخفي الشيخ مزاحم انتماءه السابق الى حزب البعث الا انه يؤكد انه لم يكن يوما من المقربين من رأس السلطة، لا بل هو يستفيد حاليا من كون احد اشقائه قتل على ايدي النظام عام 1994.

ويقول الاميركيون والبريطانيون انهم لا يمانعون من تسلم بعثيين سابقين مسؤوليات في مؤسسات الدولة شرط ان يتمتعوا بدعم شعبي واسع.

ويقول حيدر العيسى احد اعضاء المجلس المحلي في البصرة ان الهدية التي قدمها البريطانيون الى الشيخ مزاحم معبرة فعلا، وهي عبارة عن ختم رسمي يعود الى الانتداب البريطاني لجنوب العراق في مطلع القرن الماضي.

ويفاخر حيدر العيسى بالقول ان غارنر لم يلتق اي زعيم سياسي محلي في المدينة غير الشيخ مزاحم.

وسبق ان التقى غارنر والتميمي في الناصرية وفي بغداد خلال الاجتماعين الاخيرين لاركان المعارضة السابقة. وبعد مرور اكثر من شهر على سقوط مدينة البصرة تبدو هذه المدينة هادئة نسبيا ولا تزال تسمع في ارجائها طلقات نارية خلال الليل فقط وتبدو هادئة خلال النهار.

ولا يبدو ان الشيخ مزاحم يحسب حساب منسق شؤون البصرة الدنماركي اولي ويهلرس اولسن ويكتفي بالقول عنه «انه ليس سوى مجرد منسق». وتابع امام عدد من اعضاء المجلس المحلي الذين كانوا يستفسرونه عن لقاء اول من امس «نتمنى لغارنر النجاح في مهمته وننتظر لنرى ما سيقوم به».

من جهته قال اولسن ردا على سؤال حول رأيه بوقوع اختيار الاميركيين والبريطانيين على الشيخ مزاحم لتسلم ادارة المدينة «هذا رأي العسكريين ولا اعرف (اذا كان يحظى بدعم واسع)»، موضحا انه يريد ان يكون فكرته الشخصية عن المسألة قائلا «انا ايضا لي الحق في اعطاء رأيي باللاعبين السياسيين المحليين».