يهود المغرب يستهجنون فكرة دعوتهم للهجرة إلى إسرائيل

TT

استهجن مصدر في الرابطة اليهودية المغربية دعوة وجهها مسؤولون حكوميون اسرائيليون لليهود المغاربة بالهجرة الى اسرائيل. وكانت هذه الدعوة قد جاءت إثر تفجيرات الدار البيضاء التي طالت مقر الرابطة اليهودية في الدار البيضاء، ومقبرة يهودية مهجورة في المدينة القديمة، لكن التفجيرات لم تسفر عن سقوط قتلى من اليهود. ووصف المصدر دعوة اليهود للهجرة. بانها «كلام فارغ». ومضى قائلا «الارهاب لن يستفزنا كما لن نستجيب لدعوات الهجرة نحن جزء من هذا البلد وجزء من تاريخه ومستقبله».

وقال المصدر «نحن نشعر بأننا اقوياء أكثر من أي وقت مضى بهذا التضامن الذي عبر عنه المغاربة المسلمون. وكانت مظاهرة عفوية شارك فيها مسلمون ويهود قد جرت اول من امس أمام مقر الرابطة اليهودية في الدار البيضاء للتعبير عن تنديد المغاربة بالتفجيرات.

يشار الى أن عدد اليهود المغاربة تراجع كثيراً وأصبح عددهم يقل عن ستة الاف يهودي، يقيم معظمهم في الدار البيضاء، ويعملون في التجارة.

وكان اليهود المغاربة في حدود 300 ألف عام 1960 ثم بدأت بعد ذلك هجراتهم إلى مختلف بقاع العالم بما في ذلك اسرائيل، لكنهم ظل لديهم ارتباط بثقافة بلدهم الأصلي حتى بين أفراد الجيل الثاني أو الثالث من المهاجرين.

وخفت إسهام اليهود المغاربة في الحياة العامة في البلاد خصوصاً في المجال السياسي رغم وجود المستشار اندري أزولاي في الدائرة الصغيرة القريبة من العاهل المغربي الملك محمد السادس. وكان آخر يهودي تولى منصباً حكومياً هو سيرج بريديغو الذي يرأس حالياً الرابطة اليهودية وشغل منصب وزير السياحة في عام 1994. كما انه يتولى الآن منصب رئيس التجمع العالمي لليهود المغاربة.

وفي مبادرة ذات دلالة وبعد يومين من انفجارات الدار البيضاء احتفل عدد من اليهود المغاربة بمناسبة دينية بقرية «آيت بيوض» الواقعة على بعد سبعين كلم شرق الصويرة (جنوب الدار البيضاء)، وحضر الاحتفال مسؤولون محليون في إشارة على ما يبدو لتهدئة أية مخاوف لدى المغاربة اليهود.

ونسب الى عامل (محافظ) اقليم الصويرة عبد السلام بيكرات قوله إن المغرب سيظل على الدوام بلد التسامح والتعايش والسلام. وقال بيكرات «علينا أن نحمي أرواح كل مغربي كيفما كان دينه ولونه وثقافته لان المغرب كان وسيبقى دوما بلد التنوع الثقافي والتعددية الدينية والجغرافية والثقافية» على حد قوله.