فضوليان اعترضا انتحاريا قرب المقبرة اليهودية القديمة في الدار البيضاء ففجر كيسا كان يحمله على ظهره

TT

كشفت عملية التفجير التي استهدفت نادي الرابطة اليهودية ضمن الهجمات الانتحارية، التي تعرضت لها خمسة مواقع مختلفة يوم الجمعة الماضي في الدار البيضاء، عن مدى الارتجال في التخطيط لهذه العمليات التي راح ضحيتها 41 قتيلا وأزيد من 100 جريح، غالبيتهم الساحقة من المغاربة.

ويتجلى هذا الارتجال في كون نادي الرابطة اليهودية كان مغلقا خلال توقيت الهجوم الذي صادف ليلة الجمعة، التي لا يرتاد فيها اليهود المطاعم والأماكن الترفيهية.

وقال مصدر في الرابطة اليهودية ان الحصيلة كانت ستكون ثقيلة جدا لو أن الهجوم وقع يوم الأحد حيث يعرف مطعم النادي وقاعات الألعاب التابعة له إقبالا كبيرا.

إضافة إلى ذلك، فإن التفجير الذي وقع بالقرب من المقبرة اليهودية العتيقة وسط حي شعبي يوجد بمنطقة السور الجديد بالمدينة القديمة، بدا غريبا وعشوائيا بفعل تظافر عوامل الخطأ والصدفة. ويبدو أن الانتحاري الذي فجر نفسه هناك كان متجها في الواقع إلى نادي الرابطة اليهودية، حيث كان عليه فقط أن يجتاز ثقبا في الحائط المواجه للمكان الذي تفجر فيه ليجد نفسه أمام سور المقبرة اليهودية، الذي لو سار محاديا له حتى سوق البحيرة وواصل طريقه من هناك في خط مستقيم لوجد نفسه أمام نادي الرابطة اليهودية في ظرف يقل عن خمس دقائق.

ورجح مراقبون أن الهدف المحدد لذلك الانتحاري كان نادي الرابطة اليهودية نظرا لموقعه المعزول ليلتحق بباقي المهاجمين.

وعزا أحد سكان الحي سبب تأخر الانتحاري في الوصول الى مقر نادي الرابطة اليهودية، وتفجير نفسه بالقرب من المقبرة اليهودية، الى قيام شابين من ضحايا الانفجار، أحدهما صاحب سوابق كان قد خرج قبل اسبوع من السجن، باعتراض طريقه لمعرفة ما يوجد داخل الكيس الذي كان يحمله الانتحاري على ظهره.

وأضاف «ربما أن قيام الانتحاري بسؤالهما عن اتجاه الطريق، بالاضافة الى هيئته الغريبة، وحمله لكيس على ظهره، كلها معطيات أثارت انتباه الشابين ودفعتهما الى محاولة معرفة محتوى الكيس، بيد ان رد الانتحاري كان هو تفجير الكيس في وجه الشابين اللذين قطعا عليه طريقه. وذهب ضحية الانفجار شاب ثالث في الـ 17 من عمره كان يرتوي من ماء السبيل (السقاية العمومية) المجاور لموقع الانفجار.