رامسفيلد يكرر اتهام إيران بإيواء مخططي تفجيرات الرياض وطهران تكشف أن مباحثاتها مع الأميركيين تشمل «القاعدة»

TT

طهران ـ واشنطن ـ وكالات الأنباء: بعد 24 ساعة من تأكيد وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد، أول من أمس، ان «ارهابيي القاعدة المتمركزين في ايران» لعبوا دورا في الهجمات الانتحارية التي وقعت في العاصمة السعودية في 12 مايو (أيار) وراح ضحيتها 34 شخصا، كشفت مقررة اللجنة البرلمانية الايرانية لشؤون الامن الوطني والعلاقات الخارجية ايلاهي كولايذلك امس، نقلا عن وزير الخارجية كمال خرازي، ان المناقشات التي يجريها الايرانيون والاميركيون، رغم انقطاع العلاقات الدبلوماسية بينهم، تشمل افغانستان والعراق ومجاهدين خلق وتنظيم القاعدة.

وكان رامسفيلد قد ابلغ الصحافيين ان «لا شك» لديه في وجود (عناصر) من القاعدة في ايران، مضيفا ان «هناك تكهنات كبيرة حول دورهم في ما حدث في السعودية». الا انه رفض، ردا على سؤال عن الدور الذي يعتقد انهم لعبوه في اعتداءات السعودية، ان يكشف ما يعرفه في هذا الشأن، مكتفيا بالقول «اعرف». وقال رامسفيلد انه لا يملك معلومات عن فرار مشاركين في الهجمات في الرياض، الى طهران. واضاف «لكنني رأيت كل ما ذكر في الصحف حول اشخاص في ايران ربما شاركوا او لم يشاركوا بطريقة او باخرى في عملية التخطيط والمساعدة في الهجوم الذي وقع». واضاف ان معلوماته حول الدور الذي لعبوه جاءت من مصادر استخباراتية.

وفي اشارة الى ايران قال رامسفيلد ان «الدول التي تؤوي تلك الشبكات الارهابية وتوفر لها الملاذ الامن تتصرف مثل الارهابيين عندما تفعل ذلك».

وفي ما بدا ردا شبه رسمي على اتهامات رامسفيلد، قالت مقررة اللجنة البرلمانية الايرانية لشؤون الامن والعلاقات الخارجية، ان خرازي اطلع، أول من أمس، اعضاء اللجنة على المحادثات الايرانية ـ الاميركية واوضح للبرلمانيين ان البلدين يناقشان الوضع في افغانستان والعراق و«مجاهدين خلق» (المجموعة الايرانية المعارضة المتمركزة في العراق) وتنظيم «القاعدة» الذي تتهم واشنطن طهران بتوفير الدعم له.

ورغم ان الطرفين الاميركي والايراني أكدا مؤخرا انهما يجريان محادثات عبر سفارة سويسرا في ايران وسفارة باكستان في الولايات المتحدة (ترعيان على التوالي المصالح الاميركية والايرانية) وفي اطار المجموعة غير الرسمية المعروفة بـ«6+2» في جنيف حول افغانستان برعاية الامم المتحدة، فهي المرة الاولى التي يكشف فيها الطرفان عن انهما تطرقا الى موضوع «القاعدة». واوضحت مقررة اللجنة البرلمانية الايرانية، نقلا عن خرازي، ان الرسائل التي تبادلها الطرفان «لم تكن مثمرة وايجابية فحسب بل ساهمت ايضا في تجاوز التشكيك».

ونقلت وكالة الانباء الايرانية ليل أول من أمس، عن الناطق باسم الحكومة الايرانية، عبد الله رمضان زادة تأكيده مجددا ان المحادثات لم تبدأ مع الحرب في العراق بل منذ الازمة الافغانية «ولم تكن يوما ثنائية»، بل كانت تجري «تحت اشراف الامم المتحدة التام». وقال: «لم يتم التطرق الى مشكلة العلاقات الثنائية، وطالما لم تتوافر شروط معاودة العلاقات فموقف ايران يبقى نفسه. في ظل الظروف الراهنة لا تحتاج ايران الى علاقات مع الولايات المتحدة».