مستشفى الشيخ زايد في بغداد يقدم خدماته في أجواء قاسية

شهادة طبيب: المستشفيات العراقية خالية من الأطباء والأدوية والعمليات الجراحية تجرى بدون تخدير

TT

بغداد ـ أ.ف.ب: يحاول مستشفى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الذي افتتح اخيرا في بغداد تقديم خدمات طبية مناسبة للعراقيين في ظل تداعي المؤسسات الصحية العراقية التي عانت طويلا من العقوبات الاقتصادية ومن عواقب الحرب الاخيرة.

والمستشفى اقيم في نفس مبنى المستشفى الأولمبي الذي كان يملكه عدي صدام حسين والواقع في ساحة الاندلس وسط بغداد.

ولا يزال المبنى يخضع لعمليات ترميم وقد وضعت على مدخله لافتة كبيرة باسم «مستشفى الشيخ زايد» الى جانب العلم الاماراتي.

ويقول مدير المستشفى يوسف محمد الهرمودي ان «الشعب العراقي عانى الكثير ويحتاج الآن لمن يقف الى جانبه»، موضحا ان الشيخ زايد «أمر بعد سقوط النظام العراقي بارسال مجموعة لدراسة الاوضاع وايجاد مبنى لافتتاح مستشفى بأسرع وقت ممكن». واضاف ان «الاختيار وقع على هذا الموقع الذي تعرض لعمليات نهب وسرقة لم تبق فيه أي شيء، فاللصوص سرقوا حتى المصابيح وصنابير المياه». وأوضح ان «الوضع الصحي متدهور جدا والمستشفيات خالية من الأطباء والادوية، والعمليات الجراحية تجرى بدون تخدير وهناك انفلات امني خطير، ولذا فان المهمة لا تبدو سهلة». وتابع ان «المستشفى الذي يعمل الآن بكادر طبي اماراتي يتكون من 150 طبيبا ومضمدا واداريا، استقبل في اليوم الأول من افتتاحه 450 مريضا وفي اليوم الثاني 800 مريض وفي اليوم الثالث 1050 مريضا»، متوقعا ارتفاع العدد الى ألفين.

وحول نوعية الحالات المرضية التي يتم استقبالها قال الهرمودي ان «اغلب الحالات هي حالات حروق ناجمة عن استخدام ادوات الطهو البدائية اضافة الى حالات اصابة بأعيرة نارية نتيجة انتشار الاسلحة وازددهار عمليات بيعها في السوق اضافة الى امراض سوء التغذية للاطفال والامراض المزمنة لكبار السن».

وأوضح الهرمودي ان المستشفى الاماراتي يعمل حاليا عشر ساعات في اليوم على ان يعمل على مدار الـ24 ساعة فور تحسن الوضع الامني.

وقال ان المستشفى يقوم ايضا بتزويد عدد من المستشفيات العراقية الاخرى بالادوية والمستلزمات الطبية الضرورية فضلا عن تزويده هذه المستشفيات بعشر سيارات اسعاف.

وفي الخارج اصطف عشرات العراقيين معظمهم يحملون اطفالا مرضى امام الباب الرئيسي للمستشفى املا في الحصول على بطاقة الدخول تحت لهيب الشمس الحارقة، اما في الداخل فقد اصطف العشرات ممن حالفهم الحظ في الدخول للوقوف في طابور طويل على ابواب الاطباء.

ويقول الهرمودي ان «الحصار واضطهاد الحكومة للشعب على مدى 35 عاما احدثا ترسبات من الصعب حلها بين ليلة وضحاها، والناس لم يتعودوا على النظام والجميع يتدافع للدخول».

من جانبه، قال عامل البناء كريم حسن، 40 عاما، وقد حمل طفله سجاد، 5 اعوام، المصاب بشلل «هذا هو اليوم الرابع الذي احضر فيه الى هنا مع طفلي بدون ان اتمكن من الدخول، فالازدحام شديد ولا استطيع الدخول، وحالة ابني صعبة جدا». واضاف «سمعت بهذا المستشفى وجئت الى هنا املا في العثور على علاج لأن العلاج والدواء هنا مجانيان وأنا لا املك المال لكي اعالج طفلي في مكان آخر، ولذا سأرحل اليوم على ان اعود غدا في ساعة مبكرة املا في الدخول».

اما سعدون جبار، 38 عاما، فيقول من جانبه «ابنتي فرح، 8 اشهر، تعاني منذ ايام من اسهال وقيء شديدين، وبالامس ذهبت الى المستشفى السعودي المتنقل لكن بسبب الازدحام الشديد لم استطع ان اعالج ابنتي هناك، فجئت الى هنا لأجد الزحام نفسه».

يذكر ان المملكة العربية السعودية والمملكة الأردنية الهاشمية كانتا قد ارسلتا مستشفيين متنقلين، الأول في منطقة «البياع» وسط بغداد، والثاني في منطقة «أبو غريب» التي تبعد حوالي عشرين كيلومترا غرب بغداد.