الحريري: العتب بين لبنان والكويت «على قدر المحبة» وأتفهم حساسية الكويتيين الذين اكتووا بجمر صدام

لن ننجر إلى اقتتال داخلي مع «حزب الله».. والكلام عن لقاء سوري ـ إسرائيلي مردود من أساسه

TT

قال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري في لقاء مع رؤساء تحرير الصحف الكويتية اليومية امس «ان الشوائب في العلاقات بين لبنان والكويت اصبحت وراءنا وقد عكست الصحف الكويتية هذه الاجواء الايجابية وكذلك المسؤولون مما يدل على ان سحابة الصيف قد انقشعت ان شاء الله».

وسئل الحريري الذي اختتم امس زيارته الى الكويت التي استغرقت يومين عن زيارة وزير الخارجية الاميركي كولن باول الى لبنان وما قيل عن الانسحاب السوري، فقال ان الاعلام تناول معظم تفاصيل هذه الامور وما لم يكتب عندنا كتب في الصحافة الاجنبية، والاميركيون قالوا ان حقائق جديدة اصبحت امرا واقعا على الارض، هناك دعوة لاتفاقيات سلام وهناك خريطة الطريق مع اسرائيل، لكن هذا لا يعني ان المسارين اللبناني والسوري مستبعدان، وقد اكد الاميركيون لنا التزامهم بالعمل على كل المسارات وسيردون علينا بالاجابات التي طلبناها. اما بالنسبة للوجود السوري فالاجابة على هذه القضية تكررت عشرات المرات، وهي انه وجود شرعي ومؤقت، وقد اوضح الرئيس اميل لحود هذا الموقف للوزير باول.

وقال الحريري ان زيارة باول للبنان وسورية كانت «مفصلية واساسية، قبلها كان هناك جو من التشنج يلف المنطقة، ثم اختلف بعدها حيث اضحى هناك ارتياح، لكنه حذر».

وعما اذا كانت زيارته للكويت اوضحت الموقف اللبناني لمختلف الشرائح الكويتية، قال الحريري: «كي نصل لكل الكويتيين علينا ان نزور كل الديوانيات وكل الناس بخير وبركة، لكن من رأيناهم كانوا اساسيين في صناعة الرأي العام ومؤثرين. وفي كل الاحوال فان العلاقة اللبنانية ـ الكويتية تاريخية، ونحن نعمل على اعادة وضعها في نصابها الحقيقي، وهذا الامر لا يحتاج في الواقع لجهد كبير، فالعتب على قدر المحبة كما قال الجميع. وهذا هو الشعور العام الذي لمسناه في الكويت».

وبالنسبة لوضع «حزب الله» في لبنان في ظل الضغوط الاميركية، اوضح الحريري ان الموقف الاميركي من الحزب ليس جديدا، بل هو قديم جدا ومنذ عدة سنوات، وبالتالي فان الوزير باول لم يأت بأمر جديد بهذا الشأن عندما زار لبنان، سوى مطالبته بنشر الجيش اللبناني في الجنوب. وقد اجابه الرئيس لحود على مطالبته هذه، موضحا الجوانب الفنية والتقنية وسواها لنشر الجيش.

وعن موقف الدولة من «حزب الله»، قال الحريري ان الاميركيين وضعوا «حزب الله» منذ زمن على لائحة الارهاب، لكن الدولة اللبنانية ما زالت في حالة حرب مع اسرائيل، ونحن نرغب بالسلام ووضع القضايا العالقة على الطاولة دفعة واحدة لحلها ضمن اطار الحل الشامل لأزمة المنطقة.

وسئل الحريري عن معلوماته حول ما نشر عن لقاء ماهر الاسد شقيق الرئيس السوري حافظ الاسد بأحد المسؤولين الاسرائيليين، فقال «ان سورية اعلنت ان هذا الكلام المنشور مردود من أساسه. وتاريخيا لم يعقد السوريون اتفاقات سرية مع اسرائيل بل قالوا انهم مستعدون لعقد لقاءات علنية، وبالفعل فهم عقدوها خلال رئاسة اسحق رابين، والقيادة السورية الجديدة لم تغير هذا النهج وهي مستمرة عليه، وأريد ان اوضح ان اي لقاء سري سوف يعني ان ثمة امورا مطلوب اخفاؤها عن الناس، وهذا لا تقوم به سورية، فمنذ زمن بعيد قالت وقال لبنان، اننا مع السلام ونعترف بقرارات الأمم المتحدة وعقدنا لقاءات علنية، فما الذي يمكن ان يحكى في السر ما لم يحك في العلن. والمطلب السوري واضح وهو الجولان مقابل السلام. كما اننا في لبنان واضحون اذ نطالب ببقية ارضنا وباطلاق اسرانا وباعادة الفلسطينيين الى ارضهم».

وقيل للحريري: ألا تشعرون كدولة لبنانية بأي خطأ بحق دولة الكويت؟ فأجاب: ان الامور تداخلت ببعضها البعض خلال الحرب في العراق، وصدرت تصريحات من هنا وهناك، ووجد جو عام لعب دوره في صنع الاشكالات. خاصة ان احدا لم يتباحث بروية في هذه الامور. وقد تداعت الاحداث، ووقع زلزال حقيقي وفجائي هز المنطقة كلها، واذا كنا نريد محاسبة بعضنا البعض على الكلمات والعبارات فلن ننتهي، فهناك كلام قيل بحقي شخصيا، وبحق لبنان. واعتبرناه من اخ لأخيه، وانه مبرر كون الكويت كانت محتلة من النظام العراقي، انما هذا الكلام لم يخرق الجلد، بل لم يصل الى الجلد».

واضاف «انا اتفهم حساسية الشعب الكويتي الذي انكوى بجمر صدام، مثلما اتفهم حقيقة الشعب العراقي وهو ادرى الناس بطبيعة صدام الذي قتل اهالي وزرائه، فالأمر بيننا وبين الكويت لم يصل الى حد الخصومة، والتهجم الذي قام به البعض على الكويت ليس موقفا لبنانيا عاما».