الجيش الأميركي يوزع رواتب بـ20 دولارا على موظفي الدوائر الحكومية العراقية

TT

بغداد ـ أ.ف.ب: وزع مسؤولون اميركيون امس عشرات الالاف من الدولارات عبارة عن رواتب على موظفين عراقيين لم يتلقوا رواتبهم طوال الشهرين الماضيين. ووقف موظفون من وزارات مختلفة في العاصمة في طوابير طويلة لساعات لقبض 20 دولارا تمثل راتب شهر استثنائيا لهؤلاء الموظفين على امل ان يساهم هذا الامر في تحريك ولو بسيط للعجلة الاقتصادية في بلد لا يزال يعاني من تداعيات الحرب وعمليات النهب والسطو المتواصلة.

وقال دونالد كامبل المستشار الاميركي في وزارة العدل بعد ان سلم المسؤولين في وزارة العدل العراقية مبلغ خمسين الف دولار «انها بادرة صغيرة ونأمل أن تكون رسالة ايجابية». الا ان غالبية الموظفين اعلنوا ان هذا المبلغ غير كاف خصوصا انه لا يمثل سوى نصف راتب الموظفين الكبار في الوزارة. وقالت ايمان علي المساعدة الاجتماعية والارملة التي تعمل في وزارة العمل «انا مجبرة على استقلال سيارة اجرة لأحضر الى هنا والمبلغ الذي اعطي لنا قليل جدا».

وكانت الولايات المتحدة قد اطلقت هذا البرنامج في ابريل (نيسان) الماضي والهدف منه تخفيف معاناة الموظفين في القطاع العام لتسهيل اطلاق عملية اعادة الاعمار. وكانت غالبية الموظفين قد تلقت آخر راتب في اوائل مارس (آذار) الماضي قبل اندلاع الحرب التي اطاحت بالرئيس صدام حسين. وبغياب اي سلطة سجلت اسعار السلع ارتفاعا كبيرا شجعت عليه الفوضى العارمة التي اعقبت نهاية العمليات العسكرية. وقالت جنان سقامين الموظفة في قطاع الاتصالات وهي تنتظر دورها لقبض راتبها مثلها مثل المئات من زملائها «غالبية الناس لم يقبضوا رواتبهم منذ شهرين وهم شديدو القلق لان الراتب غير كاف».

وقال كارن والش المستشار الاميركي في وزارة العمل والشؤون الاجتماعية ان الاموال التي وزعت هي اموال عراقية من التي تعود الى النظام السابق. واوضح والش ان «الهدف هو اعطاء الناس قدرة شرائية»، موضحا ان خطة توضع حاليا لدفع رواتب الموظفين في الارياف وبقية المدن العراقية. وكان العديد من المسؤولين الاميركيين قد توزعوا امس على العديد من الوزارات لتوزيع رواتب بـ20 دولارا على ان تستأنف هذه العملية اليوم حسب ما افادت مصادر عراقية. وقالت ايمان محمود من وزارة التخطيط «ان الـ20 دولارا ليست سوى جزء من راتبي الا ان هذا افضل من لا شيء». وهناك عدد كبير من موظفي القطاع العام لم يعودوا قادرين على الحضور الى مكاتبهم بعد تهدمها او نهبها.

واذا كان راتب العشرين دولارا استثنائيا فان الموظفين لم يعرفوا بعد متى سيعودون الى قبض رواتبهم بشكل عادي. وقال عائد السلطان المدير في وزارة العمل «لدينا المال الكافي لدفع الرواتب الا اننا ننتظر عودة الوزارة الى العمل لدفع الرواتب». ولا تزال الادارة المدنية الاميركية تدرس سلسلة الرواتب للموظفين، وهناك علاوات ألغيت تماما مثل تلك التي كانوا يطلقون عليها «علاوة صدام» وكانت تعطى الى الاوفياء لحزب البعث وتتراوح ما بين 25 و50 دولارا. وقال المستشار الاميركي في وزارة التخطيط سايمون الفي ان «علاوات صدام قد اختفت الى الابد»، مضيفا ان الرواتب ستدفع على «اساس انتاجية الموظفين وكفاءتهم».