الباز يدعو أمام مؤتمر إسلامي إلى التكامل وأبو المجد يحذر المسلمين والعرب من الانسحاب أمام التحديات

TT

اكد الدكتور اسامة الباز المستشار السياسي لرئيس الجمهورية ان الامة الاسلامية تواجه تحديات كبيرة خلال المرحلة الحالية والمستقبلية أهمها تحديد قدراتها الطبيعية والبشرية ومصالحها المشتركة مع التمسك بالتراث والمبادئ الاسلامية.

وقال الباز في كلمة امام المؤتمر العام الخامس عشر للمجلس الاعلى للشؤون الاسلامية ان التنسيق والتكامل بين شعوب الامة الاسلامية لن يتأتى الا عن طريق المشاركة الفعلية بين الافراد والمؤسسات والمنظمات الاسلامية العاملة في كافة المجالات مع توافر الارادة السياسية من جانب القيادات السياسية بهذه الدول. واضاف ان «مستقبل هذه الدول مرهون باندماجها والتكامل فيما بينها خاصة اننا في عصر لايعترف الا بالكيانات والتكتلات الاقتصادية والسياسية والثقافية القوية».

وأكد الباز ان الأمة الاسلامية كلها شركاء في المصالح والتصدي للاخطار والتحديات، مشيرا الى أن التكامل الاسلامي يمكن أن يتحقق اذا مهد المسلمون الطريق اليه من خلال تنمية قدراتهم العلمية والبشرية وتعاونهم مع الاخرين في اطار المصالح المشتركة التي تحقق اكبر قدر من الاستقرار والامن لابناء العالم الاسلامي.

وتطرق الباز الى الاسباب التي أدت الى نجاح الوحدة الاوروبية وتحقيق التكامل فيما بينها مشيرا الى أن حرص قيادات هذه الدول والمسؤولين فيها من مختلف الاجهزة والمؤسسات بمتابعة الانجازات ورسم الخطط المستقبلية بصفة دورية يعد من أهم أسباب نجاح الاتحاد الاوروبي.

ومن جانبه حذر الدكتور كمال أبو المجد المفكر الاسلامي وزير الاعلام المصري الاسبق الامتين الاسلامية والعربية من الانسحاب والبعد عن مواجهة التحديات، كما حذر من محاولة اثارة الخلافات بين السنة والشيعة، واكد ابو المجد ان الظروف الصعبة التي تمر بها الامة الاسلامية حاليا لا تسمح بطرح مثل هذه الخلافات المذهبية.

وقال ابو المجد ان الامة الاسلامية تقف على ابواب كارثة تهون الى جانبها أي هزيمة تلقاها المسلمون من قبل مثل هزيمة «أحد» وكارثة كربلاء، مشيرا الى أن المعركة القادمة سوف تكون الأمة الاسلامية كلها شاهد عليها. وطالب بضرورة تصحيح اسلوب الدعوة، مشيرا الى أنها تعاني من خلل واضح تبعدها عن مفهوم الدين الصحيح، واشار الى جملة من القضايا التي تستحق أن تطرح للنقاش مثل قضايا العدل والشورى مؤكدا ان غياب مناقشة مثل هذه المفاهيم أدى الى تأخرنا وسوء أحوالنا.

ومن جهته اكد صالح عبد العزيز ال شيخ وزير الاوقاف السعودي حاجة الامة الاسلامية الى توازن حضاري مستمد من تاريخ الامة وحضارتها كما تحدث خلال الجلسة الصباحية للمؤتمر الاسلامي مشرف حسين وزير الشؤون الدينية في بنغلادش وتناول المستقبل السياسي للامة الاسلامية، مؤكدا أن الدين الاسلامي يدعو الى التعايش السلمي بين الشعوب والتعاون مع الاخرين من أجل تحقيق الخير للبشرية. وشدد الوزير البنغالي على أهمية نشر العلم والتعليم بين شعوب العالم الاسلامي من اجل العودة بالامة الى مكانتها المرموقة بين الامم وطالب وزير الشؤون الدينية ببنغلادش بضرورة نبذ الخلافات وتجنب الصراعات وبدء الحوار بين الشعوب الاسلامية حتى تتحقق لهم التنمية والتكامل والتضامن المستقبلي وعودتهم الى عصور المسلمين الاوائل التي نشرت تعاليم الدين الاسلامي السمحة بين شعوب العالم كما أمدت الحضارة الاسلامية كافة الحضارات بالعلوم والثقافات. ومن جانبه تناول محمد حيدر وزير الشؤون الدينية التركي في كلمة له موضوع التعددية والتحديات التي تواجه العالم الاسلامي، مؤكدا أن هذه التحديات يجب أن ترتبط ارتباطا وثيقا بالمصالح المشتركة لهذه الدول. كما تناول محمد حيدر في كلمته أهمية نشر كافة جوانب العلوم المعرفية الحديثة للمساهمة في تدعيم التعاون السياسي والاقتصادي والثقافي والعلمي بين الدول الاسلامية.