واشنطن تقبل بـ 12 تعديلاً إسرائيلياً على «خريطة الطريق» وترفض إسقاط مبادرة السلام العربية وحق العودة للفلسطينيين

TT

تشعر السلطة الفلسطينية بالانزعاج من قبول الادارة الاميركية لبعض التعديلات الاسرائيلية على خطة «خريطة الطريق»، غير ان مسؤولي السلطة يجدون عزاء في رفض الادارة لاهم نقطتين في التعديلات وهما رفض المبادرة السعودية ـ العربية وثانيا مسألة اسقاط حق اللاجئين في العودة على الاقل في الوقت الحاضر وهو الحق الذي تطالب اسرائيل السلطة الفلسطينية بالتنازل عنه خطيا كشرط لقبولها بفكرة الدولة الفلسطينية.

الى ذلك علمت «الشرق الاوسط» ان رئيس الوزراء الفلسطيني محمود عباس (ابو مازن) طلب رسميا من الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، توجيه كل الدعوات «لدولة فلسطين» الى وزير الشؤون الخارجية نبيل شعث وهو المنصب الذي لا يزال يثير انزعاج الحكومة الاسرائيلية لكونه يتناقض مع اتفاقات اوسلو.

وأثار طلب ابو مازن للامين العام لجامعة الدول العربية غضب فاروق قدومي (ابو اللطف) رئيس الدائرة السياسية في منظمة التحرير الفلسطينية الذي يجري التعامل معه على الصعيد العربي والدولي ما عدا بعض الاستثناءات.

وجرت العادة ان يمثل ابو اللطف فلسطين في كل المحافل الدولية والمؤتمرات العالمية والعربية والاسلامية.

واعتبر ابو اللطف حسب ما علمت «الشرق الاوسط» هذا القرار انتقاصا من عمله. ونقل عنه وصفه لهذا القرار بانه «وقاحة».

ومع استمرار تفاعلات هذه المشكلة، خرج ابو مازن من مشكلة اخرى في حكومته وهي الخلاف القائم حول تسلم عزام الاحمد وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وهي الحقيبة التي يقول الاحمد انه لا يجهل العمل فيها. وقبل الاحمد بالانتقال الى وزارة الاتصالات بينما يتسلم يحيى عاشور (حمدان) وزارة الاشكال العامة والاسكان.

ونفى ابو مازن ان يكون قد دعاه الرئيس الاميركي جورج بوش الى واشنطن. واكد موقفه السابق الرافض لمغادرة البلاد قبل رفع الحصار عن الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات.

وكان قد ذكر ان ابو مازن سيغادر الى واشنطن للقاء بوش في الاسبوع المقبل اي قبل اللقاء المرتقب بين بوش ورئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون في غضون اسبوعين. وهو اللقاء الذين اجل من 20 مايو (ايار) الجاري بسبب موجة العمليات التفجيرية التي اسفرت عن قتل 12 اسرائيليا منذ يوم الاحد الماضي وجرح العشرات.

وعلمت «الشرق الاوسط» من مصادر فلسطينية في رام الله ان ابو مازن اكد انه لن يغادر الاراضي الفلسطينية قبل 3 أشهر.

ولا يزال ابو مازن منذ اسبوع في غزة يواصل الاتصالات بالفعاليات الفلسطينية في القطاع، ومن المقرر ان يعود اليوم الى رام الله.

ويفترض ان يكون ابو مازن قد التقى الليلة الماضية بوفد من حركة «حماس» واخر من الجهاد الاسلامي في اطار محاولاته لاقناع هاتين الحركتين بوقف العنف لمدة عام لاعطاء التحركات الحالية المجال للانطلاق من اجل الضغط على الحكومة الاسرائيلية لقبول «خريطة الطريق»، والالتزام في تنفيذها.

وكانت حماس وعلى لسان احد كبار مسؤوليها في قطاع غزة قد ابدت استعدادا مشروطاً، لوقف العنف. وقال اسماعيل ابو شنب ان حركته تقبل بفكرة وقف العنف، ان اوقفت اسرائيل عمليات الاغتيال وقتل المدنيين وهدم المنازل وجرف الاراضي والاهم من ذلك حسب ابو شنب الافراج عن الاسرى الفلسطينيين.