ذكرت تقارير امس ان موكبا من سيارتين مصفحتين تابعتين للسفارة البريطانية في تل ابيب، تعرضتا لرصاص جنود اسرائيليين في غزة يوم الاحد الماضي. وذكرت صحيفة «الغارديان» البريطانية أن عدداً من الدبلوماسيين والمدنيين البريطانيين كانوا في السيارتين اللتين حملتا اشارة السفارة، مما اضطر احد الدبلوماسيين الى الخروج رافعاً يديه بغرض ايقاف «الهجوم». واضافت ان تعرض الموكب للرصاص رغم ان السلطات الاسرائيلية أبلغت حسب الاصول بأمر مروره من تلك النقطة قبل عشرة دقائق من وصوله، مما دفع لندن الى تقديم احتجاج رسمي الى الحكومة الاسرائيلية. وقالت الصحيفة إن الموكب كان في طريقه الى مخيم رفح بجنوب قطاع غزة حين تعرض للرصاص عند معبر أبو هولي. واردفت ان عدداً من افراد عائلة الناشط البريطاني توم هورندال، 21 عاماً، الذي اصيب برصاص جنود اسرائيليين في المخيم المذكور قبل نحو 3 اسابيع حين حاول حماية طفلة عمرها خمس سنوات، كانوا في السيارتين الى جانب عدد من الدبلوماسيين البريطانيين.
ونقلت «الغارديان» عن والد الناشط البريطاني، انتوني هورندال بأنه «كان هناك غياب تام للنظام. لقد اطلقوا الرصاص من دون اي تحذير». واضاف انهم دهشوا بادئ الامر لأن رصاصة اتتهم من جهة الحاجز الاسرائيلي، ولم يظهر اي جندي لشرح اسباب هذا السلوك. وبعد قليل من الصمت «خرج الموظف السياسي في القنصلية البريطانية العامة في القدس المحتلة بشجاعة من السيارة وقد اضطر الى وضع يديه فوق رأسه»، غير ان الجنود واصلوا تصويب بنادقهم باتجاه الموكب الدبلوماسي. وفيما خرج الدبلوماسي أندرو ويتيكر الى الجنود، عمد الملحق العسكري البريطاني في سفارة لندن بتل ابيب الكولونيل توم فيتزالين هاوارد الذي كان في الموكب ايضاً الى الاتصال بالجيش الاسرائيلي طالباً شرح الاسباب، حسبما قال هورندال للصحيفة.
وذكرت «الغارديان» ان السفارة البريطانية في تل ابيب رفعت شكوى رسمية بشأن الحادث، كما ان وزارة الخارجية البريطانية اكدت انها تسعى الى الحصول على تفسير من السلطات الاسرائيلية. واشارت الى ان جيش الاحتلال قال إن السيارتين لم تتبعا «التعليمات التي اعطاها الجنود وهي الاقتراب ببطء شديد نحو نقطة التفتيش». من ناحية ثانية، نسبت الصحيفة الى والد الناشط البريطاني بأن هدفه من الزيارة كان «لقاء الضباط المعنيين (بحادثة إطلاق النار على نجله) اللذين كانا هناك في ذلك اليوم للحصول على نوع مناسب من التفسير لإطلاقهم النار عليه». واضاف «الاسرائيليون يقولون إن توم اصيب لوجوده في منطقة تقاطع نيران، بيد انني حصلت حتى الآن على إفادات من ثمانية او تسعة اشخاص كلها متطابقة تقريباً في القول انه اصيب برصاصة واحدة أطلقها قناص من البرج».