ضجة في بريطانيا بعد اكتشاف حقن الدجاج ببروتينات بقر وخنزير

TT

دعا خبير صحي المستهلكين من المسلمين الى التأكد من قائمة المكونات الموجودة على لحم الدجاج و الخبز الذي يشترونه في بريطانيا، لأنهما قد يحتويان على مشتقات الخنزير التي لا يمنع القانون من اضافتها الى الاغذية شرط اعتراف المنتج بذلك. وقالت متحدثة باسم «وكالة المعايير الغذائية» انها قامت بتحقيقات تمخضت عن ضبط لحوم دجاج فيها خلاصة الخنزير. وكانت تقارير صحافية ذكرت امس أن كميات من لحوم الدجاج المستورد تضم خلاصة لحم البقر والخنزير، تجد طريقها الى المستشفيات والمدارس والمطاعم البريطانية. وقال الدكتور يونس رمضان التيناز، وهو كبير الخبراء الصحيين في بلدية هارينغاي بشمال لندن، في اتصال أجرته معه «الشرق الأوسط» ان «القانون البريطاني لا يمنع حقن لحم الدجاج بالماء أو ببروتينات حيوانية قد يعود بعضها الى الخنزير». وأضاف «لكن القانون في هذه البلاد يشترط في حالة كهذه أن تُذكر هذه المواد بوضوح ضمن قائمة المكونات». وأوضح «ان القانون يحظر وضع اسم لحم حلال على دجاج فيه بروتين حيواني او مادة إي. الملونة التي تحتوي على مشتقات الخنزير». وزاد «على المستهلك المسلم أن يقرأ قائمة المكونات هذه للتأكد من أن ما يشتريه لا يشتمل على خلاصة الخنزير». وتابع «المشكلة ان العرب والمسلمين عموماً يكتفون عادة بقراءة السعر للاطمئنان الى انه غير باهظ، وربما كان معظمهم لا ينتبه الى أهمية مراجعة قائمة المكونات». وسألته «الشرق الأوسط» عما اذا كان تناول هذه اللحوم الممزوجة بمشتقات الخنزير يضر بصحة المستهلك، فقال الدكتور الليبي الأصل «لا يوجد حتى الآن اثبات علمي يؤكد انها ضارة». وذكر ان المنتجين «يعمدون عادة الى حقن اللحوم بالماء لزيادة وزنها، أما البروتينات الحيوانية فالهدف منها تحسين نكهة اللحوم». وأشار الى انه حلل أخيراً عدداً من عينات لحم الدجاج في المنطقة التابعة لبلدية هارينغاي، بيد انه لم يعثر سوى على كميات اضافية من الماء ولم تقع يده على بروتينات حيوانية في لحم الدجاج. وقال الدكتور التيناز ان الحرص على تحسين نكهة الخبز أو لونه، يدفع البعض الى اضافة مواد تضم مشتقات الخنزير. واوضح ان «مشتقات الخنزير موجودة في الخبز (البريطاني) حتى أن المخابز التي تنتج هنا خبزاً عربياً تستعمل احياناً مادة إي. الملونة وفيها خلاصة الخنزير». وأشار الى انه وزملاءه في «فريق العمل الاسلامي» التابع لـ«وكالة معايير الغذاء» يتابعون مسألة الخبز على امل التوصل الى السبيل الناجع لحلها. وكشف عن أن الفريق وضع «قائمة من النصائح والايضاحات المتعلقة باللحم الحلال والمحرمات الغذائية وقد ارسلت الى كافة البلديات (500 بلدية) في انحاء بريطانيا كي يهتدي بها المراقبون الصحيون».

من جانبها، أكدت ناطقة باسم «وكالة المعايير الغذائية» وأعلى هيئة بريطانية مكلفة بمراقبة سلامة الغذاء المستهلك في البلاد، ان «حقن اللحوم بخلاصات حيوانية لا يتم الاعتراف بصورة واضحة بوجودها، هو امر كريه عندما تكون الخلاصات المضافة محرمة على اتباع دين معين». واضافت في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» ان الوكالة «لم تحاول التقليل من بشاعة الامر بالنسبة للمسلمين» حين قالت بان المشكلة الاساسية مع هذه اللحوم المحقونة ببروتينات البقر أو الخنزير التي تناولتها تقارير صحافية أمس تتركز على عدم ايراد المنتجين لهذه المواد في قائمة المكونات. وعن كيفية حماية المسلمين من طلاب المدارس أو نزلاء المستشفيات من اللحوم المحقونة بمشتقات الخنزير خصوصاً ان من غير الممكن بالنسبة لهم الاطلاع على قائمة المكونات، قالت الناطقة «اننا عادة نبلغ التجار الذين يزودون المدارس والمستشفيات عن المخالفين ونوعية مخالفاتهم، الامر الذي يعني أن من واجب هؤلاء التجار تجنب مصادر هذه اللحوم». واكدت الناطقة ان «الوكالة أجرت تحقيقات واسعة في الاعوام الثلاثة الماضية (اثنين في بريطانيا واثنين في ايرلندا الشمالية) بغرض التأكد من مدى انتشار طريقة الحقن هذه، وقد قمنا بهذه التحقيقات بهدف محاسبة المخالفين». وشددت على حرص الوكالة على حماية المستهلك المسلم من الغش الذي يتم في كثير من الحالات من خلال تسمية لحم غير مذبوح بالطريقة الاسلامية «لحما حلالا». وقالت «لقد ضبطنا في عام 2001 كميات من لحم الدجاج المسمى حلالاً وفيه خلاصة الخنزير». واضافت ان الوكالة أنشات «فريق العمل الاسلامي» بهدف ارشاد المراقبين الصحيين في انحاء البلاد الى الطريقة المثلى لحماية المستهلك المسلم.

وكانت صحيفة «الغارديان» البريطانية ابرزت امس على صفحتها الاولى تقريراً عن أن كميات من لحوم الدجاج التي تغزو السوق البريطانية محقونة بمشتقات لحم البقر كما ان بعضها يحتوي خلاصات الخنزير. وقالت ان تحليلات عينة من لحوم الدجاج التي تبيعها مخازن «سينزبوري» البريطانية اظهرت انها تحتوي على مشتقات الخنزير. ونسبت الى «سينزبوري» التي تعتبر من أضخم اربع شركات مخازن في بريطانيا، قولها ان وجود آثار الخنزير قد جاء نتيجة لتلوث عينة الدجاج في المخبر. وباءت محاولات «الشرق الأوسط» للحصول على تعليق من «سينزبوري» على الامر بالفشل. واشارت الصحيفة الى ان تحقيقاً سيُبث مساء اليوم على القناة الاولى التابعة لهيئة الاذاعة البريطانية «بي. بي. سي» سيقدم الادلة الدامغة على رواج طريقة الحقن هذه لدى شركات عدة في هولندا. وذكرت ان صاحب شركة هولندية تباهى برواج طريقة الحقن التي يتبعها والبروتين الذي يضيفه الى الدجاج، موضحاً ان 12 شركة اخرى تستعمل طريقته. ولفتت الى خطورة حقن لحوم الدجاج بخلاصات لحم بقر لم يتم التاكد تماماً من خلوه من مرض جنون البقر. وتابعت ان الشركات تلجأ الى هذا الاسلوب بهدف زيادة الأرباح، لا سيما ان وزن الماء المضاف كان في بعض الاحيان معادلاً لوزن عينة الدجاج ذاتها.