المحلفون يبدأون مداولاتهم في محاكمة 3 مغاربة وجزائري متهمين في أميركا بتقديم الدعم للإرهاب وتزوير هويات

TT

بدأت هيئة محلفين فيدرالية أميركية امس مداولاتها في اول قضية متعلقة بالارهاب الداخلي منذ هجمات 11 سبتمبر (ايلول) 2001، لتقرير ما اذا كان ثلاثة مغاربة وجزائري خططوا لتحديد اهداف لهجمات ارهابية في الولايات المتحدة وكانوا ينشطون في اطار خلية نائمة.

المحاكمة التي بدأت قبل تسعة اسابيع تمثل اختباراً لحرب ادارة الرئيس جورج بوش ضد الارهاب خصوصا ان جميع القضايا المتعلقة بالارهاب انتهت بشكل فجائي بعد التوصل الى اتفاق مع المتهمين يعترفون فيه بالتهم الموجهة اليهم مقابل تخفيف العقوبات الصادرة بحقهم. لكن المتهمين الاربعة في ديترويت رفضوا الاعتراف بالتهم الموجهة اليهم، مخاطرين بصدور عقوبات بحقهم قد تصل الى السجن لمدة 25 سنة في حال ادانتهم.

وقال المدعون الفيدراليون للمحلفين هذا الاسبوع ان وزارة العدل تعتبر انه اكثر من الامتياز قيامها بقيادة ملاحقة الإرهابيين حتى يعلموا ان الولايات المتحدة لن تتسامح معهم. وقال مساعد رئيس هيئة الادعاء ريتشارد كونفرتينو للمحلفين: «لا تعطوا هؤلاء الافراد فرصة اخرى لتنفيذ خططهم. هؤلاء ينتمون الى السجن».

لكن ريتشارد هلفريك مساعد فريق الدفاع قال من جانبه ان هيئات تطبيق القانون ترتكب خطأ فظيعاً عندما تعتقل أشخاصاً أبرياء وتترك الارهابيين الحقيقيين طلقاء. وقال محامي المتهم كريم كوبريتي المغربي الجنسية: «كل الناس الجيدين يريدون من الحكومة ان تلقي القبض على الارهابيين، لكننا نريد من الحكومة ان تحاكم الارهابيين الحقيقيين وليس رجالاً كانوا في المكان الخطأ وفي الوقت الخطأ».

بعد ستة ايام من وقوع هجمات 11 سبتمبر، وكجزء من حملة تفتيش، داهم عناصر من مكتب المباحث الفيدرالي (اف. بي. آي) شقة في ديترويت عند منتصف الليل بحثا عن نبيل المرابح الذي كان يشتبه في علاقته بمنفذي هجمات سبتمبر. لكن عناصر المباحث وجدوا في الشقة كوبريتي وزميلين آخرين له وبحوزتهم بطاقات هوية مزورة وبطاقات عمل تخص مطار ديترويت لكن منتهية الصلاحية.

وعثر في الشقة كذلك على اشرطة فيديو قالت الحكومة ان بها لقطات لمواقع شهيرة في اميركا مثل ديزني لاند وكازينو في لاس فيغاس ولقطات مصورة اخرى لمدينة نيويورك. وقال المتهمون انهم لم يعرفوا بوجود هذه الافلام في الشقة، مشيرين الى ان المستأجرين السابقين هم الذين تركوها.

وقد وجهت الى المغربي كوبريتي، 24 سنة، والمغربيين الآخرين احمد حنان، 34 سنة، وعبد الاله المردودي، 36 سنة، والجزائري فاروق علي حيمود، 22 سنة، تهمة تقديم الدعم للارهاب والمساعدة في التخطيط لاعتداءات. كذلك وجهت الى المجموعة، عدا المردودي، تهمة تزوير بطاقات هوية وتأشيرات دخول الى الولايات المتحدة.

وشارك في هذه المحاكمة 59 شاهدا. وكانت اكثر الشهادات اثارة للجدل تلك التي قدمها المغربي يوسف حميمصة، 32 سنة، الذي قال انه انهى صداقته بالمتهمين حين تنبه الى استعدادهم لتنفيذ هجمات. لكن محامي المتهمين شككوا في صحة شهادة حميمصة واشاروا الى توصله الى اتفاق مسبق مع الادعاء للتعاون معهم مقابل العفو عنه من جريمة تزوير بطاقات هوية.

وعندما نُقل المتهمون الاربعة اول من امس من قاعة المحكمة، قال المتهم المردودي لمحامي الدفاع: «ادعوا لنا، ادعوا لنا جميعاً».

* خدمة «لوس انجليس تايمز» ـ خاص بـ «الشرق الأوسط»