«أمير الدم» زعيم جماعة التكفير والهجرة المغربية بدأ مسيرته بقتل عمه

TT

تعد جماعة «الصراط المستقيم» المتهمة بتنفيذ تفجيرات الدار البيضاء الارهابية واحدة من ثلاث مجموعات يوجد قادتها قيد الاعتقال منذ بضعة أشهر، وضمنها جماعة «التكفير والهجرة» وجماعة «السلفية الجهادية».

وارتبط ذكر هذه الجماعات الثلاث بمجموعة من العمليات الإجرامية التي وقعت في مدن الدار البيضاء وفاس ومكناس وسلا وطنجة وتطوان والناظور واليوسفية، والتي قام بها فاعلوها بدعوى أنها جهاد في سبيل الله، ومحاربة للمنكر.

وتنشط المجموعات الثلاث خارج إطار الحركة الإسلامية، التي تجسدها في المغرب التنظيمات الأربعة المعروفة، وهي «حركة التوحيد والإصلاح» التي تشكل العمود الفقري لحزب «العدالة والتنمية» و«جماعة العدل والإحسان» و«البديل الحضاري» و«الحركة من أجل الأمة».

ويختلف المراقبون في الحديث عن الجماعات المتطرفة الثلاث، إلى درجة أنهم يدرجونها كلها أحيانا تحت مسمى «السلفية الجهادية». كما يختلفون في مدى اتفاق أو اختلاف قادة هذه الجماعات.

و«السلفية الجهادية» كما يدل عليها اسمها تدعو لاقتفاء أثر السلف، والجهاد لتغيير ما تعتبره منكرا، باعتبار الجهاد فرضا على كل مسلم.

وتفيد المعلومات الأمنية أن هذه الجماعة يتزعمها محمد عبد الوهاب رفيقي المدعو «أبو حفص»، 28 سنة، وهو ابن أحمد رفيقي المدعو أبو حديفة، أحد الأفغان المغاربة. وكان قد أعلن عن تأييده المطلق لتفجيرات 11 سبتمبر (ايلول) .2001 وسبقت إدانته بستة أشهر سجنا بدعوى التحريض عن العنف، واستفاد من العفو بعد قضاء نصف المدة، قبل يتم إلقاء القبض عليه من جديد لمحاكمته في قضايا أخرى ما زالت معروضة على القضاء.

ويرفض أصحاب هذه الجماعة تسمية «السلفية الجهادية» التي يعرفون بها، مدعين أنهم يتبعون مبادئ «السنة والجماعة».

ويرجع تأسيس هذه الجماعة إلى مطلع التسعينات على يد محمد الفيزازي، الذي برز وقتذاك كقائد للسلفية في المغرب. وفي عام 1993 أصدر كتابه «رسالة الإسلام إلى مرشد جماعة العدل والإحسان».

أما أكثر هذه الجماعات تشددا فهما جماعة «الصراط المستقيم» التي يتزعمها الميلودي زكرياء، وجماعة «التكفير والهجرة» التي يقودها يوسف فكري، 25 سنة، القائد الروحي، الذي تلقبه بعض الصحف المغربية بـ«أمير الدم».

التحق فكري عام 1994 بجماعة «الدعوة والتبليغ» في مسقط رأسه بمدينة اليوسفية (غرب مراكش)، قبل أن يؤسس مجموعة «التكفير والهجرة» المتشددة، ويغير مظهره على الطريقة الأفغانية، بعد إطلاق لحيته.

بدأ مسيرته في أكتوبر (تشرين الأول) 1998 باغتيال عمه عبد العزيز فكري في مدينة اليوسفية بتهمة معاشرة البغايا. وبعد الاعتداء على شخص ثان في نفس المدينة، انتقل عام 1999 إلى جبل «تيرقاع» في ضواحي مدينة الناظور (شمال شرقي المغرب) حيث قام، حسب اعترافاته، بذبح أحد المرشحين للهجرة السرية بدعوى أنه شيوعي.

وعاد إلى الدار البيضاء حيث تحالف مع صديقه محمد دمير، وكانت أول عملية مشتركة بينهما هي الاعتداء على شرطي بفأس حادة.

وفي صيف 1999 بدأت هذه المجموعة في تنفيذ فتاويها بهدف تطبيق الشريعة الإسلامية بحد السيف حسب فهمها.

ووجدت هذه المجموعة مناصرين لها في الأحياء الفقيرة في ضواحي بعض المدن المغربية، مثل حي بني مكادة في طنجة، وحي وادي الذهب في سلا، وسيدي مومن والبرنوصي في الدار البيضاء، وأطلقت على العاملين في صفوفها لقب «المجاهدين في سبيل الله».

وفي عام 1999 أفتى فكري بثلاث عمليات إجرامية في حي سيدي مومن بالدار البيضاء، تمثلت في تصفية أحد أفراد عائلته، إضافة إلى شرطي وموثق رميت جثته في بئر مهجورة.

ومحمد دمير، من الأفغان المغاربة، تم اعتقاله بعد مداهمة دموية في حي سيدي مومن بالدار البيضاء أسفرت عن إصابة شرطي واثنين من أفراد المجموعة، مات أحدهما في المستشفى.

وكان يوسف فكري قد سقط في يد الشرطة بطنجة، في يوليو (تموز) 2002، بعد بلاغ تقدم به سائق تاكسي تعرض للاعتداء من زبونين، وكان ذلك البلاغ سببا في اعتقال زعيم هذه الجماعة.

وتتميز هذه الجماعات بتواضع المستوى التعليمي لرموزها، وأتباعها وأغلبهم باعة متجولون أو حرفيون صغار أو عاطلون عن العمل. وهي تحمل مفهوما خاصا لما ينبغي أن تكون عليه الحياة في المجتمع الإسلامي، منها الزواج دون عقد نكاح مسجل لدى السلطات المدنية. وتروج لمقولة ان المجتمع كافر وتدعو لمحاربة رموزه بالجهاد.