استئناف مفاوضات السلام الصومالية الأسبوع المقبل وكينيا تطرد 174 مفاوضا لترشيد الإنفاق

TT

تستأنف في كينيا الاسبوع المقبل المرحلة التالية من المفاوضات الصومالية الشاقة الرامية الى تحقيق المصالحة الوطنية وإعادة الأمن والاستقرار الى هذا البلد المنكوب منذ عام .1991 وقالت مصادر صومالية وكينية متطابقة لـ«الشرق الاوسط» ان هذه المرحلة ستناقش تشكيل ست لجان متخصصة لبحث قضايا الفيدرالية والشكل المرتقب لنظام الحكم الجديد في الصومال وتعطل استئناف مفاوضات المصالحة الصومالية التي تستضيفها كينيا منذ منتصف اكتوبر (تشرين الاول) الماضي بسبب الخلافات التي اندلعت بين جميع الاطراف المشاركة فيها حول نظام توزيع حصص القبائل والعشائر في المؤسسات الدستورية والسياسية للدولة الصومالية. وقررت السلطات الكينية أمس بشكل مفاجئ طرد 174 من أعضاء الوفود الصومالية ومنحتهم مهلة يومين لمغادرة مؤتمر المصالحة الوطنية، في إطار محاولاتها لترشيد النفقات. وتستضيف كينيا نحو خمسمائة عضو ينتمون الى نحو عشرين فصيلاً او جماعة صومالية.

وقالت منظمة دول الايقاد الراعية لهذه الاجتماعات في بيان لـ«الشرق الاوسط» انها ابلغت هؤلاء رغبتها في عودتهم الى الصومال ومغادرة الاراضي الكينية حرصا على نجاح المؤتمر ولعدم وجود سيولة مالية تكفي لدفع نفقات اقامتهم في كينيا، وقاد عدد من المبعدين مظاهرات احتجاج على هذا القرار ورفضوا مغادرة مقار اقامتهم، بينما انتشرت قوات الشرطة الكينية حولها لكن من دون التدخل لإبعادهم بالقوة. وقال أحدهم في اتصال مع «الشرق الاوسط» ان الموقف ينذر بالخطر وان مواجهة دامية قد تقع مع السلطات الكينية اذا لم يتم السماح لهم بالعودة لمفاوضات السلام الصومالية.

الى ذلك تبدأ اليوم عملية ترحيل الدفعة الأولى من الصوماليين المنتمين الى طائفة البانتو المهمشة الى كينيا في طريقهم خلال الاسبوعين القادمين للولايات المتحدة التي دشنت مؤخرا برنامجا انسانيا مثيرا للجدل لاستيعاب نحو 12 ألف صومالي. وخضع 1500 من هؤلاء لفحوصات طبية وأمنية مكثفة قبل السماح لهم بالتوجه الى الاراضي الاميركية، علما بأن المجموعة الأولى تضم 74 صوماليا فقط. واقامت السلطات الكينية والاميركية معسكرات خاصة لتدريب هؤلاء على أنماط الحياة الاميركية وتعريفهم بكيفية التعامل مع المدنية الحديثة واستخدام التكنولوجيا المنزلية واتباع القواعد الصحية والطبية السليمة في المعيشة اليومية، كما وفرت هذه السلطات ملابس حديثة وأوراق هوية تمكن هؤلاء المهمشين من الانخراط في المجتمع الاميركي.