باول يلتقي اليوم شارون في القدس المحتلة وأبو مازن بأريحا وعريقات يطالب برد إسرائيلي رسمي على «خريطة الطريق»

TT

يواصل كولن باول وزير الخارجية الاميركي اليوم لقاءاته مع المسؤولين الاسرائيليين والفلسطينيين من اجل تمهيد الاجواء لتطبيق خطة «خريطة» الطريق لانهاء الصراع الفلسطيني ـ الاسرائيلي واقامة الدولة الفلسطينية مع حلول عام .2005 وتأتي زيارة باول لاسرائيل ومناطق السلطة في اطار جولة تشمل عمان والقاهرة والرياض وعواصم اوروبية وتنتهي يوم الجمعة المقبل بعودته الى بلاده قادما من المانيا التي ستكون محطته الاخيرة في هذه الجولة. ويلتقي باول والوفد المرافق له اليوم في القدس المحتلة مع رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون والرئيس الاسرائيلي موشيه قصاب ووزير الدفاع شاؤول موفاز هذا في الجانب الاسرائيلي، اما في الجانب الفلسطيني فانه سيلتقي رئيس الوزراء محمود عباس (ابو مازن) ورئيس المجلس التشريعي الفلسطيني في مدينة اريحا وليس رام الله وهي المدينة التي التقى فيها مساعده وليام بيرنز في الاسبوع الماضي مع ابو مازن. وربما يأتي تغيير المكان لمنع الاحراج الناجم عن رفض باول الاجتماع مع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات وفق الاستراتيجية الاميركية الجديدة المنسجمة مع الاستراتيجية الاسرائيلية والرامية الى شطبه من المعادلة السياسية.

لكن صائب عريقات وزير شؤون المفاوضات قال لـ«الشرق الأوسط»: «ان سبب تغيير مكان الاجتماع يعود الى ان اريحا هي المدينة الوحيدة من مدن الضفة الغربية التي تخضع بالكامل اداريا وامنيا لاجهزة السلطة الفلسطينية». واستبعد فكرة تجنب الاحراج للرئيس عرفات خاصة انه كما قال هو الذي اصدر التعليمات للوفد الفلسطيني برئاسة ابو مازن بلقاء باول. ويضم الوفد حسب عريقات الى جانبه وابو مازن وزراء شؤون مجلس الوزراء ياسر عبد ربه والشؤون الخارجية نبيل شعث والمالية سلام فياض.

وكان باول الذي وصل مساء امس الى اسرائيل، قد اجرى فور وصوله محادثات مطولة مع نظيره الاسرائيلي سلفان شالوم الذي استبق اللقاء بتصريحات مفادها ان اسرائيل سترفض اتخاذ اجراءات من شأنها ان تهدد امنها، غير انه قال ان الحكومة الاسرائيلية على استعداد لاتخاذ خطوات انسانية من دون ان يحدد طبيعة هذه الخطوات.

وعلم ان وزارة الخارجية خططت لاتخاذ الخطوات المتوقع ان يطالبها بها باول وذلك لاظهار حسن نيتها تجاه حكومة ابو مازن ولتظهر بمظهر المتعاون والمقدر للجهود التي تبذلها الادارة الاميركية. وستسلم قائمة بهذه الخطوات للوزير باول، ومن هذه الخطوات السماح لمزيد من العمال الفلسطينيين بالعمل داخل اسرائيل وتخفيف القيود التي تفرضها قوات الاحتلال على تحركات الفلسطينيين وتخفيف الحصار المفروض على المدن والقرى في الضفة الغربية وحتى قطاع غزة، وتفعيل بطاقات الشخصيات المهمة (مسؤولي السلطة) بعد ان كانت قد اوقفتها تحديدا منذ حملة ما يسمى بالسور الواقي.

يشار الى ان المؤسسة الامنية الاسرائيلية تعارض بشدة رفع الحصار قبل ان تثبت الحكومة الفلسطينية انها اتخذت خطوات عملية لمواجهة ما تسميه بالارهاب. وذكرت صحيفة «هآرتس» الاسرائيلية في عددها الالكتروني نقلا عن مصادر لم تسمها في القدس المحتلة امس «ان شارون سيتخذ اجراءات قليلة لعيون باول» اما الاجراءات الاكبر والاهم فانها ستقدم في وجود الرئيس الاميركي جورج بوش عندما يلتقيه في البيت الابيض للمرة الثامنة في غضون عامين في 20 مايو (ايار) الجاري.

لكنه في المقابل سيطالب شارون بان يثبت ابو مازن ووزير الدولة للشؤون الداخلية محمد دحلان، قدرتهما على اقتلاع جذور ما سماه بالارهاب وكذلك استقلاليتهما وامساكهما بزمام القرار الفلسطيني بدلا من عرفات.

وسيسعى باول اضافة الى تلك الاجراءات للمطالبة بنقل اموال الضرائب الى السلطة وتفكيك ما تسميه الحكومة الاسرائيلية المستوطنات غير الشرعية وهي البؤر الاستيطانية التي اقيمت بدون تصريح حكومي. وتتكون هذه البؤر التي يزيد عددها على المائة من منزل او منزلين متنقلين، وتشكل عبئا امنيا واقتصاديا على الحكومة اذ تبلغ تكاليف حماية بؤرة واحدة، الى اكثر من 30 الف دولار في الشهر الواحد.

وسيطالب باول الجانب الاسرائيلي الاعلان رسميا عن تأييده العام لـ«خريطة الطريق». وسيرفض باول الشرط الاسرائيلي، باستئصال جذور الارهاب ، لاستئناف المفاوضات مع الفلسطينيين، وسيؤكد تأييده للعرض الفلسطيني وهو وقف العنف.

وسيضغط باول في اتجاه عدم اطالة امد المفاوضات حول خريطة الطريق. وقال الليلة الماضية اي قبل مغادرته واشنطن الى المنطقة «ان الولايات المتحدة تريد تجنب اطالة امد التفاوض حول خريطة الطريق لكنها ستكون مستعدة للاستماع الى ما سيقوله الفلسطينيون والاسرائيليون بشأنها». واضاف «نحن وضعنا الخريطة وطرحناها وعلق الجانبان عليها ونحن مستعدون للنظر في هذه التعليقات».

من جانبهم يتطلع الفلسطينيون، كما تطلعوا هلال زيارة بيرنز، الى ان يحمل باول معه الموافقة الاسرائيلية الرسمية على خريطة الطريق، هذا ما قاله لـ«الشرق الأوسط» صائب عريقات. واضاف عريقات انهى «بدون ان يكون هناك رد اسرائيلي، فهذا يعني ان اسرائيل ترفض خريطة الطريق، لذلك لا بد من ان يأتي بالرد عليها حتى نبدأ بالتطبيق المتوازي لما جاء فيها».

وحذر عريقات، من أن عدم الحصول على الرد الإسرائيلي يعني إضاعة المزيد من الوقت تماماً كما حصل مع تقرير ميتشل ومذكرة تفاهم تينت.