واشنطن تلوح بنقل قضية البرنامج النووي الإيراني لمجلس الأمن وتطلب مساعدة روسيا

TT

في محاولة من وزارة الخارجية الاميركية لزيادة الضغوط على ايران وكوريا الشمالية لاجبارهما على التخلي عن برامجهما النووية، اجتمع مساعد وزير الخارجية جون بولتون بالمسؤولين الروس اول من امس من اجل مزيد من المساعدة في هذه الجهود. وقال بولتون في مؤتمر صحافي، ان هذه المشاروات تسبق سلسلة من اجتماعات القمة وغيرها من الاجتماعات التي يمكن ان تؤدي الى حمل مجلس الامن الدولي على بحث عدم استجابة ايران لالتزاماتها النووية. اما قضية الاسلحة النووية الكورية الشمالية فقد وضعت بالفعل امام المجلس.

وتشتمل اجتماعات القمة على لقاء يعقد بين الرئيس الاميركي جورج بوش ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في سان بطرسبيرغ في نهاية مايو (أيار) الحالي، وقمة مجموعة الثماني المقرر عقدها في باريس مطلع يونيو (حزيران) المقبل.

ستناقش الوكالة الدولية للطاقة النووية قضية ايران في منتصف يونيو في اجتماع تعقده بفيينا. وقال بولتون ان القضية يمكن ان تنتقل من هناك الى مجلس الامن، موحيا بأن واشنطن تريد دعم موسكو لمثل هذه الخطوة. وسيركز النقاش الذي سيدور في فيينا، على التأكيد الذي صدر عن الوكالة الدولية للطاقة النووية في الآونة الاخيرة بأن ايران تملك اجهزة النبذ الكفيلة بانتاج يورانيوم مخصب يمكن استخدامه في صناعة الاسلحة النووية. وقال بولتون: «اتفق الرئيس بوتين والرئيس بوش مسبقا على انه ليس من مصلحة روسيا ولا من مصلحة اميركا ان تحصل ايران على مقدرات نووية». واضاف ان اسباب القلق الروسي المتزايد تبدو واضحة، لان ايران تسعى كذلك الى تطوير صواريخ باليستية، «وهم هنا في موسكو اقرب كثيرا الى ايران، منا نحن في واشنطن».

موقف روسيا من برنامج ايران النووي ينطوي على حرج كبير، لان روسيا ساعدت ايران على بناء مفاعل مائي خفيف ينتج 1000 ميغاوات عند اكتماله، بميناء بوشهر بغرب البلاد، وتنظر حاليا في انشاء مشاريع جديدة للطاقة النووية. وتعتقد الولايات المتحدة ان مفاعل بوشهر، الذي ينتظر ان يكلف 800 مليون دولار، ليس سوى غطاء للحصول على التقنيات الحساسة من اجل صناعة الاسلحة النووية. وتعتقد واشنطن كذلك، ان بعض العلماء الروس، ومن غير موافقة الحكومة الروسية، يساعدون في تطوير البرنامج الايراني للاسلحة النووية، وتريد من موسكو ان توقف هذا النشاط بحزم شديد.

اخذ المسؤولون الروس يميلون في الشهور الاخيرة الى التراجع عن تأكيداتهم السابقة بأن برنامج ايران النووي سلمي كليا. وعبرت موسكو كذلك عن قلق متزايد نحو دبلوماسية حافة الهاوية التي تتبعها كوريا الشمالية وخاصة انسحابها في الآونة الاخيرة من معاهدة الحد من انتشار الاسلحة النووية. قال اندري كورتونوف، نائب رئيس رابطة السياسية الخارجية الروسية: «حدث تغير ما في موقف موسكو من البرامج النووية لكل من كوريا الشمالية وايران». لكنه اضاف ان مخاوف موسكو حول كوريا الشمالية اكبر من مخاوفها حول ايران، كما انها اقل ثقة في مقدرتها على التأثير على الكوريين الشماليين. وقال انه في ما يتعلق بايران فان روسيا ستبذل مجهودا اكبر في رسم خط واضح بين التقنيات المدنية والعسكرية، ولكن هذا التوجه الجديد لم يعبر عن نفسه بعد كنوع من الدعم الملموس لمواقف الولايات المتحدة.

نقلت وكالة «ايتر تاس» للانباء الروسية انه في اجتماع اول من امس بين بولتون ووزير الطاقة النووية الروسي الكساندر رومانتسيف، عبر الجانبان عن رغبتهما في ان توقع ايران اتفاقية مع وكالة الطاقة النووية العالمية لوضع مزيد من الضمانات بعدم الانتشار.

وفي مؤتمر صحافي الشهر الماضي، عبر رومانتسيف عن قلقه حول برنامج ايران النووي، وقال اذا كانت صحيحة التقارير حول ملكية ايران اجهزة النبذ التي تمكنها من صنع يورانيوم من النوع الذي يصلح لصنع الاسلحة، «فان الموقف يكون مثيرا للقلق». واضاف الوزير الروسي: «يجب ان تكون هناك ضمانات. وينبغي على ايران ان تعلن مثل هذه النشاطات وان توفر امكانية التحكم والسيطرة».

وقال بولتون، في اجتماع اول من امس، ان اجتماع الوكالة الدولية للطاقة النووية في يونيو مهم جدا لانه «اذا توصل مجلس الوكالة الى ان ايران خرقت التزاماتها بموجب اتفاقية الضمانات التي وقعتها مع الوكالة، فان عليه عندها ان يعرض المسألة على مجلس الامن الدولي ليتخذ المجلس ما يراه مناسبا من خطوات». واضاف قائلا انه في ما يتعلق بالبرنامج النووي لكوريا الشمالية، فان واشنطن تشارك روسيا «التصميم على ان تحل القضية بالوسائل السلمية والدبلوماسية ما كان ذلك ممكنا». وتابع قائلا: «لا اعتقد ان هناك ذرة من الشك في وجود اتفاق كامل في الآراء حول هذه القضية بين روسيا والولايات المتحدة، وهي انه لا ينبغي لكوريا الشمالية ان تمتلك اسلحة نووية. وما دامت الولايات المتحدة وروسيا تؤمنان بهدف مشترك، فان عليهما البحث عن وسيلة سلمية لتحقيقه».

* خدمة «لوس انجليس تايمز» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»