أطباء أميركيون في شوراع بغداد للمساعدة في حل المشاكل اليومية

TT

بغداد ـ أ.ف.ب: لم يعد السارجنت توماس ديلوسيا من الكتيبة 315 للمعالجات النفسية في الجيش الاميركي يهتم بالامور العسكرية او بدعوة العراقيين الى الاستسلام، بل بات يحتك بهم للتعرف عن كثب على مشاكلهم اليومية.

ويتجول هذا الفريق الاميركي المتخصص بالطب النفسي في شوارع العاصمة ليستمع الى شكاوى المواطنين العاديين الذين لا يخفون قلقهم ازاء التدهور الامني وارتفاع اسعار السلع الحياتية.

وتخاطبهم ام شهاب، 51 عاما، التي تهتم بخدمة كنيسة ارمنية في وسط العاصمة قائلة وهي تمسك برشاشين كلاشنيكوف «كل ليلة يحاول بعض اللصوص اقتحام كنيستنا لسرقتها، وأرجوكم الا تأخذوا منا سلاحنا».

ويشرح لها السارجنت ديلوسيا بهدوء عبر مترجم ان استخدام السلاح مسموح به فقط لحماية المنازل الخاصة. وترد ام شهاب عليه «ان اللصوص سيقتلوننا في حال صادرتم سلاحنا. ان الكنيسة تحتوي على كمية كبيرة من المال والاثاث الغالي الثمن».

وتراجع السارجنت الاميركي قائلا «بامكانكم الاحتفاظ بسلاح واحد، وفي حال غامر زوجك وخرج من الكنيسة حاملا السلاح لدينا اوامر باطلاق النار عليه».

ويروي السرجنت وليام ماكيلروي رئيس الفريق الاميركي «خلال المعارك كنا نوزع المنشورات لنطلب من الناس البقاء في منازلهم وعدم المقاومة. كان هدفنا انهاء النزاع بأقل قدر ممكن من الخسائر».

ويوضح ان مهمتهم باتت بعد انتهاء المعارك «التعرف على الناس والاستماع الى مطالبهم وشكاواهم».

ويسعى جنود هذه الكتيبة خلال دورياتهم الى معرفة رأي العراقيين بالاميركيين. وقال ماكيلروي «انه اجمالا ايجابي».

وتتأكد اقواله عندما تتقدم هذه الدورية الخاصة باتجاه محطة فلسطين لبيع المحروقات. فقد قال صاحب بالمحطة رائد لطيف «لا نفتح المحطة الا عندما يكون الجنود الاميركيون هنا لحمايتنا».

ويقول السارجنت ديلوسيا «ان الناس يشتكون من انعدام الامن، الا اننا لا نستطيع ان نكون الأمن، لأننا لا نريد حكم العراق»، معتبرا ان المهمة الاصعب «هي اقناعهم بضرورة منح ثقتهم للشرطة العراقية السابقة».

سعد عادل صاحب شبكة من المحلات الناجحة يدعو من جهته الى عودة الشرطة العراقية لضبط الامن في الشوارع، ويقول «على الاقل هم يعرفون من هم اللصوص».

ويرفع بخفر قميصه ليكشف عن مسدس معلق على وسطه. ويوضح انه يدفع يوميا اجورا عالية لعدد من المسلحين الذين يقومون بحراسة محلاته العديدة. وأضاف «انا مع نزع سلاح المدنيين، الا انه في هذه الحالة يجب ان تكون العملية شاملة للجميع».