ماهر يدافع عن موسى ويدعو لحل الخلافات بعيدا عن المساجلات وسرور يعتبر الهجوم على الأمين العام نوعا من الابتزاز والإرهاب

وزير الخارجية المصري يعلن أنه سيزور إيران ويستبعد تطبيعا كاملا للعلاقات

TT

جدد وزير الخارجية المصري احمد ماهر مطالبة مصر بانسحاب الوجود الأجنبي من العراق ليس دفاعا عن نظام الحكم السابق في بغداد «الذي عانينا منه كثيرا كما عانى منه الشعب العراقي» بل تأكيدا على الشرعية الدولية والقانون الدولي، وأشار الى ان هناك ادراكا عاما للعودة الى الشرعية الدولية، موضحا ان العراقيين الذين عانوا من الحكم السابق في بلادهم يتحركون في هذا الطريق.

وبالنسبة للعلاقات المصرية ـ الايرانية قال ماهر انه سيزور طهران قريبا للمشاركة في اجتماع منظمة المؤتمر الاسلامي في اواخر مايو (أيار) الحالي غير انه من السابق لأوانه الحديث عن تطبيع كامل واقامة علاقات دبلوماسية كاملة.

وستكون هذه الزيارة الاولى للوزير المصري الى ايران منذ توليه حقيبة الخارجية في .2001 ودعا ماهر الذي كان يتحدث أمس أمام اجتماع ضم أعضاء ثلاث لجان بالبرلمان المصري هي لجان العلاقات الخارجية والشؤون العربية والأمن القومي برئاسة الدكتور فتحي سرور رئيس البرلمان، الأمم المتحدة الى الاضطلاع بدور أساسي ومحوري في المساعدة على اقامة حكومة عراقية مستقلة.

ونفى وزير الخارجية المصري في الاجتماع الذي شهد مساجلات طويلة حول سياسة مصر الخارجية وقضية العراق وجامعة الدول العربية ما يتردد عن وجود مخططات لانهاء دور الجامعة العربية واحلال كيانات أخرى بدلا منها، وقال ان مصر لم ولن تتخلى عن دورها العربي، مشددا على حرص القاهرة على الجامعة العربية كمنظمة اقليمية وعلى أجهزتها والمسؤولين فيها، كما تحرص مصر على احترام الجامعة العربية كرامة كل دولة عربية، وأوضح ان القصور في الجامعة العربية هو انعكاس للوضع العربي العام ويرتبط علاج القصور بعلاج الوضع العربي.

ودافع ماهر عن الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى ووصفه بأنه «شخصية عربية حريصة تدربت في المدرسة الوطنية بوزارة الخارجية المصرية ويؤمن بالعمل على توحيد الرأي العربي»، وقال ان مصر طالبت بحل أي اختلاف في الرأي بين الامين العام وأي دولة عربية بعيدا عن المساجلات الصحافية.

وعقب رئيس البرلمان المصري الدكتور احمد فتحي سرور على الموقف من الجامعة العربية والهجوم الذي تعرض له أمينها العام عمرو موسى من الكويت، ودافع سرور بشدة عن موسى قائلا: ان مهاجمة عمرو موسى أمر غير مقبول، وأكد انه يجب ان يكون الأمين العام مستقلا عن ارادة الدول العربية، ووصف الهجوم عليه بأنه «نوع من الإرهاب والابتزاز ويعرض استقلال الأمين العام للانهيار»، واضاف سرور اذا ارادت دولة مهاجمة الأمين العام فيجب ان يكون داخل مجلس الجامعة أو في إطار تشكيلاتها التنظيمية، أما مهاجمته في الخارج فإنه اعتداء على استقلاليته، واستنكر بشدة الحديث عن استقالة عمرو موسى وقال «فليجلس على قلوبهم»، ونقل الدكتور سرور حديثه الى الأمم المتحدة وطالب أمينها العام كوفي أنان بالاستقالة، وقال انه «تم الاعتداء على ميثاق الأمم المتحدة وظل الأمين العام في موقعه، ولو كنت منه لقدمت استقالتي فورا، ولكنه أراد أن يبتسم لكاميرات التصوير».

وكشف الوزير المصري ان الرئيس مبارك كلف وزارة الخارجية بوضع دراسة لتطوير الجامعة العربية بغرض تدعيمها ودفع العمل العربي المشترك الى الامام، باعتبار ان الجامعة العربية صرح نعتز به ويجب ان يكون جسدا حيا يتطور ويتحرك في إطار المتغيرات، وقال ان الاتصالات التي أجرتها مصر مع العديد من الدول العربية كشفت الحرص العربي على استمرار الجامعة والاضطلاع بدورها.

وانتقل احمد ماهر الى الحديث عن القضية الفلسطينية، مؤكدا وجود دعم دولي كبير لها وللشعب الفلسطيني وحقه في اقامة دولته المستقلة، وقال ان خريطة الطريق تهدف الى اقامة دولة فلسطينية مستقلة بحلول عام .2005 ونبه في نفس الوقت الى ان الأمر لن يكون سهلا ويحتاج الى مناقشة حدود 67 وان هناك توقيتات قد لا تخدم ولكن علينا أن نسلك الطريق لبلوغ الهدف، وقال ان هناك التزاما اميركيا وأوروبيا بخريطة الطريق.

وأكد ماهر رفض مصر أي محاولة لعزل القيادة الشرعية الفلسطينية، كما أشار الى ان مصر لا تنسى ان هناك أراض عربية محتلة في سورية ولبنان وتطالب بتحريرها.

وشدد الوزير المصري على ان خريطة الطريق ليس الأداة السحرية لانهاء القضية الفلسطينية ولكنها الأداة التي تستند إليها في التفاوض استنادا الى قرارات الأمم المتحدة والقمة العربية، وهناك مواقف اسرائيلية متعنتة، مشيرا الى ان مفاوضات تحرير سيناء شهدت تعنتا اسرائيليا، قال خلالها أحد السياسيين الاسرائيليين ان حالة حرب في شرم الشيخ افضل من سلام بدون شرم الشيخ.

واضاف وزير الخارجية «نعرف ان أمن اسرائيل يهم الولايات المتحدة ولكن في هذه الظروف أقمنا علاقات مع الولايات المتحدة ونعلم ان اميركا لن تتخلى عن اسرائيل»، ونفى وزير الخارجية وجود أي قواعد عسكرية أجنبية في مصر، وقال ان ذلك أمر مرفوض ولن تكون مصر مقرا لقواعد عسكرية.

وأكد ماهر ان علاقات مصر مع الولايات المتحدة الاميركية قوية وناضجة وتسمح بالخلاف والاختلاف، وان مصر تحرص في هذا الاطار على استقلال قرارها السياسي بقدر حرصها على التعاون مع الولايات المتحدة.

وفي ما يتعلق بالسودان أكد الوزير المصري رغبة البلدين في العمل معا لضمان وحدة السودان، وقال اننا مع السودانيين في الشمال والجنوب.