واشنطن تسعى للقبض على ألف من «المجاهدين النوويين» العراقيين وتتأهب للإعلان عن أسلحة عراقية محظورة مخبأة

TT

أفاد مصدر حكومي اميركي رفيع المستوى ان السلطات الاميركية والأجهزة المختصة والقوات الموجودة في العراق تسعى للقبض على ألف ممن سماهم بـ«المجاهدين النوويين» العراقيين، في اشارة الى العلماء والباحثين المسؤولين عن البرنامج النووي العراقي.

وأكد المصدر، في اثناء لقاء محدود مع صحافيين في باريس، امس ان ثمة «خطراً حقيقياً» يتمثل في ان يضع هؤلاء العلماء علمهم ومعرفتهم في خدمة دول اخرى من اجل تطوير وتصنيع اسلحة الدمار الشامل النووية. وفي تقدير المصدر الاميركي، ان الكثير من هؤلاء ربما نجحوا في مغادرة العراق.

وكشف المصدر الحكومي الاميركي ان واشنطن «تتأهب، قريباً جداً، لإذاعة معلومات والافراج عن اكتشافات» خاصة بأسلحة الدمار الشامل العراقية. ومعلوم ان تدمير هذه الاسلحة كان المبرر الاول الذي وضعته واشنطن في الواجهة لتبرير حربها على العراق.

ووفق ما اعلنه هذا المصدر، فان الولايات المتحدة بصدد توفير ما يزيد على 2000 مفتش وخبير في اسلحة لادمار الشامل للقيام بمسح كامل وشامل للمواقع العراقية التي يمكن ان تؤوي هذا النوع من الاسلحة او البنى الخاصة بانتاجها.

وبرر التأخر في تقديم البراهين على برامج التسلح العراقية بالقول ان الاحتمالات الاميركية، بالدرجة الاولى، كانت محصورة بالعمليات العسكرية، خلال شهر كامل ولكن «الأمور تسير بسرعة كافية» في الوقت الحاضر.

ورد المسؤول الاميركي على طلب محمد البرادعي، رئيس الوكالة الدولية للطاقة النووية الذي طالب بعودة مفتشين عن الوكالة الى العراق للتأكد مما اصاب بعض المراكز العراقية النووية من تخريب ونهب بالقول ان واشنطن «لا ترى حاجة ملحة لعودة مفتشي الوكالة» الى العراق، مضيفاً ان المفتشين الاميركيين «يقومون بهذا العمل».

وأعلن المسؤول الاميركي الموجود في باريس ليومين لعقد مجموعة من اللقاءات مع رسميين فرنسيين وبريطانيين للبحث في مسائل حظر انتشار اسلحة الدمار الشامل وفي اوضاع دول ثلاث هي ايران وكوريا الشمالية والعراق، ان واشنطن تأمل من خلال التحقيقات مع العلماء ومن خلال فحص الوثائق التي تعثر عليها في أقبية بغداد في القاء الضوء على «الشبكات الخفية» للحصول على تكنولوجيا اسلحة الدمار الشامل، ليس فقط في العراق وانما في ايران وفي دول اخرى اضافة الى الدول والشركات الضالعة في ذلك.

وسمى المصدر الاميركي سبع دول هي العراق وايران وكوريا الشمالية وكوبا وليبيا والسودان وسورية ضالعة في ما يعتبره «ارهاب الدولة» كما انها ضالعة في برامج لاكتساب اسلحة الدمار الشامل.

وتناول المسؤول الاميركي مطولاً حالة سورية التي زارها وزير الخارجية الاميركي كولن باول مؤخراً. واكد ان لسورية «برامج كيماوية متقدمة، كما انها قالت بالكثير من الابحاث لتصنيع الاسلحة البيولوجية ولتوفير الصواريخ الباليستية» طويلة المدى.

وافاد المصدر ان واشنطن «تنظر بكثير من الجدية للتهديد الذي تمثله اسلحة الدمار الشامل السورية».

وشدد المصدر على ان بلاده «تريد ان يتم التخلص من هذه البرامج وتريد ان تتحقق من ذلك تماماً وان تتوافر لها البراهين المادية»، مضيفاً انه «لم يعد يكفي الحديث عن هذه الحاجة بل يجب الذهاب ابعد من ذلك».

واعلن المصدر ان هدف واشنطن العام في الشرق الاوسط هو ازالة كل اسلحة الدمار الشامل. لكنه اخذ على عدد من الدول العربية التي لم يسمها عدم احترامها الاتفاقات والمعاهدات التي وقعتها في هذا الصدد. وذهب ابعد من ذلك بقوله ان ثمة دولاً ذات اسلحة دمار شامل لا تشكل تهديداً لمحيطها (في اشارة واضحة الى اسرائيل) فيما دول اخرى تستخدم هذه الاسلحة «كوسيلة تهويل وتخويف».