محاكمة «خلية نيويورك» المتهمة بالإرهاب: توجيه التهم إلى عنصر ثامن هارب في الخارج

TT

فتحت من جديد قضية ما بات يعرف بـ«خلية نيويورك» المتهمة في قضايا ارهاب، بعد ان كانت اغلقت على اثر اعتراف ستة من المتهمين بانهم مذنبون وبعد ان قتل المتهم السابع في غارة جوية باليمن. وقد تقدمت السلطات الفيدرالية اول من امس بتهم جديدة ضد رجل ثامن يعتقد انه تلقى تدريبا في احد معسكرات تنظيم «القاعدة» في افغانستان.

وقد اتهم جابر البنا، 36 سنة، باللحاق بجيرانه في حي لاكاوانا بنيويوك، وهم اميركيون من اصول يمنية، بمعسكر «الفاروق» الشهير حيث كان اسامة بن لادن يجهز الشبان الذين يتدربون في المعسكر لتنفيذ هجمات في كل انحاء العالم. وقد قضت هذه المجموعة عدة اسابيع بالمعسكر اثناء الربيع والصيف من عام 2001، اي قبل اشهر قليلة من هجمات 11 سبتمبر (ايلول) 2001.

وتشير معلومات المسؤولين الفيدراليين ببافالو في نيويورك، ان البنا كان يشار اليه بعبارة «متآمر مجهول الهوية» مع كمال درويش الذي يعتقد انه قتل في نوفمبر (تشرين الثاني) في غارة اميركية باليمن. وليس معروفا لماذا قررت السلطات نشر اسم البنا الآن، لكن مراقبين قالوا ان السلطات فعلت ذلك لاعتقادها انه يعيش في الخارج فنشرت تنبيها عاجلا يطالب بالقبض عليه.

وفي واشنطن صرح وزير العدل جون اشكروفت بان رفع القضية «يدل على عزمنا الذي لا يكل على البحث في كل ارجاء العالم عن اولئك الذين يساعدون الارهابيين او يدربونهم».

وخلال الفترة من يناير (كانون الثاني) الماضي حتى الاثنين الماضي اعترف المتهمون الستة بالتهم الموجهة اليهم كل على حدة. ومن المتوقع ان يحكم عليهم بالسجن لفترة عشر سنوات او اقل لقاء تعاونهم ومساعدتهم لمكتب المباحث الفيدرالي (اف. بي. آي) في تعقب اعضاء في شبكة «القاعدة» مسؤولين عن التجنيد كانوا قد وصلوا الى الولايات المتحدة.

وكان مختار البكري، آخر متهم اعترف يوم الاثنين الماضي بالتهم الموجهة اليه، قد ابلغ المباحث بالبنا خلال تحقيق اجري معه في البحرين في 11 سبتمبر 2002 بعد مرور عام على هجمات نيويورك وواشنطن.

وطبقا للتهم الرسمية التي اعلنت اول من امس، فان البكري ابلغ المحققين انه سافر مع البنا وآخرين من لاكاوانا الى باكستان صيف عام 2001 بغرض حضور ما كانوا يعتقدون انه دورات تعليم ديني، لكنهم وجدوا انفسهم في معسكر تابع لتنظيم «القاعدة».

وورد ضمن التهم ان البكري والبنا وغيرهما اقاموا فترة في استراحة للضيوف بافغانستان تلقيا خلالها محاضرات حول الجهاد ومبررات استخدام الهجمات الانتحارية كسلاح.

واتجه افراد المجموعة بعد ذلك الى معسكر «الفاروق» بالقرب من مدينة قندهار حيث يعتقد انهم تلقوا تدريباً اضافياً على الاسلحة النارية والتكتيك العسكري.

جدير بالذكر انه وفقا للقانون الفيدرالي، تعتبر مشاركة اميركيين في معسكر تدريب مثل هذا امرا مخالفا للقانون لانه مساو لتقديم الدعم المادي والموارد لمنظمة ارهابية اجنبية. وفي حال القاء القبض على البنا ومثوله امام المحاكمة، فانه سيواجه عقوبة بالسجن لا تقل عن 25 عاما في حال ادانته.

* خدمة «لوس انجليس تايمز» ـ خاص بـ «الشرق الأوسط»