الحريري يبحث مع علماء ومشايخ في شمال لبنان التصدي للتطرف ومكافحة الإرهاب

TT

استقبل رئيس مجلس الوزراء اللبناني رفيق الحريري عصر امس في قريطم مشايخ وعلماء عكار والضنية والمنية وحاورهم في المسائل والمواضيع المطروحة وخصوصا مسألة العنف ودعوات التكفير وما توصم به مناطق المسلمين ومحاولات بعض التيارات المتطرفة والمشبوهة بث افكارها وتوجهاتها بين المسلمين في كافة المناطق اللبنانية بهدف شق الصف الاسلامي، كما استمع الى مطالب واحتياجات مناطق عكار والضنية على الصعيدين الديني والخدماتي.

استهل الرئيس الحريري اللقاء بكلمة رحب فيها بالمشايخ والعلماء وقال: ان هدف اللقاء هو التواصل والتداول في امور المسلمين ومناقشة كل الامور والمسائل المطروحة.

واضاف: «كما تعلمون بعد احداث 11 سبتمبر (ايلول) تعرض المسلمون والعرب لهجمة كبيرة من اعدائهم، ونحن نجتمع هنا لنتدارس شؤون ديننا وأمتنا ولنتصارح لماذا تحصل كل هذه الامور؟ وهل هذه المنطقة مستهدفة دون سواها ام ان هناك اخطاء ما ارتكبت او ان اسبابا معينة قد حصلت؟».

ودار نقاش شارك فيه عدد كبير من المشايخ والعلماء الذين ركزوا على رفضهم الصاق تهمة الارهاب من قبل البعض بمناطق معينة من الشمال وأكدوا انهم يستنكرون كل ما حصل من اعمال ارهابية وانهم يعملون من خلال مواقعهم الدينية وباشراف من دار الفتوى على تجنيب مناطق عكار والمنية والضنية الفكر المتطرف الوارد من الخارج وتنوير الشباب بالفكر الاسلامي المعتدل.

واعتبروا ان الحرمان وتعميق الاحساس بالظلم الذي لحق ببعض ابناء الشمال من خلال احداث معينة وقعت من شأنهما اعطاء صورة مشوهة عن واقع الشمال الحقيقي.

وقد رد الرئيس الحريري على مداخلات الحاضرين بالقول: ان وحدة المسلمين هي الاساس، فكلما تفرقوا، ضعفوا وكلما اتحدوا ازدادوا قوة.

واضاف: هناك محاولات حصلت لاضعاف المسلمين لقد سمعت الآراء التي طرحت واود ان اقول لكم ان انجرار البعض لاعمال عنيفة لا يعني ان مناطقنا اصبحت ارهابية، لكن ينبغي ان نتصدى جميعا لهذه الاعمال، ليس بسبب الاتهامات بل لانها ضد الاسلام ومضرة بالمسلمين وبالوطن وبالامة.

ودعا الرئيس الحريري الجميع للانضواء تحت راية دار الفتوى لان في هذا الامر قوة للجميع.

وقال: ان عمليات الارهاب التي حصلت في العالم وخصوصا في السعودية والمغرب طالت في معظمها مسلمين. ونحن مؤمنون بالله ونحن اهل اعتدال وبعيدون كل البعد عن التطرف. ان هدف اسرائيل وحلمها الاستراتيجي ان تجعل من اميركا هراوة في يدها لتضرب بها العرب والمسلمين ومن قام بأحداث 11 سبتمبر حقق لها هذا الامر عن معرفة او جهل.

وختم الرئيس الحريري كلامه قائلا: ان الوصول الى الحقوق يتم بالوسائل القانونية والادارية الملائمة، وقال ان الحرمان مشكلة كبرى على المسؤولين ان يعملوا على معالجتها. كما ان مسؤولية العلماء التصدي بالصبر والاعتدال للتطرف والاعمال الهوجاء التي تقوم بها قلة من الناس اكثرهم من خارج المنطقة.