المغرب: ثلاثة من المطلوبين في تفجيرات الدار البيضاء ينتمون إلى جماعة «التكفير والهجرة» التي يتزعمها «أمير الدم»

TT

في تطور جديد بشأن التحقيقات التي تقوم بها السلطات المغربية لتقصي هويات المشتبه في تورطهم في تفجيرات الدار البيضاء، تأكد وجود علاقة بين ثلاثة من المطلوبين للشرطة القضائية المغربية وجماعة «التكفير والهجرة».

وأكد مصدر قضائي ان ثلاثة من ضمن الاشخاص التسعة المطلوبين وردت اسماؤهم في محاضر الشرطة التي انجزت اثناء التحقيق مع يوسف فكري زعيم جماعة «التكفير والهجرة» المنضوية تحت لواء «السلفية الجهادية».

وأفاد المصدر ان الامر يتعلق بكل من يوسف عداد وعبد المالك بوزكرن وعبد الكريم المجاطي الملقب بـ«ابو الياس»، الذين ينتمون لحركة «السلفية الجهادية» والمتهمين بارتكاب جرائم قتل والسطو المسلح والاعتداء على الاشخاص.

وحسب محاضر الشرطة التي انجزت في اطار التحقيق مع يوسف فكري، فان كلا من يوسف عداد وعبد المالك بوزكرن كانا يقيمان في مدينة اليوسفية. واعترف فكري انه عندما التحق بهما اجروا شقة سنة 1999 في ضواحي الحسيمة بحي يدعى «حي النصارى» وفي تلك الغضون اخبر عداد اصدقاءه انه يعرف شخصا «شاذا جنسيا» يلقب نفسه «صباح» وتربطه علاقة بعامل في مكتب الشريف للفوسفات ويقيمان في منزل واحد. وافاد يوسف فكري، حسب المحضر، انه اقتنى برفقة صديقيه عداد وبوزكرن ثلاثة قفازات بعد ان اتفق الثلاثة على قتلهما معا، وانتظروا حلول الظلام ليتجهوا الى منزل الشخصين وبحوزة كل واحد منهم سكين، وبمجرد وصولهم توجه يوسف فكري ويوسف عداد الى الباب، في حين بقي عبد المالك بوزكرن مختبئا قرب المنزل للمراقبة.

وقام الاثنان بطرق الباب ليفتح الشخص الذي قرروا قتله برفقة المدعو «صباح» وهو «عمر الفراك» الذي كان عمره 19 سنة وقت الحادث، وطلب منهما الدخول واحضر لهما بعض الماء فهاجماه بغتة، وامسكه يوسف فكري، حسب ما جاء في محاضر الشرطة من عنقه وقاما بطعنه بالسكين ولاذا بالفرار.

وصرح فكري انه انتقل الى مدينة الناضور برفقة صديقيه لمواصلة عملياتهم في اطار «الامر بالمعروف والنهي عن المنكر» وقاموا بعدة عمليات سرقة واعتداءات ثم قرر عبد المالك بوزكرن ترك صديقيه لزيارة اهله بدوار السكويلة في سيدي مومن بالدار البيضاء.

وفي مدينة الناضور أجر فكري وعداد شقة وتعرفا على شخص يدعى محمد قدم من مدينة المحمدية (شمال الدار البيضاء) رغبة منه في الهجرة لاسبانبا وسمحا له بالاقامة معهما. وقال فكري حسب المحاضر، انه لاحظ وصديقه عداد ان محمد كان يتصرف بشكل يتنافى مع المبادئ الاسلامية حيث كان باستمرار «يسب الدين» وعرفا انه يتبنى افكارا «شيوعية» وهو ما دفعهما الى تكفيره وقتله. فقاما بنحره وتقطيع جثته الى 3 اجزاء وتخلصا منها في مكان ناء قرب جبل بحي «ترقاع» في الناضور. وعادا الى غرفتهما لتنضيفها من آثار الدماء المتناثرة وغادراها الى احد المساجد في حي «العمال» بنفس المدينة، حيث قضيا 7 أشهر من دون القيام بأية عملية.

وفي سنة 2001، وبعد ان انتقل الصديقان الى مدينة الدار البيضاء، قاما بقتل موثق يدعى عبد العزيز أسدي لانه كان برفقة فتاتين في سيارته وكانت تفوح منه رائحة الخمر، وقاموا بذبحه في منطقة اهل لغلام بمحافظة «سيدي البرنوصي ـ زناتة» بالدار البيضاء، حيث اقتادوه الى بئر مهجورة ورموا جثته بعد ان ذبحوه على ناصية البئر.

وورد الاسم الثالث، الذي تحاول السلطات المغربية ايضا القاء القبض عليه الآن، اي عبد الكريم المجاطي، ولقبه الحركي هو «ابو الياس» الذي كان يزود فكري وعداد بوزكرن بأسلحة صيد نارية لاستعمالها في عمليات سطو تمت بمدينة سلا (شمال الرباط) من اجل جمع اموال كثيرة لاستعمالها في توسيع مخططهم التخريبي.

واعترف فكري ان «ابو الياس» توجه برفقة مجموعة من اعضاء جماعته الى غابة «سيدي الطيبي» في سلا واجرى لهم تدريبات على استعمال سلاح ناري صنعه يدويا وذلك بعد ان اضاف اليه قطعا حديدية صغيرة، وسلمهم ابو الياس خمسة خراطيش.

وقاما بمساعدة هذا السلاح الناري بالسطو على وكالة شركة «ريضال لتوزيع الماء والكهرباء» في مدينتي الرباط وسلا، كما قاما بمهاجمة عدة اشخاص ومؤسسات اخرى لنفس الغاية.