الشرطة تكافح لإقرار النظام في شوارع البصرة لكن مشكلتها أن عدد المجرمين يتجاوز امكاناتها

مقرها يقع قرب «سوق علي بابا» السيىء السمعة حيث يباع كل ما هو مسروق

TT

البصرة ـ رويترز: العثور على المجرمين ليس مشكلة بالنسبة لدوريات الشرطة العراقية البريطانية المشتركة التي تحاول اقرار النظام في حي الحيانية الفقير في البصرة، بل المشكلة هي ان عدد الخارجين على القانون اكبر بكثير من ان يمكنهم التعامل معه.

وتمتلئ الشوارع على المشارف الغربية لمدينة البصرة ببقايا المعادن المنهوبة واكوام من القمامة المتعفنة تعبث فيها الكلاب ويلعب الى جانبها الاطفال البؤساء. وتتدفق مياه الصرف من المواسير.

والجريمة في هذا المكان هي اسلوب حياة السكان الفقراء الذين شهدوا عقودا من الحروب والدكتاتورية والعقوبات. وتجاهد القوات البريطانية التي تسيطر على البصرة لمحاولة اعادة تشكيل قوة شرطة عراقية لاقرار قدر من النظام. وتطالب وكالات الاغاثة بتحسين الوضع الامني. ويقول البريطانيون انهم يعملون على تحقيق ذلك لكنه لن يتحقق بين عشية وضحاها. وقال اللفتنانت كولونيل ادي فورستر نايت قائد الشرطة العسكرية البريطانية في البصرة إن «افضل من يقوم بمهمة الشرطة في العراق هم العراقيون لكن يتعين اعادة تشكيل الشرطة المحلية تدريجيا وبدرجة عالية من الاشراف».

وعاد نحو الف شرطي من قوة الشرطة العراقية السابقة في المنطقة التي كان يبلغ قوامها ستة آلاف الى عملهم. ويقول البريطانيون انه ليس بامكانهم التدقيق في الاختيار في ما يتعلق بتشغيل رجال الشرطة الذين كانوا يخدمون في عهد الرئيس صدام حسين اذ يتعين اقرار الامن بأسرع ما يمكن وليس هناك وقت كاف لتدريب قوة جديدة بالكامل. وأضاف فورستر نايت «لا يمكننا العودة الى نقطة الصفر. علينا التعامل مع الواقع في ما يتعلق بتشكيل قوة شرطة لمدينة يبلغ عدد سكانها 1.5 مليون نسمة... وكما هو الحال في اي مدينة كبيرة فان اي جريمة يمكن تصورها تقع هنا».

ويقع مقر شرطة البصرة القديم بالقرب من سوق «علي بابا» سيء السمعة في المدينة الذي تباع فيه السلع المسروقة علنا وتجري فيه انشطة القمار غير المشروعة. ويحاول أفراد الشرطة العسكرية البريطانية المتمركزون هناك تدريب زملائهم الجدد من العراقيين في عملية تعطلها صعوبة التفاهم وغرابة الوضع. فيأتي مرشد ليقول ان لصا عاد الى بيته في الحيانية ومعه سياراتان جديدتان وهو امر مستغرب في هذا الحي الفقير. ويحمل رجال الشرطة العراقية الكلاشنيكوف وينضمون للبريطانيين وينطلقون ومعهم صبي صغير، ابن السائق يحدق من نافذة السيارة. ويفر اللصوص المذعورون مع اقتراب القافلة. لكن اعمال السلب والنهب منتشرة الى حد لا تقوى الشرطة على التعامل معه. ويقول السارجنت غراهام سميث «ليس هناك مكان لاحتجازهم على اي حال... فعندما نضبطهم كل ما نفعله هو ان نحل الحمير التي يجرون بها العربات. اطلقنا 50 حمارا حتى الان». ولا تجد الشرطة اللص المشتبه به في بيته لكن السكان يقولون ان لصوص السيارات في مكان قريب. يهرب اللصوص قبل وصول الشرطة الا واحدا نحيفا وله لحية اسمه حسان يلوح بقنبلة كبيرة ويلجأ للقتال مصوبا سلاحه. وتعود سيارة الشرطة ادراجها بسرعة. ويطلق البريطانيون ثلاث طلقات تحذيرية ثم يسقطون حسان برصاصة. يرقد على الرصيف متألما.

وتقدم الشرطة البريطانية الاسعافات الاولية في حين يسعى زملاؤهم العراقيون لتهدئة الحشد الكبير الذي تجمع. ويحاول مترجم مساعدة رجال الشرطة البريطانيين والعراقيين على التفاهم من دون جدوى في اغلب الاحيان. وقال اللفتنانت راسل كويج المسؤول عن الشرطة في الحي القديم في البصرة بعد ان نقل حسان الى عربة مدرعة «كما ترى هناك مشكلات كبيرة...امامنا طريق طويل لكن الشرطة العراقية تتعلم».