فاجأ جمال مبارك نجل الرئيس المصري حسني مبارك الحضور في لقاء طلابي باعلانه أن سؤالا يطرح عليه دائما وهو هل ترشح نفسك لرئاسة الجمهورية قائلا «ان هذا ليس في ذهني وان هذا الموضوع يطرح ولا أستطيع أن أمنع أحد من طرحه» وذكر ان ما يقال عن أن التطوير الذي حدث في الحزب وإنشاء أمانة للسياسات برئاسته نوع من الترتيب ليس فيه صلة بالواقع وليس له أساس من الصحة.
وقال جمال مبارك الذي تولى رئاسة أمانة السياسات في الحزب الوطني الحاكم في مصر في سبتمبر الماضي في لقاء عقده مع طلاب الجامعة الاميركية في القاهرة مساء أول من أمس انه قرر منذ ثلاث أو أربع سنوات وعن قناعة، المشاركة في العمل العام، وانه ليس من بين خياراته تقليل نشاطه العام لانه مقتنع ومعه الآلاف من الشباب في الحزب بامكانية القيام بدور والعمل على تحفيز الشباب للمشاركة. وأشار الى ان لديه بعض المسؤوليات داخل الحزب ولا يزال أمامه الكثير للعمل الأهلي والعمل السياسي داخل الحزب.
ودعا جمال مبارك الشباب للمشاركة في الحياة السياسية، وقال ان ذلك يبدأ بالمشاركة في الانتخابات والحرص على الإدلاء بالأصوات حتى يختار الشباب من يمثلونهم في البرلمان.
وأشار جمال مبارك الى انه من ضمن الانشطة التي يقوم بها رئاسته لجمعية «جيل المستقبل» و«جمعية إسكان المستقبل» وهي ضمن آلاف الجمعيات في مصر التي تعمل في المجال الأهلي.
وعن مطالبة البعض بتغيير طريقة الاستفتاء على الرئاسة وما يتطلب ذلك من تعديل في الدستور قال جمال مبارك «ان الوقت الحالي ليس هو المناسب لتعديل الدستور وانه يمكن اجراء تغييرات في النواحي الاقتصادية والاجتماعية عن طريق القوانين من دون تعديل الدستور.
وتحدث جمال مبارك مع الطلاب في اللقاء الذي حضره وزير الخارجية المصري احمد ماهر في جميع الشؤون السياسية على المستويين الخارجي والداخلي، وقال ان البرلمان أقر مد العمل بقانون الطوارئ لمدة ثلاث سنوات بأغلبية كبيرة وان البرلمان والحزب الوطني طالبا بتطبيق القانون على الإرهاب فقط.
وأشار في هذا الصدد الى انه في ظل انتشار ظاهرة الإرهاب الدولي شرعت بعض الدول الكبرى في سن قوانين استثنائية وأخرى دائمة في هذا المجال وطورت بعض قوانينها لتعطي للسلطات الأمنية سلطة استثنائية.
وأوضح جمال مبارك ان الحزب الوطني الحاكم بدأ في النظر في بعض الأمور التي تخفف السلطات الاستثنائية حيث تقدم الحزب باقتراح بإلغاء القانون رقم 105 الخاص بمحكمة أمن الدولة وإلغاء عقوبات الأشغال الشاقة من قانون العقوبات والسعي لانشاء مجلس قومي لحقوق الانسان بمفهومها الشامل والواسع الذي يحتل أولوية في فكر الحزب.
وأعرب عن أمله في اقرار هذه القوانين خلال الفترة القصيرة القادمة وان يكون للمجلس القومي لحقوق الانسان استقلالية ويقوم بدوره.
كما رد جمال مبارك على الانتقادات الموجهة الى السياسة الاعلامية المصرية قائلا ان مساحة الحرية وطرح الافكار والآراء وقدرة المواطن المصري على الاطلاع طرأ عليها تطور كبير، وقال انه لايوجد موضوع في مصر غير قابل للنقاش سواء كان موضوعا سياسيا أو اقتصاديا أو اجتماعيا أو عن علاقتنا بالعالم الخارجي وان ذلك هو بداية الاصلاح.
وأشار الى ان ما لا يقل عن 30 مطبوعة صحافية توجه النقد بحرية للحكومة والمجتمع وحتى ضد بعض السياسات، ووصف الشباب المصري بأنه «فاهم وواع» لما يجري ولديه القدرة على المواجهة ويريد المعرفة.