الرافعي عضو القيادة القومية للبعث يعود إلى لبنان بعد غياب 19 عاما صائما عن الحديث في السياسة

TT

قال عضو القيادة القومية في حزب البعث العربي الاشتراكي الموالي لنظام صدام حسين النائب اللبناني السابق الدكتور عبد المجيد الرافعي انه لن يتحدث في السياسة في الوقت الحاضر حيث تتملكه اجواء الرهبة والفرح بعودته الى لبنان بعد غياب استمر تسعة عشر عاما وستة اشهر وثلاثة ايام، وجل همه الان لقاء عائلته وابناء مدينته طرابلس (شمال لبنان) خصوصا ان بين افراد العائلة اناسا اعزاء على قلبه في وضع صحي متدهور لم يرهم منذ سنوات.

الا ان الرافعي ابلغ «الشرق الاوسط» خلال استقباله لها في منزله في بيروت امس قبل انتقاله الى مسقط رأسه طرابلس ان رجوعه الى لبنان تم بعد استشارة رئيس الجمهورية العماد اميل لحود، لافتا الى انه قدم من باريس التي وصل اليها قادما من بغداد في السادس عشر من شهر فبراير (شباط) الماضي وذلك لمتابعة العلاج الذي تخضع له زوجته السيدة ليلى بقسماطي بعد اصابتها بالسرطان منذ مدة.

وروى الرافعي كيف تعذر عليه العودة الى بغداد قبل بدء الحرب بأيام بعد ان نصحه اصدقاء بألا يأتي عن طريق الاردن لوجود عناصر من الاستخبارات الاميركية والاسرائيلية تقوم بالتفتيش والتدقيق على الحدود الاردنية ـ العراقية وكذلك برصد اماكن منصات الصواريخ العراقية.

وقال الرافعي انه امام هذا الواقع لم يجد مفرا من البقاء في باريس والتسمر امام التلفزيون لمتابعة اخبار الحرب، حتى حصل ما حصل وكان قراره وزوجته بالعودة الى الوطن الام.

وحول تفسيره لسقوط بغداد السريع قال الرافعي الذي كرر عدم رغبته في الاسترسال في السياسة بأن المتابع للاخبار عبر مندوبي المحطات الفضائية سمع بوضوح وعلى الهواء مباشرة كيف كانوا يصفون الغارات الاميركية والبريطانية بانها الاعنف والاشد اذ تركزت الضربات الجوية على بغداد لأيام وليال بواسطة احدث انواع الطائرات الحربية واشد القنابل فتكا ودمارا، قبل دخول العاصمة العراقية من قبل قوات الاحتلال.

واستطرد الدكتور الرافعي قائلا: «مهما يكن من امر فما حصل في العراق ليس النهاية. وبامكان الاحتلال ان يأتي بالعشرات والمئات ليصفقوا له ويتم تعيينهم في هذا المركز او ذاك لكن الشعب العراقي بالملايين وهو رافض للاحتلال، وهذا الرفض لا ينطبق على طائفة معينة دون غيرها بل على الجميع بما في ذلك السنة والشيعة والاكراد».

وردا على سؤال حول مصير صدام حسين قال الرافعي ان لا معلومات لديه حول هذا الموضوع وغيره، خصوصا ان الاتصالات مع بغداد متعذرة وقد استحال عليه الاطمئنان على اقرباء له واصدقاء في العاصمة العراقية حتى قبل اندلاع الحرب، مشيرا الى ان اخر اتصال تلقاه من قريب له في بغداد كان قبل ستة ايام اخبره فيه بان المجمع الذي يقطنه ويقيم فيه ايضا عدد من اعضاء القيادة القومية ومسؤولون عراقيون بارزون ورئيس المصرف المركزي في بغداد تعرض للنهب والسرقة قبل ان تتسلمه القوات الاميركية وتقيم حراسة على مداخله. وابدى الرافعي هنا استغرابه كيف ان القوات الاميركية تتحرك لردع السرقات بعد ان يكون «يلي خرب خرب ويلي سرق سرق».

ويشار الى ان الدكتور عبد المجيد الرافعي هو من مواليد مدينة طرابلس وقد مارس مهنة الطب ابتداء من منتصف الخمسينات حيث كان قريبا جدا من المواطنين الذين تحولوا الى ناخبين داعمين له ففاز في عضوية المجلس النيابي لاول مرة عام 1972 وتقدم على اقرب منافسيه بـ 543 صوتا (الرئيس رشيد كرامي) وظل نائبا حتى العام 1989 حين تم الاتفاق على الدستور الجديد الذي عرف باتفاق الطائف.

انتسب الى حزب البعث في الخميسنات ووصل في التراتبية الحزبية الى القيادة القومية واستفاد من موقعه كطبيب في التقرب من الناس.

غادر مدينة طرابلس في العام 1983 بعد تصاعد الخلاف بين حزبي البعث في سورية والعراق. واقام في بيروت وانتقل منها الى باريس ومن ثم الى بغداد التي غادرها قبيل الحرب الاميركية البريطانية على العراق متوجها الى باريس قبل ان يعود الى لبنان منذ ثلاثة ايام.