سائق شاحنة أردني يروي تجربته مع عملية سلب تعرض لها عند عودته من العراق

قطاع الطرق العراقيون يسلبون كل ما لدى الضحية ويتركونه يعود إلى الأردن سيرا على الأقدام

TT

مخاطر الطريق بين بغداد وعمان عسيرة على الوصف من دون ان يخوض المرء غمار «التجربة». اي ان يتعرض، كما تعرض سائق شاحنة اردني الاسبوع الماضي، لاطلاق نار من قبل «قطاع الطرق» الذين يغزون الطريق كلما وجدوا الفرصة مناسبة.

وكان سائق الشاحنة الاردني في طريق عودته الى عمان بعد ان افرغ شحنة اجهزة كهربائية كان قد نقلها لصالح تاجر عراقي في بغداد، عندما تعرض لواحدة من تلك الهجمات التي يشنها قطاع الطرق المسلحين في المنطقة القريبة من الحدود العراقية الاردنية.

ويروي السائق محمد احمد ابراهيم الذي يرقد حاليا في الفراش لـ «الشرق الاوسط» حكايته بعد ان نصحه الاطباء بالراحة لاتخاذ قرار فيما بعد في ما اذا كانت هناك حاجة لاستخراج الرصاصة التي استقرت بين ضلوعه واسفل كتفه الايمن والتي اطلقها احد المسلحين الذين هاجموه في منطقة بالقرب من منطقة «طريبيل» في العراق التي تبعد تقريبا 70 كيلومتر عن الحدود الاردنية.

وقال السائق «كانوا اربعة اشخاص ملثمين ويركبون سيارة نقل مكشوفة بيضاء ويحملون اسلحة رشاشة وطلبوا مني التوقف، لكنني رفضت، وطاردوني حيث صمدت لفترة ليلتفوا حولي من الجهة اليمنى وقاموا باطلاق النار من بنادقهم لتخترق احدى الرصاصات الباب الايمن للشاحنة وتصيبني من الجهة اليمنى».

ويضيف ابراهيم «لم آبه لاطلاق النار، وواصلت السير بسرعة فائقة حيث قاموا باطلاق النار علي من الخلف واصابوا مركبتي بعدة عيارات نارية لاصل منطقة الرويشد الحدود الاردنية واجريت لي اسعافات اولية».

ولدى سؤاله عن مدى خطورة الاصابة قال «اختلفت اراء الاطباء فمنهم من اخبرني انه من الخطأ استخراجها كونها مستقرة في منطقة حساسة بين ضلوع صدري، وطلبوا مني ملازمة الفراش وعدم الحراك لمدة اسبوع ونصحني اخرون باستخراجها فورا وسأفعل ذلك».

وحول ما اذا كانت هناك شاحنات اخرى برفقته قال «عندما غادرنا الى العراق كنا مجموعة لكنهم رغبوا في البقاء لعدة ايام ونقلنا بضائع الى بغداد والبصرة والنجف». ولم يتوقع السائق حسب قوله التعرض لعملية سلب، خاصة وانه كان عائدا في الصباح بعد ان نصحوه بعدم المغادرة في المساء لكنه قال «لست وحدي الذي تعرضت لذلك، فهناك العديد من السائقين الذين تم سلب شاحناتهم وهناك اخرون تعرضوا لاطلاق نار واصيبوا».

ويضيف السائق ان «اللصوص» يركزون على الشاحنات والمركبات التي تحمل لوحات غير عراقية ويفضلون سلب العائدين وليس المغادرين الى بغداد للحصول على شاحناتهم من جهة، واموالهم التي تكون غالبا اجرة الشحن او بدل البضاعة التي تم نقلها. ويقول «لا يقتلون احدا بل يسلبون كل ما لديه ويدعونه يعود الى الحدود الاردنية سيرا على الاقدام، لكن من يرفض ويقاوم فانهم يطلقون النار وبشكل جنوني».

وحول نوعية البضائع التي يتم نقلها الى بغداد قال «العراقيون يشترون كل شيء من المواد الغذائية الى الادوات الكهربائية». وحول الاجراءات الامنية في بغداد والمناطق الاخرى اكد «ان كل شيء مطمئن حتى المساء، لكن بعد غروب الشمس لا ينصح بالخروج او التنقل لان اللصوص ينتشرون في كل مكان».