أب سعودي: ابني قتل مع «أنصار الإسلام» في كردستان العراق وليس في تفجيرات الرياض

TT

ظهر والد هاشم بن حسن علي الشريف، الذي وردت صورته ضمن آخرين في موقع انترنت يحسب على التيار الاصولي مما أوحى لبعض الناس بأنه احد منفذي هجمات العاصمة الرياض، ليؤكد باسم عائلته ان نجلهم هاشم، 22 عاما، قضى في معركة عسكرية شنتها جماعة انصار الاسلام في كردستان اثناء الضربة العسكرية الاميركية ـ البريطانية على العراق.

وقال الشريف لـ«الشرق الأوسط» امس ان ابنه «هاشم، استشهد في معركة في شمال العراق من ضمن جماعة انصار الاسلام». وكان الاب يشدد بذلك على ان ابنه غير متورط في الهجمات الانتحارية التي استهدفت مجمعات سكنية في العاصمة السعودية، الاثنين قبل الماضي.

وكان موقع «الساحات» على شبكة الانترنت، قد بث الجمعة الماضي صورا واسماء لشبان سعوديين، وبدورها نقلت «الشرق الأوسط» عن الموقع المحسوب على التيار الاصولي المعلومات والصور. وعن طريق موقع «الساحات»، وفقا لتأكيد عائلات سعودية لديها ابناء انخرطوا في اعمال ما يسمى «الجهاد ضد الكفار والحملة الصليبية»، عرفوا معظم اوضاع ابنائهم.

بيد ان والد هاشم الشريف قال عن الموقع «نشروا صورة ابني وتحتها اسم شخص آخر. هذا سبب لنا انزعاجا كبيرا، وهذا اساءة لنا وللاسرة وعلى مستوى القبيلة».

وتحدث الاب الذي يعمل معلما للمواد العربية واستاذ المناهج الاسلامية في ابتدائية اسيد بن حضير في حي الصفا بجدة لـ«الشرق الأوسط» امس، قائلا ان عائلته تثق تماما بأن ابنها مدفون في منطقة ديلمر العراقية. واضاف «لا نرغب في الحديث عن افتراضات ينطبق عليها القول (طرد في الفائت نقص في العقل) ووفاة ابني كانت نتيجة اشتراكه في صفوف جماعة انصار الاسلام في معركة لهم استهدفت قوات البيشمركة (الكردية) ونحن متيقنون من هذا كل اليقين».

وعن كيفية تلقيه نبأ وفاة ابنه في تلك الظروف قال حسن الشريف «جاءني اتصال هاتفي بتاريخ 11 صفر (12 ابريل/نيسان الماضي)، وكان يبدو ان المتحدث سعودي، وقال ان هاشم استشهد في تلك العملية في تاريخ 24 محرم (27 مارس/آذار الماضي). وكان تعبيره كالتالي: «تريدني ابشرك ولا اعزيك باختيار الله لابنك شهيدا؟ لكنني جاوبت معلومات الرجل بفتور واضح. الا انني تركت له الفرصة لينقل لي كل المعلومات التي عنده ومن ضمنها انه وقف على قبر ابني حتى جرى دفنه في مقابر المسلمين في ديلمر».

وقال انه في نفس مساء ذلك اليوم 12 ابريل الماضي «بدأنا في تلقي سيل من المكالمات الهاتفية تعزي بناء على ما رأوه في موقع للانترنت نشر صورة ابني واسمه، ورقم هاتفي الجوال».

واضاف: «بعدها بساعات اتصل بي اشقائي من بلدتنا في «احد رفيدة» (تبعد عن محافظة خميس مشيط في الجنوب السعودي نحو 17 كيلومترا) وابلغوني بأن المعزين بدأوا في التوافد بكثرة على منزلي هناك».

واشار الاب الى انه انتقل فورا الى احد رفيدة «لتلقي العزاء، حيث شعرت بأن الخبر صحيح، وايضا من اجل مراجعة الدوائر الحكومية لاطلاعهم بما جد لدينا. وفي صباح اليوم التالي توجهت مباشرة الى مكتب محافظ احد رفيدة ورفعت له في خطاب رسمي كل التفاصيل التي اعرفها عن ابني هاشم وطلبت منهم التحقق من الامر، ثم عدت لاستقبال المعزين على مدى ثلاث ليال».

وقال الشريف ان ابنه هاشم لا يحمل افكارا دينية متشددة، معتبرا ان ابنه «توجه الى المنطقة الشرقية بعدما اقنعني بأن لديه فرصة كبيرة للحصول على وظيفة استطاع تدبيرها له احد معارفه هناك بعد ان اعلن عن توافر وظائف في منطقة الجبيل الصناعية. ووافقت له حيث انه منذ تخرجه من الثانوية العامة قبل ثلاث سنوات وهو عاطل عن العمل».

وتابع الاب «لم أشاهد عليه علامات الحماس للانخراط في الجهاد، او تأييد هذا الطرف او ذاك».

وقال «باركت خطوته، وتوجه الى الظهران في نهاية شهر ذي الحجة الماضي وهو الموعد الذي انتقلت فيه انا ايضا من محافظة احد رفيدة للسكن في محافظة جدة نظرا لاحتياج زوجتي (والدة هاشم) الى متابعة العلاج الدوري في مستشفيات خاصة في جدة». واضاف «بعدها بأيام، واظن ذلك في اول شهر محرم، اتصل بنا هاشم وابلغنا بأن هاتفه الجوال قد سرق، وان علينا عدم القلق من ان رقمه الهاتفي مغلق بسبب السرقة، لكن بعد فترة شهر فاجأني الاتصال الذي ابلغني بخبر استشهاده».

وهنا يقول الاب «تجدد الموضوع عندما نشرتم صورة ابني نقلا عن ذلك الموقع. وبعد دخول بعضنا للموقع للتأكد من صحة المعلومات اكتشفنا انهم بثوا صورته تحت اسم آخر يعود لشخص هو علي الفقعسي الغامدي الذي نشرت صورته ضمن قائمة الـ19 (خلية اشبيلية)، فالصورة تعود لابني هاشم والاسم يخص ذلك الشاب الذي به شبه في الملامح بسيط من ابني».

ووفقا لتصريحات الاب فان ذلك اثار فيهم الفزع بسبب «اننا لا نقبل ان يتورط احد من ابنائي او ابناء القبيلة في حوادث داخل وطننا. كل شيء يمكن ان نقبله من الابناء الا هذا الفعل. مستعد ان تزهق ارواح ابنائي جميعا ولا اسمع عن احدهم انه متورط في عمل مخز كالذي حدث في الرياض».