كندا: إجراءات أمنية مشددة في محاكمة أصولي مصري متهم بعلاقات مع بن لادن

TT

فرضت السلطات الكندية اول من امس اجراءات امن مشددة على المحكمة الفيدرالية بشارع الجامعة في مدينة تورنتو التي نظرت في طلب الافراج عن الاصولي المصري محمد زكي محجوب، 43 عاما، (قيادي تنظيم طلائع الفتح الاسلامي)، المتهم بعلاقات مع بن لادن، المحتجز في كندا منذ يونيو (حزيران) عام 2000.

وطالب روكي جلاتي محامي الاصولي المصري انه سيواجه الموت اذا ما تم ترحيله الى مصر، لان ترتيبه العشرين ضمن 29 آخرين متهمين في قضايا العنف الديني. وقال جلاتي: «ان الاجراءات الامنية المشددة في الشارع وداخل المحكمة هي اكبر استعراض للقوة حول مزاعم خطورة موكله المحتجز في السحن الفيدرالي في تورنتو منذ 34 شهرا». وافاد: «ان الادعاء الفيدرالي قال كلمته قبل نظر القضية بنشر هذا العدد الكبير من ضباط الشرطة داخل وخارج قاعة المحكمة». وطالب المحامي جلاتي بضرورة الاطلاع على كافة اوراق القضية التي يتهم فيها الاصولي المصري بأنه يشكل خطرا على الامن الكندي كأحد اعوان بن لادن.

ويزعم تقرير المحكمة الفيدرالية الكندية ان محمد محجوب المتزوج من كندية، ويعول ثلاثة اطفال انه احد كبار قادة تنظيم «طلائع الفتح الاسلامي» ويشير الى انه حوكم في قضية هذا التنظيم التي نظرتها مصر عام 1993، وحكم عليه غيابيا فيها بالسجن ثلاث سنوات. وذكرت مصادر مقربة من عائلة الاصولي المصري لـ«الشرق الأوسط» انه كان يعمل محاسبا في سوبر ماركت قبل اعتقاله واحتجازه في سجن تورنتو ويست. وحسب المصادر الكندية فان محجوب غادر مصر عام 1991، الى السعودية لاداء فريضة العمرة، ومنها توجه الى بريطانيا التي مكث فيها فترة غير طويلة قبل ان يصل الى كندا في ديسمبر (كانون الاول) 1995. وتتهم وثائق المحكمة المصري محمد زكي محجوب بالتورط بنشاطات ارهابية وتسعى سلطات الهجرة الكندية لابعاد محجوب الى السعودية، وهي الجهة التي أتى منها قبل دخوله كندا، استناداً الى قانون الهجرة الذي يحظر دخول اي مشتبه بالتشدد الديني الى كندا، وتعتبر وجوده فيها غير قانوني.

وحول وقائع القضية زعمت المحكمة الفيدرالية الكندية في تقريرها الذي حصلت «الشرق الاوسط» على نسخة منه أنه عنصر فاعل في «طلائع الفتح الاسلامي» او ان له علاقات بأعضاء التنظيم في داخل مصر، وخارجها، خصوصا الاصوليين المصريين المقيمين في بريطانيا، حيث كان يعيش في بريطانيا قبل انتقاله الى كندا عام 1995 لطلب اللجوء السياسي.

وقالت مصادر الاصوليين في لندن ان محمد زكي محجوب محكوم عليه بالاشغال الشاقة 15 عاما في قضية «العائدون من ألبانيا» من محكمة هايكستب العسكرية، وكان المتهم رقم 24 في القضية. وكان محجوب فشل في اقناع محكمة الهجرة في اكتوبر (تشرين الاول) 2001 بوقف ترحليه الى مصر، لكن محاميه قدم طلبا بالاستئناف بعد ذلك. واعترف محجوب انه التقى بن لادن عدة مرات، وانه كان يدير مزرعة له في السودان، ولكنه اختلف معه على الراتب المقرر له، واضاف انه لم يكن يعلم ان بن لادن ارهابي «وقال مسؤولون كنديون ان محجوب دخل الى كندا بجواز سفر مزور في عام 1995، وانه حصل على لجوء في العام التالي. وانه قال لسلطات الهجرة انه فر من القاهرة في العام 1991 لأنه لم يعد قادراً على تحمل المضايقات المتواصلة والاعتقالات.

ويحتجز في نفس السجن في تورنتو قيادي اصولي آخر ينتظر البت في طلب ترحيله الى مصر هو القيادي الاصولي المصري محمود سيد جاب الله المحتجز في السجن الكندي، بزعم انه على علاقة بقيادات تنظيم «الجهاد» المصري، الذي يترأسه الدكتور أيمن الظواهري الحليف الاول لأسامة بن لادن الذي تلاحقه واشنطن بتهمة تفجيرات الولايات المتحدة في 11 سبتمبر (ايلول) 2001.

ويزعم الادعاء الكندي في محاكمة جاب الله بأنه على علاقة بحادث الانفجارين في سفارتي اميركا في نيروبي ودار السلام في السابع من اغسطس (آب) 1998 الذي اسفر عن مقتل اكثر من مائتي شخص. وزعمت لائحة الاتهامات الموجهة الى الاصولي المصري والمكونة من 21 ورقة، ان جاب الله على اتصال بالقيادي ثروت صلاح شحاتة وايمن الظواهري قائد تنظيم «الجهاد» المسؤول عن اغتيال الرئيس المصري الراحل انور السادات، وكلاهما موجود تحت حماية حركة طالبان الحاكمة في افغانستان.