تضارب بين الأصوليين حول موعد تسجيل الشريط الجديد للظواهري الذي دعا فيه لضرب أهداف أميركية وبريطانية ونرويجية

TT

تضاربت مصادر الاصوليين في لندن بشأن موعد تسجيل شريط الدكتور ايمن الظواهري زعيم «الجهاد» المصري الحليف الاول لابن لادن، والذي بثته محطة «الجزيرة» امس، ودعا فيه الى تنفيذ عمليات انتحارية ضد الغربيين والمصالح الغربية والاقتداء بمنفذي اعتداءات 11 سبتمبر (ايلول) 2001 في الولايات المتحدة.

فمن جهته قال محامي الاصوليين منتصر الزيات في اتصال هاتفي اجرته معه «الشرق الأوسط» ان شريط الظواهري على الارجح سجل بعد سقوط بغداد، وقبيل العمليات الانتحارية في الرياض، مشيرا الى ان المسؤول الثاني في تنظيم «القاعدة» بزعامة اسامة بن لادن اراد ان يرفع معنويات الاسلاميين في كل مكان». وقال «ان شريط الظواهري تأخر في الوصول الى قناة «الجزيرة» بسبب تنقله من يد الى يد، حيث كان من المفترض بث الشريط قبل وقت قصير من العمليات الانتحارية على الرياض». واعرب محامي الاصوليين الذي كتب العام الماضي كتابا اسمه «الظواهري كما عرفته»، «ان زعيم الجهاد المصري على الارجح كان على معرفة بموعد الهجمات على الرياض»، مشيرا الى ان «الظواهري تحدث صراحة عن «البشارة» التي ستشفي صدور المسلمين». ومن جهته قال الاسلامي الليبي نعمان ابن عثمان: «ان الشريط سجل في بداية الحرب على العراق، وقبل سقوط بغداد»، مشيرا الى ان الشريط موجود في ارشيف قناة «الجزيرة» منذ نحو ستة اسابيع على الاقل، ولكنه لم يبث بسبب الضغوط الاميركية. وعن اسباب ورود النرويج ضمن الدول التي دعا الظواهري الى شن عمليات ارهابية فيها الى جانب اميركا وبريطانيا واستراليا بزعم انها لا تتمتع بـ«ذمة ولا عهد ولا امان»، قال الاسلامي الليبي: «السبب يعود الى الموقف المتعمد للنرويج من جماعة «انصار الاسلام» الكردية في شمال العراق وزعيمها الملا فاتح كريكار طالب اللجوء السياسي في النرويج، وقبل ذلك يعود الى مشاركة النرويج في حرب التحالف ضد حركة طالبان الحاكمة في افغانستان».

وقال الاسلامي الليبي ان شريط الظواهري على الارجح هو «خطبة جمعة» اكثر منه محاضرة، القاها الظواهري في بداية الحرب على العراق في الشريط الحدودي او داخل الاراضي الافغانية، لكنه اشار الى ان الشريط لم يعرض كاملا، وتعرض للمونتاج الصحافي، مشيرا الى ان الشريط لم يتعرض باي شكل الى التفجيرات الاخيرة في الرياض والدار البيضاء. وحول عبارة الظواهري «لعل تكون هناك اخبار تثلج صدور المسلمين في المستقبل» قال انها تعد البشارة في نجاح طالبان والمجاهدين العرب في احراز تقدم ميداني واضح في العمليات العسكرية ضد الاميركيين وحكومة الرئيس الأفغاني حميد كرزاي، واخرها احتلالهم لنصف ولاية زابل، المحاذية لولاية قندهار. ومن جهته قال الأصولي المصري هاني السباعي مدير مركز «المقريزي» للدراسات التاريخية بلندن ان شريط الظواهري على الارجح سجل بعد سقوط بغداد، مشيرا الى ان طريقة تسجيل الشريط الذي استمع اليه في استديو قناة «الجزيرة» بدائي للغاية. وقال ان الشريط بصوت الظواهري، وهو ما يؤكد انه ما زال على قيد الحياة، ومتابعا بدقة للاحداث التي تمر بها الامة. وقال إن الشريط عبارة عن «رسالة عامة»، يستنهض فيها زعيم «الجهاد» الامة للقيام بعمليات انتحارية ضد المصالح الغربية، بالاضافة الى رسالة خاصة موجهة الى العراقيين فيما يتعلق بالحرب الاميركية على العراق بقوله للعراقيين: «اعلم انك لست وحدك في المعركة. ان اخوانك المجاهدين يتتبعون اعداءك ويتربصون بهم».

وبالنسبة لورود اسم النرويج ضمن الدول المهددة بعمليات انتحارية من قبل عناصر «القاعدة» قال السباعي: «انها جاءت على خاطرة «عفوية» باعتبارها احدى الدول التي تتعاون مع اميركا ضد المسلمين، لكنه لم يذكر في الوقت ذاته اسبانيا وهي من دول التحالف الرئيسية في الحرب ضد العراق.

وقال الظواهري «احزموا امركم. اضربوا سفارات اميركا وانجلترا واستراليا والنرويج ومصالحهم وشركاتهم وموظفيهم. اشعلوا الارض نارا تحت اقدامهم فليس لهم ذمة ولا عهد ولا امان». ولمح الظواهري الى عمليات مقبلة ضد المصالح الغربية.

وتابع «اطردوا هؤلاء المجرمين من بلادكم ولا تسمحوا للاميركيين والبريطانيين والاستراليين والنرويجيين وغيرهم من الصليبيين، قتلة اخوانكم في العراق، بأن يعيشوا في بلادكم ويتمتعوا بخيراتها ويعيثوا فيها فسادا».

واكد الظواهري ان «الاحتجاجات والمظاهرات لن تجدي شيئا». ومضى محرضا المسلمين قائلا «لن ينفعكم الا حمل السلاح والنكاية في اعدائكم من الاميركيين واليهود». واضاف «ان المجاهدين في فلسطين وافغانستان والشيشان بل وفي قلب اميركا والغرب يذيقون هؤلاء الصليبيين صنوف الموت الوانا».

وقال مخاطبا الشعب العراقي «لعل الايام المقبلة تحمل لك من الاخبار ما يشفى به صدرك باذن الله». وتابع «ان المظاهرات لن تحفظ حرمات مهددة ولن تطرد عدوا محتلا ولن تردع باغيا عنيدا. ان الصليبيين واليهود لا يفهمون الا لغة القتل والدماء ولا يقتنعون الا بالتوابيت العائدة والمصالح المدمرة والابراج المحترقة والاقتصاد المنهار». وخاطب في ختام التسجيل الشعب العراقي قائلا: أيها «العراقي» لعل الايام المقبلة تحمل لك من الاخبار ما يشفى به صدرك باذن الله.