بيونغ يانغ تهدد باتخاذ «إجراء طارئ» إذا اختارت واشنطن حل الأزمة بالقوة

رئيس كوريا الجنوبية يبدأ زيارته الأميركية بهدف إصلاح العلاقات الثنائية

TT

سيول ـ واشنطن ـ وكالات الأنباء: هددت سلطات كوريا الشمالية باتخاذ «اجراء طارئ» اذا اختارت الولايات المتحدة حل الازمة النووية المتفجرة بين واشنطن وبيونغ يانغ عن طريق القوة. وجاء هذا التهديد مع توجه نوه مو هيون رئيس كوريا الجنوبية الى العاصمة الاميركية بهدف إصلاح العلاقات المتوترة بين بلاده وحليفتها الكبرى، ومعالجة الازمة النووية الشمالية.

تحذير بيونغ يانغ ورد في صحيفة «رودونغ سينمون» الناطقة باسم حزب العمال الحاكم في كوريا الشمالية وتزامن تقريباً مع توجه الرئيس الكوري الجنوبي نوه أمس لعقد القمة المنتظرة مع الرئيس الاميركي جورج بوش. ومما قالته الصحيفة «اذا لم تتخل الولايات المتحدة عن سياستها العدوانية ازاء كوريا الشمالية واختارت في نهاية المطاف تسوية المسألة النووية عن طريق القوة فلن يبقى امام كوريا الشمالية خيار سوى اتخاذ اجراء طارئ». وفي حين لم توضح الصحيفة طبيعة هذا «الاجراء» فإنها اكدت انه «من العدل تماماً» ان تكون كوريا الشمالية قد بنت «قوة رادعة» ردا على اي ضربة اميركية محتملة ضدها. وكان قد نقل عن مسؤولين كوريين شماليين شاركوا في المباحثات التي عقدت اخيراً في العاصمة الصينية بكين مع مفاوضين اميركيين ان لدى بلادهم اسلحة نووية الا انها تعرض التخلي عن برامجها النووية والصاروخية مقابل امتيازات اقتصادية ودبلوماسية كبيرة، غير ان واشنطن امتنعت عن الرد على العرض الشمالي والاقتراح الذي قدمته بيونغ يانغ ووصفته بـ«الجريء». ومعلوم ان واشنطن التي تدرج كوريا الشمالية ضمن «محور الشر» تصر على ان تنهي بيونغ يانغ برامجها النووية التي تعتمد على البلوتونيوم واليورانيوم المخصب. وفي تعليق منفصل انتقدت «رودونغ سينمون» ما وصفته بتجاهل واشنطن عرضها ومقترحها، وقالت ان «هذا ليس تهديداً ولا ابتزازاً بل اجراء شرعي للدفاع عن النفس تتبعه كوريا الشمالية للتعامل مع سياسة الولايات المتحدة العدوانية تجاهنا».

* زيارة نوه

* في هذه الاثناء يتابع محللو الوضع في شبه الجزيرة الكورية باهتمام اول زيارة يقوم بها نوه الى واشنطن منذ انتخابه رئيساً لكوريا الجنوبية قبل خمسة أشهر. وكانت العلاقات الثنائية بين سيول وواشنطن قد تضررت وتوترت بعد تفجر الازمة النووية الاميركية ـ الكورية الشمالية، وتصاعد المشاعر المعادية للولايات المتحدة في الشطر الجنوبي من كوريا، والخلافات التجارية المتفاقمة بين الجانبين.

وكان نوه، الذي يأخذ عليه منتقدوه قلة الخبرة في الشأن الدولي، قد وسع هوة الخلاف مع واشنطن عندما انتقد صراحة ما اعتبره «تشدداً» اميركياً في الازمة النووية مع الشمال، كما عارض اي حديث عن فرض عقوبات على كوريا الشمالية او اتخاذ اي عمل عسكري ضدها لمنعها من السعي لتطوير اسلحة نووية.

ولكن المتابعين يعتقدون ان الرئيس الجنوبي سيسعى خلال زيارته التي تستمر اسبوعاً الى تعزيز التحالف مع الولايات المتحدة كما سيعقد قمة مهمة مع الرئيس الاميركي جورج بوش في واشنطن يوم بعد غد الاربعاء. ويتوقعون ان يصدر الرئيسان بياناً عقب القمة يدعوان فيه الى زيادة التعاون ورفض وجود اسلحة نووية في شبه الجزيرة الكورية. وكان نوه بالفعل قد اشار قبيل مغادرته سيول امس الى انه سيتعاون بشكل وثيق مع الرئيس الاميركي لحل الازمة النووية سلمياً.

ولكن بخلاف المسألة النووية، فإن امام القمة الكورية الجنوبية ـ الاميركية بحث خطط الولايات المتحدة لاعادة نشر قواتها التي تضم 37 الف عسكري في كوريا الجنوبية حيث يجري الحديث عن رغبة واشنطن في سحب اكثر من 15 الف جندي من الخطوط الامامية مع كوريا الشمالية، وسيناقش حتماً التوتر الحاصل في العلاقات التجارية، بدليل ان بعض مساعدي نوه لمحوا الى احتمال إثارته مسألة العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على قطاع انتاج شرائح الكومبيوتر الكوري الجنوبي خلال قمته مع بوش.