صفير يستمع إلى أجوبة حول كل هواجسه في جلسة ساعتين ونصف مع لحود في بعبدا

TT

اكد الرئيس اللبناني اميل لحود والبطريرك الماروني نصر الله صفير ضرورة تثمير وحدة الموقف اللبناني التي برزت خلال الحرب على العراق وما تلاها. كما ثمّن الرئيس لحود عالياً المواقف الحكيمة للبطريرك صفير والمبادرات التي اطلقها، في اشارة الى موقفه من الوجود السوري والتحذير من مطالبة كل من واشنطن وباريس بالانسحاب السوري من لبنان.

وكان لحود قد استقبل صفير في القصر الجمهوري في بعبدا امس ودعاه لتناول الغداء الى مائدته. واوضحت مصادر مطلعة على اجواء اللقاء لـ«الشرق الأوسط» انه تم خلاله عرض مفصل اجراه الرئيس لحود وتركز على الاوضاع الاقليمية والاتصالات التي جرت خصوصاً الدبلوماسية منها، وما حمله المسؤولون الدوليون الذين زاروا لبنان اخيراً والموقف اللبناني من كل ما طرح.

وافادت المصادر انه بالنسبة الى الوضع الداخلي تم البحث في الوضع الاقتصادي والامني والسياسي بعد تشكيل الحكومة وان البطريرك صفير سمع اجوبة حول كل هواجسه وبالتفصيل وبأمور ملموسة، وان كل موضوع طرح خلال اللقاء كان له جواب وشرح من قبل رئيس الجمهورية.

ووصفت المصادر اللقاء بأنه كان «جلسة في العمق» استمرت زهاء ساعتين ونصف ساعة. ويذكر انه تم الاتفاق على عقد هذا اللقاء خلال الخلوة التي جمعت الرئيس لحود والبطريرك صفير لدى زيارة الاول لبكركي بمناسبة عيد الفصح.

وافاد بيان صدر عن المكتب الاعلامي لرئاسة الجمهورية انه تم خلال اللقاء التداول في عدد من المواضيع الداخلية «خصوصاً ان الخيارات الاستراتيجية الصحيحة التي اعتمدها لبنان جعلته من البلدان الاقل تأثراً بالتفاعلات الجارية في المنطقة. وكان الرأي متفقاً بين رئيس الجمهورية والبطريرك صفير على ضرورة تثمير وحدة الموقف اللبناني التي برزت خلال الحرب على العراق وما تلاها، وذلك انطلاقاً من دور لبنان في محيطه وفي العالم، وصيغته النموذجية التي غدت مثالاً يحتذى.

وذكر البيان انه تم التطرق ايضاً الى «السبل الآيلة الى تحصين الساحة الداخلية في مواجهة المستجدات، وذلك بهدف تعزيز مسيرة السلم الاهلي والاستقرار والامن في البلاد وترسيخ الوحدة الوطنية وازالة العوامل التي يمكن ان تؤثر سلباً في الوفاق الوطني الداخلي الذي هو الضمانة الحقيقية لمستقبل البلاد. وتناول البحث ايضاً التحضيرات الجارية لانعقاد التجمع الماروني في الاول من يونيو (حزيران) المقبل، واهمية المواضيع التي سيتم درسها والتي تتناول شؤوناً كنسية ووطنية».

وافاد البيان ان الرئيس لحود «ثمّن عالياً المواقف الحكيمة للبطريرك صفير والمبادرات التي اطلقها، معتبراً ان المرحلة الدقيقة التي تمر بها البلاد والمنطقة تتطلب ان يكون اللبنانيون يداً واحدة لتمتين التماسك والتضامن في ما بينهم. وهو ما يدعو البطريرك صفير اليه دائما».

من جهتها اكتفت اوساط مقربة من البطريرك صفير بالقول ان الزيارة كانت «ودية للغاية» ولم تشأ الادلاء بتفاصيل حول ما جرى في اللقاء.