استعدادات في القاهرة لاستئناف حوار الفصائل الفلسطينية وأنباء عن مطالب أميركية بتجميد أموال مسؤولين من «حماس» و«الجهاد»

TT

في الوقت الذي تستعد فيه القاهرة لاستقبال عدد من قادة المنظمات الفلسطينية في جولة ثالثة لهم في إطار الحوار الفلسطيني الفلسطيني من المقرر ان تعقد قريبا، ترددت أنباء عن مطالب اميركية للقاهرة بملاحقة بعض الشخصيات الفلسطينية المشاركة في الحوار حال حضورها الى القاهرة، إلا ان الناطق باسم السفارة الاميركية بالقاهرة فيليب فرين قال ان الأمر لا يتجاوز تتبع أموال وأرصدة هذه الشخصيات في البنوك المصرية تمهيدا لتجميدها وفق القوائم الاميركية للإرهاب.

ورغم ان مصادر «الشرق الأوسط» أشارت الى ان من بين المطلوب ملاحقة أموالهم نائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الاسلامية «حماس» موسى أبو مرزوق الذي يحمل جنسية اميركية ولديه جواز سفر اميركي بالاضافة الى جواز سفر مصري، والدكتور رمضان شلح الامين العام لحركة الجهاد الاسلامي المقيم في دمشق ويتمتع بالجنسية الاميركية ولديه جواز سفر اميركي بالاضافة الى جواز سفر مصري وطلال محمد رشيد القائم بأعمال القيادة العامة لتحرير فلسطين، إلا ان الناطق الرسمي باسم السفارة الاميركية في القاهرة قال انه لا يعلم شخصيات المشاركين في الحوار وبالتالي يعد من السابق لأوانه الحديث حول هذه النقاط.

واضاف فيليب فرين الناطق باسم السفارة ان هناك تعليمات من واشنطن بعدم التعرض لاي شخصية فلسطينية مدعوة للحوار نظرا لاننا نتطلع الى قيام حليفتنا مصر بدفع خطة السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين من خلال المساعدة في توفير الامن وتقديم مظلة سياسية لها في العالم العربي، مؤكدا تطابق وجهات النظر المصرية الاميركية والشعور بالرضا الكامل تجاه الجهود المبذولة.

وتابع فرين ان قدرة مصر على الحديث مع السلطة الفلسطينية وتلك الجماعات التي تعتبرها واشنطن ارهابية، اعطى مصر تأثيرا مفيدا في عملية السلام لخبرتها الطويلة في التعاطي مع كل الفرقاء ولا يستطيع احد انكار الجهود المصرية التي قام بها عمر سليمان رئيس جهاز الاستخبارات المصرية لتسوية الخلاف بين ياسر عرفات ومحمود عباس (أبو مازن).

وعلمت «الشرق الأوسط» ان تنسيقا مصريا اميركيا اسرائيليا يجري لحضور كل الاطراف التي شاركت من قبل حيث يمثل حماس خالد مشعل واسامة حمدان وموسى أبو مرزوق الموجود على اللائحة الاميركية بدعم الارهاب ومطلوب التحقيق معه حول مصادر امواله وعماد العلي، بينما لم يحسم بعد من سيمثل حركة فتح بعد تولي محمود عباس أبو مازن رئاسة الوزراء، وقد يرأس وفدها زكريا الاغا ويمثل حركة الجهاز الاسلامي عبد الله رمضان شلح الموجود على القائمة بالاضافة الى توجيه الدعوى لقيادات اخرى مثل نافذ عزام وزياد النخالة أبو طارق ومحمد الهندي أو أية اسماء تختارها المنظمة، وتمثل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ماهر الطاهر وبلال قاسم ومحمد السودي وواصل أبو يوسف وناظم اليوسف.

من جهة اخرى لم تعط المصادر المصرية والفلسطينية القاهرة موقفا محددا لاستئناف الحوار الذي عقدت آخر جلساته في شهر يناير (كانون الثاني) الماضي رغم ان مبعوثا مصريا ذهب الى دمشق قبل عدة أيام لاجراء مفاوضات مع قيادات الفصائل الفلسطينية لحثها على الاستجابة للدعوة المصرية بالعودة الى مائدة المفاوضات التي ترعاها القاهرة.

وكان مقرراً استئناف الحوار الموسع بين الفصائل الفلسطينية في الرابع من شهر فبراير (شباط) الماضي، لكن تطورات الأزمة العراقية أدت الى التأجيل المتكرر لهذا الحوار فضلاً عن استمرار الخلافات بين حركتي المقاومة الاسلامية «حماس» والجهاد الاسلامي من جهة وحركة فتح كبرى فصائل منظمة التحرير الفلسطينية من جهة أخرى حول المشروع المصري الرامي الى تهدئة الأوضاع الأمنية في فلسطين المحتلة بالتزامن مع استئناف المفاوضات المجمدة بين السلطة الفلسطينية واسرائيل منذ عام 2000.

وترددت معلومات غير رسمية في القاهرة مفادها أن الجولة الجديدة من الحوار الوطني الفلسطيني الموسع سوف تقتصر على خمسة فصائل فلسطينية فقط بدلاً من اثني عشر فصيلاً شاركت في الجلستين الأولى والثانية من هذا الحوار في القاهرة.

وبحسب هذه المعلومات فإن الفصائل الخمسة هي حركة المقاومة الاسلامية والجهاد الاسلامي والحركتان الشعبية والديمقراطية لتحرير فلسطين، بالاضافة الى حركة فتح الفلسطينية.

لكن مسؤولاً مصرياً على صلة وثيقة بالتحضيرات الجارية لاستئناف الحوار الفلسطيني أبلغ «الشرق الأوسط» أمس أن الجلسة الثالثة من أول حوار موسع يعقد منذ عشرين عاماً بين الفصائل والتنظيمات الفلسطينية سوف يلتئم بنفس الأطراف التي سبق مشاركتها فيه.

وقال المسؤول «الذي رفض تعريفه»، في حدود علمي، فالجميع سيشارك من دون استثناء، مؤكداً أن مصر حريصة على مشاركة معظم الفرقاء الفلسطينيين في المفاوضات الرامية الى تحديد أولويات العمل الوطني الفلسطيني خلال المرحلة القادمة.