مرشد الإخوان في مصر: لم يتم اختيار نائب لي حتى الآن

TT

أكد المرشد العام لجماعة الاخوان المسلمين المحظورة في مصر المستشار مأمون الهضيبي امس انه لم يتم حتى الآن اختيار نائب أو نواب له، مشيرا الى ان الاختيار لن يكون سرا في حالة حدوثه وسيعلم به الجميع.

وجاءت تأكيدات الهضيبي ردا على معلومات باختيار المهندس محمد خيرت الشاطر عضو مكتب إرشاد الجماعة نائبا للمرشد. وقال الهضيبي لـ«الشرق الاوسط»: «مع احترامنا الشديد للمهندس خيرت الشاطر وجميع اعضاء مكتب الارشاد فانه لم يصدر أي قرار بهذا الشأن لاختيار نائب المرشد»، وحول أسباب تأخير الاعلان عن اختيار نائب المرشد العام رغم مرور أكثر من خمسة أشهر على تسمية الهضيبي مرشدا عاما للجماعة خلفا لسلفه مصطفى مشهور الذي توفي في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، قال الهضيبي «هذا أمر داخلي ولكل ظروفه وأوضاعه ولا أعرف لماذا هذا الأمر يشغل الناس.. وأنا شخصيا لست مرحبا بالخوض في الموضوع أكثر من ذلك وعموما عندما يحين الوقت سوف نعلن القرار بكل يسر».

ورغم هذه التأكيدات فقد علمت «الشرق الأوسط» ان الشاطر صدرت له تكليفات للقيام بأعمال نائب المرشد العام، لكنه لم يتم اختياره بالفعل، وان هذا التكليف قد يكون مرحلة تمهيدية لاختياره فعليا نائبا للمرشد العام بشكل رسمي. وحسب مصادر قريبة من الجماعة فإن الشاطر لا يرفض اختياره لهذا المنصب ولكنه يريد ان يتم عبر أمرين، الأول بأن يتم اختياره من قبل التنظيم الدولي للجماعة ليكون اختياره بالاجماع بحيث لا يكون مفروضا على أحد أو يؤدي اختياره إلى أزمة. أما الأمر الثاني فهو أن يجري الاختيار في سرية تامة وبعيدا عن الصخب الاعلامي خاصة انه لا يحب التعاطي مع الاعلام والصحافة مثلما يفعل بعض قادة الجماعة الآخرين.

وعلمت «الشرق الاوسط» ان الشاطر يحظى بدعم كبير من المرشد العام للجماعة وبعض اعضاء مكتب الارشاد من جيل الحرس القديم خاصة محمود عزت، وان محاولات التمهيد لتصعيد الشاطر لمنصب نائب المرشد بسبب الشعبية الكبيرة التي يتمتع بها الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح أقوى أبناء جيل الوسط داخل الجماعة والذي ترشحه أغلبية داخل الجماعة للمنصب، غير ان صعود أبوالفتوح لهذا المنصب قد يتسبب في عدم استقرار الوضع داخل الاخوان بسبب خلافات وجهات النظر بين أبوالفتوح والهضيبي، وبالتالي فان وصوله لهذا الموقع سيكون مصدر ازعاج بالغ، فضلا عن أن الجماعة تعتبر ان الشاطر ينتمي الى فكر الحرس القديم ويحمل الولاء لهم رغم انتمائه لجيل الوسط.

وكانت حالة من التكهنات فرضت نفسها على الأوضاع داخل الجماعة وخارجها عقب تسمية الهضيبي مرشدا عاما للجماعة حول اختيار نائب المرشد العام الذي خلا موقعه بتصعيد الهضيبي مرشدا للجماعة، وهي واحدة من المرات القلائل التي يخلو فيها موقع نائب المرشد، إذ ان الجماعة كانت في أوقات كثيرة تسمي نائبين للمرشد العام تحسبا لمثل هذه الظروف. وكثرت الاجتهادات حول اسم نائب المرشد العام الذي انقسم الصراع عليه بين جيلين الأول هو جيل الحرس القديم الذي ينتمي له المرشد العام للجماعة، وجيل الوسط الذي يمثل العصب الفعلي للجماعة والذي كان له دور مؤثر في تواصلها منذ حقبة السبعينيات بعد معاودة الجماعة لنشاطها عقب إطلاق قادتها وأعضائها من السجون بقرار من الرئيس المصري الراحل أنور السادات. وبرزت اسماء من الحرس القديم باتت مرشحة للمنصب أمثال احمد حسنين رغم مرضه وكبر سنه، ومحمد مهدي عاكف الذي يعتبره الاخوان خليفة للمرشد العام عمر التلمساني ومحمود عزت اضافة الى نخبة من قيادات جيل الوسط أمثال الدكتور عبدالمنعم ابوالفتوح ومحمد السيد حبيب ومحمد خيرت الشاطر والدكتور محمد علي بشر.