تراجع عمليات التهريب بين العراق والأردن بعد تولي جنود أميركيين حراسة المعبر الحدودي

TT

وقف السارجنت جيفري باركر تحت اشعة الشمس الحارقة وهو يدقق في صور جوازات السفر التي يحملها ركاب السيارات والشاحنات الخفيفة والشاحنات العادية عند نقطة العبور على المنطقة الحدودية بين العراق والاردن ويقول باركر، 29 سنة، وهو من كالكاسكا بولاية ميشيغان، انه لم يكن يتوقع ان يعمل في نقطة تفتيش حدودية بين الاردن والعراق. ويتمركز حول نقطة التفتيش المذكورة عشرات الجنود التابعين للكتيبة المدرعة في هذا المنطقة التي تبعد 360 ميلا الى الغرب من العاصمة بغداد، وعلى مقربة من المعبر توقفت عدة سيارات عسكرية من طراز برادلي لمراقبة مئات السيارات والشاحنات التي تنتظر العبور الى داخل الاراضي العراقية وبتوسع مهام السلام جرى توزيع الجنود الاميركيين تدريجيا على غالبية نقاط العبور الرئيسية على الحدود مع العراق، وهي النقاط الحدودية التي فرت منها قوات حرس الحدود والجمارك العراقية بعد وقت قصير من سقوط العاصمة بغداد يوم 9 ابريل (نيسان) الماضي.

وكان انهيار نظام صدام حسين قد ادى الى انتشار عمليات نهب وسلب واسعة لم تسلم منها حتى المنشآت الحدودية التي جرى تجريدها بواسطة سكان القرى المجاورة من الاثاث واجهزة التكييف والمولدات وحتى الملفات، بيد ان ضباطاً اميركيين اشاروا الى ان المباني لم تحرق وبدأ استخدامها سريعا بعد توقف عمليات السلب والنهب ومكن غياب السلطة آلاف المدنيين العراقيين من شراء سيارات مستعملة من الاردن وجلبها الى العراق دون تصريح رسمي من السلطات ودون دفع الرسوم الجمركية التي كانت عالية الى درجة تجعل الكثيرين يحجمون عن الاستيراد.

ومن جانبهم قال ضباط قوات الحدود في الاردن في النقطة التي تقطع داخل الطرف الآخر على بعد مئات الياردات فقط، انهم صادروا عشرات بنادق الكلاشنيكوف وقطع اثرية من اشخاص كانوا يقودون سيارات، اذ من المعتقد ان تكون هذه القطع الاثرية قد نهبت من المتاحف العراقية خلال عمليات النهب والفوضى التي اعقبت سقوط العاصمة العراقية.

وكان وصول القوات الاميركية الاسبوع الماضي قد قلل من هذا النوع من التهريب، فقد ذكر جنود اميركيون انهم صادروا ثلاث بنادق خلال اول يوم تسلموا فيه مهمة التفتيش والتدقيق في نقطة العبور الحدودية مع الاردن. وقال السارجنت باركر لوكالة اسوشييتد برس انه كجندي لا بد ان يطيع تعليمات رؤسائه، لكنه قال انه لم يكن يتوقع ان يزاول هذا النوع من العمل عندما التحق بالجيش الاميركي. وقال عدة جنود يعملون في نقطة التفتيش ان تنظيم الحركة وتجربة ممارسة هذا النوع من العمل جعلتهم اكثر رغبة في الانضمام الى قوات الحدود الاميركية وعلق السارجنت ديريك زابنك ان القوات في هذه المنقطة تكيفت مع الروتين الجديد لكنها تفاجأت بالتعامل مع كم هائل من حركة السير، وأضاف ان المشكلة الاساسية التي يواجهونها هنا الاشتباكات التي تحدث بين السائقين نتيجة موجات الغضب والانفعال. فالسائقون الذين يقضون ساعات طويلة في الانتظار يشعرون بالاحباط والضجر الذي يدفعهم الى تبادل الصراخ الانفعالي والغضب قبل الوصول الى نقطة التفتيش الاميركية. وسعيا للحفاظ على النظام نجحت القوات الاميركية في تنظيم مجموعة من المتطوعين العراقيين لفض الاشتباكات والنزاعات قبل تفاقمها.

ويعتقد ضابط اميركي ان مثل هذه الانفعالات والاشتباكات يمكن ان تتحول بسهولة الى اعمال شغب واسعة، فيما قال الكثير من السائقين العراقيين والاردنيين، الذين كانوا ينتظرون في حرارة الشمس اللاهبة، ان وصول القوات الاميركية جعل عملية العبور اكثر تعقيدا مما كانت عليه خلال عهد صدام حسين. ويقول حاتم ابو انوس، وهو سائق اردني يعمل في الخط بين عمان وبغداد (560 ميلا)، ان مبلغ عشرة دولارات كان كافيا في السابق لإقناع ضباط الجمارك بالسماح للشخص بالمرور في خمس دقائق، فيما تستغرق اجراءات العبور حاليا ثلاث ساعات.