صدمة في النرويج بسبب تصريحات الظواهري وإجراءات أمنية مشددة على السفارات الغربية

TT

قال شيل ماغني بنوفيك رئيس الوزراء النرويجي انه «صدم» من تصريحات ايمن الظواهري زعيم «الجهاد» المصري التي هدد فيها بضرب السفارات والمصالح التجارية لبريطانيا والولايات المتحدة واستراليا والنرويج». وأوضح في بيان صحافي امس أن حكومته تأخذ تهديدات «القاعدة» على محمل الجد.

وافاد بنوفيك ان السلطات الأمنية في بلاده اتخذت إجراءات مشددة حول السفارات الغربية والمصالح الحيوية في البلاد، وكذلك منصات النفط والغاز الموجودة في بحر الشمال، والتي تدر عوائد مالية ضخمة على النرويج.

وكانت الحراسة الامنية على سفارات بريطانيا وإسرائيل في العاصمة اوسلو، قد شددت مباشرة في اعقاب بث قناة «الجزيرة» القطرية للشريط السمعي لأيمن الظواهري الرجل الثاني في «القاعدة»، فيما اغلقت سفارة اميركا ابوابها أمام الجمهور وانتشر رجال الأمن المزودون بالأسلحة الرشاشة حول السفارة.

ومن جهته قال كاشتين كلسفيك المتحدث باسم الخارجية النرويجية في اتصال هاتفي اجرته معه «الشرق الأوسط» ان بلاده أبلغت سفارتها في العالم بضرورة الاتصال برعاياها لاتخاذ الحيطة والحذر بعد التهديدات التي أطلقها الظواهري. وأضاف أن سفارات بلاده في العالم العربي والإسلامي أجرت اتصالات مع السلطات الأمنية المختصة لتوفير الحماية لرعايا النرويج في تلك البلاد. وذكرت مصادر مطلعة في اوسلو ان الحكومة النرويجية اعطت صلاحيات اكثر للمخابرات الاميركية والبريطانية اخيرا، وذلك بعد ان اشتكت المخابرات الاميركية مرارا من الإجراءات الأمنية النرويجية غير كافية بخصوص التحري وجمع المعلومات. والى ذلك ذكر محمد حمدان رئيس «المجلس الإسلامي الأعلى» بالنرويج لـ «الشرق الأوسط»: «ان المسلمين في النرويج، والذين لا يتجاوز عددهم 70 ألف نسمة يشجبون تهديدات «القاعدة» الداعية الى القتل والتخريب لانها تضر بالإسلام والمسلمين ولا تنفعهم». وقال: «طالبنا في مرات سابقة أن توقف النرويج بيع وصنع الأسلحة وخاصة العنقودية إلى الولايات المتحدة ودول أخرى لان هذه الأسلحة استخدمت ضد دول عربية ومسلمة مثل العراق وأفغانستان». واوضح: «ان هناك مخاوف حقيقية من أن يكون هناك ردود فعل في النرويج ضد الجالية المسلمة، وتمنى أن لا تكون النرويج ساحة لأعمال إرهابية»، لكنه أضاف أن على الحكومة النرويجية أن تكون منفتحة اكثر مع المسلمين وقضاياهم، وان تسمح لهم بفتح اكثر من مدرسة إسلامية خاصة لأطفالهم، مشيرا الى ان أولياء الأمور من المسلمين غير راضين عن فرض تدريس مادة الديانة المسيحية في المدارس العامة على أطفالهم. يذكر أن النرويج قد شاركت في الحرب على حركة طالبان وشبكة «القاعدة» في أفغانستان من خلال وحدة خاصة مدربة، بالاضافة الى انها شاركت اخيرا في عملية هجومية ضد فلول القاعدة وطالبان، كما تشارك النرويج بسفينتين وغواصة عسكرية في البحر الأبيض المتوسط في مكافحة الإرهاب الدولي.