متحدث في المؤتمر الوطني العراقي: لدينا وثائق أكثر ضد الجزيرة والاستخبارات العراقية كانت تدفع رواتب شهرية لصحافيين عرب

TT

اعترف متحدث من لندن باسم المؤتمر الوطني العراقي، الذي يرأسه أحمد الجلبي، مع الشرق الأوسط أمس بأن المؤتمر هو وراء تزويد مراسلة صنداي تايمس البريطانية في بغداد، ماري كولفن، بالوثائق التي نشرتها الصحيفة عن اختراق المخابرات العراقية للفضائية القطرية وكان ما نشر هو قسم بسيط من الوثائق التي عثر عليها المؤتمر عن علاقة المحطة بنظام صدام كما قال.

وأكد المتحدث، الذي طلب عدم ذكر اسمه، صحة خبر صغير نشرته الشرق الأوسط قبل أسبوع عن معركة بدأت تحتدم بين المؤتمر والمحطة، اثر بث الجزيرة لنبأ كاذب عن اعتقال القوات الأميركية لأحمد الجلبي في بغداد، وتراجعها عن الخبر بعد ساعتين من بثه يومها اتصلت أنا شخصيا من لندن بمسؤول في المحطة، ولم أجده في مكتبه فتركت له رسالة بضرورة الاتصال بي بعد أن ألمحت لمن تحدث معي بأننا نملك وثائق تدين الجزيرة بوضوح، فاتصل وأعلمته بوجود الوثائق لدى الناشطين مع المؤتمر في بغداد وهي تكشف عن علاقات غير طبيعية لجهاز الاستخبارات العراقي ووزارة الاعلام مع بعض العاملين فيها، وأوضحت له ماهيتها تلك الليلة، فتلعثم مرات وعرض أن تكون المحطة ايجابية مع المؤتمر الوطني العراقي لقاء تسليم تلك الوثائق أو التعهد بعدم نشرها، فكان الجواب مني سريعا، وهو الرفض القاطع لأي مساومة على حد تعبيره.

وذكر المتحدث أن الوثائق االمتعلقة بالمحطة الفضائية القطرية هي قليلة، وهي ضمن 25 طنا من الوثائق عثر عليها الناشطون مع المؤتمر في مقرات عدة ببغداد، منها جهاز المخابرات العامة وهيئة الأمن الخاص ووزارات الاعلام والخارجية والدفاع، اضافة الى قسم الأرشيف البريدي ودائرة المراسم والتشريفات وكلها موجودة الآن في مكان سري بالعالصمة العراقية بحسب تأكيداته.

وروى أن ما لم يتم نشره الى الآن من الوثائق المتعلقة بقناة الجزيرة هو أخطر، لأنه يكشف عن ميول بعثية وصدامية لدى عدد من الموظفين والمحررين والاداريين، بل ومسؤولين في المحطة، بالنظام العراقي ومسؤوليه الكبار مباشرة وذلك عبر رسائل ولقاءات متبادلة، كتبت المخابرات العراقية عنها بعض التقارير، وحصلنا عليه كما قال.

ومما كشفه المتحدث باسم المؤتمر الوطني العراقي مع الشرق الأوسط أمس هو العثور في وزارة الاعلام ومقر المخابرات العراقية وسواهما على وثائق تكشف عن مبالغ دورية كانت تتسلمها بعض وسائل الاعلام العربية، داخل الشرق الأوسط وفي أوروبا وهي مبالغ كبيرة، ومعظمها لصحف ومجلات ومحطات تلفزيونية واذاعية بالقاهرة وعمان ولندن وباريس وسواها، اضافة الى أن أكثر من 30 محررا واداريا فيها، وفي سواها من الوسائل الاعلامية، كانوا يتلقون رواتب تترواح بين 2000 و5 آلاف دولار شهريا، ليكونوا ناشطين مع الاستخبارات العراقية بالخارج أو يعكسون وجهة النظر العراقية في المقالات والتحليلات التي يكتبونها، أو حتى يعملون على صياغة الخبر أو ابرازه بطريقة تناسب توجهات النظام وما يريد أن يقول بحسب تعبيره.

وروى المتحدث أن المؤتمر عثر على رسائل متبادلة، وعلى نسخ من دعوات رسمية كانت توجهها وزارة الاعلام في العراق لعدد من الصحافيين العرب ممن زاروا بغداد عبر دول عربية، من دون أن يمهر ختم دخول العراق على جوازات سفرهم، لأنهم كانوا يقومون بتلك الزيارات حتى من دون علم المؤسسات الاعلامية التي يعملون فيها، وسنكشف عن كل ذلك في الوقت المناسب لتعرية بعض الصحف المدعية دفاعها عن القضايا العربية، وهي التي ما كانت تسعى حقيقة سوى إلى النهب من خيرات العراق بالسلاح الصحافي كما قال.

ولم يؤكد المتحدث ما قاله لـ الشرق الأوسط أمس معارض سابق لنظام العراق، وكان يعيش وينشط في واشنطن المقرّب فيها من مسؤولين بالخارجية الأميركية، وأصبح يقيم منذ أسبوعين في بغداد التي تحدث منها الى الشرق الأوسط عبر هاتفه الفضائي، من أن أمير قطر، الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني نفسه، توسط مع الرئيس بوش حين زاره الأسبوع الماضي حول ما يملكه المؤتمر الوطني العراقي من وثائق تستهدف قناة الجزيرة بحيث يتدخل الأميركيون لدى المؤتمر لحثه على عدم نشرها أو تسريبها الا أن السيف كان قد سبق العذل، اذ أسرع المؤتمر بتسريبها الى الصحافة، فقرأناها اليوم (أمس) في صنداي تايمس وسنقرأ مثلها الكثير مستقبلا في صحف أخرى، وكلها وثائق تطال صحافيين ووسائل اعلامية عدة، بحيث تعرّيها وتنزع عنها كل قناع زائف وفق ما قاله.