لحود: زيارة خاتمي إلى لبنان «تاريخية» وعلاقاتنا مع إيران تحولت تحالفاً استراتيجياً

TT

وصف الرئيس اللبناني اميل لحود الزيارة التي سيقوم بها الرئيس الايراني محمد خاتمي الى بيروت اليوم وتستمر ثلاثة ايام، بانها «تاريخية». وقال: «ان المتغيرات التي حصلت في منطقتنا منذ وقت قصير تحتم علينا ليس التشاور فحسب بل العمل لمواجهة تداعياتها عبر تمسكنا بحقوقنا والثبات على مواقفنا». واضاف ان العلاقات اللبنانية ـ الايرانية عرفت ذروتها عبر تبادل حضاري متعدد الجوانب «تحول بعد انتصار الثورة الاسلامية وبفضلها الى تحالف استراتيجي».

واشار الرئيس لحود الى ان زيارة خاتمي ستتوج بتوقيع اتفاقات ثنائية «تركز على علاقات الصداقة والاخوة القائمة بين البلدين على اسس ثابتة وفق مفهوم التعاطي الدولي».

واكد الرئيس اللبناني في حديث اجرته معه وكالة الانباء الايراني (ايرنا)ان لبنان «يرحب باستمرار بأي جهد يبذل سواء من الولايات المتحدة او الامم المتحدة او اي من الاطراف الدولية سعياً للتوصل الى السلام المنشود، السلام العادل والشامل في المنطقة الذي يعطي لكل ذي حق حقه، ويلتزم قرارات الشرعية الدولية. وقد ابلغنا ذلك بكل صراحة ووضوح الى وزير الخارجية الاميركي كولن باول خلال زيارته الاخيرة الى بيروت».

واعرب عن «امتنان لبنان لايران لمؤازرتها له ايام المحنة ومشاركتها اياه فرحة النصر بتحرير الجنوب من الاحتلال الاسرائىلي، اضافة الى مواقفها الداعمة لجهة استرجاع الجزء المتبقي من اراضيه الذي لا يزال تحت الاحتلال الاسرائيلي». وقال: «ان لبنان لا يمكنه ان ينسى ابداً وقوف الجمهورية الاسلامية الايرانية الى جانبه، يوم كانت اجزاء كبيرة من ارضه في الجنوب والبقاع الغربي محتلة من قبل العدو الصهيوني، واعتداءاته المتكررة بحق ترابه المقدس وابنائه، اضافة الى وقوف ايران بثبات الى جانب لبنان في المحافل الاقليمية والدولية لدعم حقوقه ولتطبيق قرارات الشرعية الدولية الهادفة الى تأمين تحرير ارضه، كما ان التلاحم بين الشعب اللبناني والجيش والمقاومة، الذي حقق النصر على اقوى قوة عاتية في العصور الحديثة في منطقتنا، والساهر اليوم على صونه ومنعته، هذا التلاحم شديد الاعتزاز بالدعم الايراني له. وما الزيارة التي يقوم بها الرئيس خاتمي الى بيروت (اليوم) الا تكريماً للبنان المقاوم، وتقديراً كبيراً له. واننا في البلدين، وعلى هذه الاسس، سننطلق لارساء تطلعات مشتركة قائمة عى احترام الحق، وتأكيد مرجعية الشرعية الدولية وتكريس مبادئها في التعاطي الدولي، في عالم لا تكون في المرجعية لسلطة احادية، لان من شأن ذلك ان يغرق العالم بالفوضى في ظل غياب المرجعية- الحكم بين الدول والشعوب». ورداً على سؤال حول ما يبديه الاميركيون من اهتمام بزيارة خاتمي الى لبنان، قال لحود: «منذ احداث الحادي عشر من سبتمبر(ايلول) 2001، كثر الكلام عن وجود مخططات ورؤى واستراتيجيات اميركية لمنطقة الشرق الاوسط. وبالامكان ملاحظة تنامي الاهتمام الاميركي بالمنطقة لا سيما بعد الحرب الاخيرة التي خاضتها الولايات المتحدة ضد العراق. وما يمكن قوله بهذا الصدد ان لبنان يرحب باستمرار بأي جهد يبذل سواء من الولايات المتحدة او الامم التحدة او اي من الاطراف الدولية سعياً للتوصل الى السلام المنشود، السلام العادل والشامل في المنطقة الذي يعطي لكل ذي حق حقه، ويلتزم قرارات الشرعية الدولية التي تشكل الاطار السليم والمرجعية الانسب لسائر الاطراف. وقد ابلغنا ذلك بكل صراحة ووضوح الى وزير الخارجية الاميركي كولن باول خلال زيارته الاخيرة للبنان، وللموفدين الدوليين الذين قصدونا، اذ ان لبنان يؤمن ويركز دائماً على وجوب ان تأتي الحلول شمولية من دون اجتزاء وان تبنى على اسس سليمة ومنطقية بما يحصنها ويضمن دوامها واستمراريتها مستقبلاً. كما يجدر التذكير بأن لبنان وسورية، على نقيض اسرائىل، لم يقفا يوماً حجر عثرة في وجه السلام. وابلغ دليل على هذا الكلام ان خريطة الطريق التي شرعت الادارة الاميركية بتطبيقها، ورغم كل ما سجل من تحفظات عربية بشأنها، اصطدمت، اول ما اصطدمت، بتعنت الجانب الاسرائيلي الذي سعى الى نسفها عبر جملة شروط ومطالب تنتقص من الحقوق المشروعة للفلسطينيين، وفي طليعتها حق العودة للاجئين الفلسطينيين الذي قال لبنان كلمته بشأنها لجهة رفض التوطين على اراضيه.» وسئل الرئيس لحود عما يأمل لبنان من زيارة خاتمي، فاجاب: «ان لبنان الذي طالما عوّل ومنذ القدم على دعم ومساندة اشقائه واصدقائه من دول المنطقة والحوار، يتطلع اليوم الى توثيق وتعميق روابط التعاون القائمة مع الجمهورية الاسلامية الايرانية على اكثر من مستوى. فعلى المستوى السياسي، يتطلع لبنان الى استمرار دعم ايران لحقوقه المشروعة بأرضه ومياهه ومساندتها لقضاياه العادلة والمحقة في سائر المحافل الدولية. اما على المستوى الاقتصادي، فالعلاقات بين البلدين قطعت شوطاً مهماً. ونسعى الى توطيدها ... من خلال توقيع المزيد من الاتفاقات الثنائية والافادة من خبرة الجمهورية الاسلامية الايرانية الطويلة في هذا المجال».