أكبر نقابات الأساتذة الجامعيين في بريطانيا ترفض مشروعا لمقاطعة إسرائيل أكاديميا

TT

صوت حوالي ثلثي المشاركين في مؤتمر أكبر نقابات الاساتذة الجامعيين البريطانيين أول من أمس ضد مشروع قرار لمقاطعة إسرائيل أكاديمياً. وإذ طالبت سو بلاكويل، صاحبة المشروع، بمقاطعة المؤسسات الاكاديمية الاسرائيلية على سبيل الضغط على دولة انتخبت آرييل شارون «مجرم الحرب» رئيساً لوزرائها، قال معارضوها إن المقاطعة من شأنها أن تلحق الاذى بتقدميين اسرائيليين ينشطون ضد سياسات الحكومة الراهنة.

غير ان المؤتمرين نددوا بحملة الاتهامات بالعداء للسامية التي تستهدف أي أكاديمي يتجرأ على انتقاد السياسات الاسرائيلية، كما أقروا إجراءات عدة تهدف الى دعم المعاهد الاكاديمية الفلسطينية.

ونقلت صحيفة «الغارديان» البريطانية أمس عن بلاكويل، التي تدرس الادب الانجليزي بجامعة برمنغهام بوسط انجلترا، قولها في سياق الدفاع عن مشروع القرار امام مؤتمر «جمعية الاساتذة الجامعيين» السنوي الجمعة الماضي، ان عزل السياسة عن المؤسسة الاكاديمية في الاراضي المحتلة هو «ترف لا يتوفر للطلاب والاساتذة الفلسطينيين». وإذ تحدثت عن معاناة الفلسطينيين «المستمرة من المضايقات وحواجز التفتيش والحصار والاغلاق التي تكاد تجعل الحياة الاكاديمية مستحيلة» شددت على أن هذا الوضع «يحمل العالم مسؤولية اخلاقية لاتخاذ اي إجراءات سلمية وقانونية ممكنة» دفاعاً عنهم.

إلا ان معارضيها هزموا المشروع بفضل تأييد اللجنة التنفيذية للجمعية التي رأت ان اتخاذ هذا القرار سيقلل من اثر تاييد نقابتهم لقيام دولة فلسطينية مستقلة. واعتبر المعارضون ان ثمة فرقاً بين اسرائيل وجنوب افريقيا التي تعرضت لعقوبات أكاديمية، لا سيما ان المطالبة بتطبيق هذه العقوبات لم يأت من جانب الناشطين ضمن الدولة العبرية. وقال آخرون انهم صوتوا ضد المشروع لأن من المهم في رأيهم تقديم كل دعم ممكن للفلسطينيين والاسرائيليين الناشطين في سبيل إقامة دولة فلسطينية مستقلة.

من ناحية ثانية، تعهد المؤتمر بتقديم «كل الدعم الممكن» لاعضاء النقابة ممن «يُتهمون بغير حق بالعداء للسامية بسبب معارضتهم لسياسة الحكومة الاسرائيلية». وأكدت بلاكويل أنها تلقت سيلاً من رسائل الكراهية بالبريد الالكتروني بسبب مساندتها للحق الفلسطيني. وتعرض قبلها لحملة العداء هذه كل من البروفيسور ستيفن روز الذي كان سباقاً الى إطلاق دعوة مقاطعة إسرائيل اكاديميا العام الماضي، والبروفيسورة منى بكر المصرية الاصل التي اقالت العام الماضي أكاديميين اسرائيليين من هيئة الاشراف على مجلة متخصصة بدراسات الترجمة تصدرها بالتعاون مع زوجها. وأشارت «الغارديان» الى ان المؤتمر اتخذ قرارات بإقامة علاقات عمل مع مجموعة «النقابيون أصدقاء فلسطين» البريطانية، وإنشاء روابط مع معاهد أكاديمية فلسطينية، فضلاً عن بذل الجمعية مساعيها لتشجيع جامعات بريطانية على إقامة «علاقات توأمية» مع جامعات فلسطينية.