روسيا تنتقد مشروع القرار الأميركي حول العراق وفرنسا تشيد بـ«إيجابياته» وألمانيا تجده «معقدا»

TT

انتقدت الخارجية الروسية مشروع القرار الاميركي حول العراق والذي عرضه كيم هولمز المبعوث الشخصي للرئيس جورج بوش نائب وزير الخارجية الاميركي على الجانب الروسي الخميس الماضي. وقال يورى فيدوتوف نائب وزير الخارجية الروسي ان مجلس الامن سيناقش المشروع الاميركي غدا على مستوى الخبراء.

وفيما اشار فيدوتوف في تصريحات نشرتها «انترفاكس» الى ان غالبية اعضاء المجلس اعربت عن ارتياحها للعودة ثانية الى الامم المتحدة لمناقشة اوضاع ما بعد الحرب في العراق، انتقد المسؤول الروسي المشروع الاميركي الذي قال انه يثير الكثير من التساؤلات والمشاكل. وقال فيدوتوف ان روسيا تعتزم المشاركة بشكل بناء في عملية مناقشة المشروع انطلاقا من مواقفها المبدئية تجاه تسوية اوضاع ما بعد الحرب في العراق وضرورة اعادة بناء وحدة مجلس الامن ومكانته. واضاف فيدوتوف ان موسكو تعكف على دراسة المشروع الاميركي، مشيرا الى تضمنه لبعض النقاط الايجابية، وإن كان الكثير من احكامه في حاجة الى عمل جدي وتفسيرات، لا سيما في ما يتعلق بالفترة الانتقالية من البرنامج الانساني «النفط مقابل الغذاء» الى رفع العقوبات عن العراق. واشار الى ان روسيا تنادي بسرعة رفع العقوبات انطلاقا من مراعاة القرارات السابقة الصادرة عن مجلس الامن، وهو ما يلقى تأييد الكثير من أعضاء مجلس الامن.

من ناحية ثانية، قال سفير فرنسا لدى الامم المتحدة جان مارك دو لا سابليير اول من امس ان فرنسا تعتبر ان منسق الامم المتحدة من اجل العراق يجب ان يتمتع بدور اكثر اهمية من الدور المقرر له في مشروع القرار الاميركي. وقال اثر اجتماع لمجلس الامن حول مشروع القرار ان باريس تعتقد ان «دور منسق الامم المتحدة يجب ان يتعزز، وخصوصا في المجال السياسي». واضاف ان «الجولة الاولى من المحادثات كانت واعدة جدا»، مشيرا الى «وجود العديد من المسائل التقنية والشرعية وان المناقشات قد تتطلب وقتا». ورحب السفير الفرنسي بـ«العناصر الايجابية» الموجودة في مشروع القرار مثل تمديد برنامج «النفط مقابل الغذاء» لفترة اربعة اشهر اضافية. واشار ايضا الى «الشفافية» المقررة خلال عمليات بيع النفط العراقي والتي يضمنها انشاء مجلس مؤلف من ممثلين عن الامم المتحدة وصندوق النقد الدولي والبنك الدولي. اما مندوب المانيا غونتر بلويغر فقد رأى ان النص «يتضمن بعض المسائل القانونية الصعبة جدا والمعقدة (...) وسنحتاج الى بعض الوقت بالتأكيد لتسويتها». وقال جيريمي غرينستوك ان المحادثات الاولى جرت في «جو بناء»، فيما اوضح بلويغر ان «الجميع متفقون على اننا نواجه وضعا جديدا، وان العقوبات لم تعد ضرورية». واوضح ان مشاورات جديدة ستجري في مجلس الامن الدولي الخميس المقبل.

ويمضي الامين العام للامم المتحدة كوفي انان ومندوبو الدول الـ15 الاعضاء في مجلس الامن الدولي عطلة نهاية الاسبوع في لونغ ايلاند شرق نيويورك لاجراء مناقشات حول العراق و«خريطة الطريق» التي تهدف الى تسوية النزاع بين اسرائيل والفلسطينيين. وتريد الولايات المتحدة ان يتم تبني القرار بشأن العراق في موعد اقصاه الثالث من الشهر المقبل.