القوات الأميركية تحتجز مرشحين عربيين لمجلس كركوك وتداهم بلدة الحويجة بحثا عن بعثيين و«فدائيي صدام»

TT

قالت متحدثة باسم الجيش الاميركي ان القوات الاميركية الموجودة في مدينة كركوك بشمال العراق احتجزت مرشحين عربيين لمجلس محلي قبل ايام من الانتخابات. واحتجز المحامي مجبل الشيخ عيسى بعد مزاعم بأنه كان من كبار اعضاء حزب البعث. والمرشح الثاني من بين ستة مرشحين عرب هو برهان مزهر العاصي واحتجز بعد ان تلقت القوات الاميركية معلومات زعمت تورطه في امداد مسلحين عرب اشتبكوا مع القوات الاميركية الاحد الماضي بالاسلحة. وأفرج عنه في ما بعد من دون توجيه اتهامات اليه.

وقالت المتحدثة الميجر جوسلين ابيرل انهما اعتقلا اول من امس بعد اجتماع للمندوبين العرب. وأضافت ان الامر «تم بهدوء ونظام». ولن يشارك اي من الاثنين في الانتخابات التي تجري غدا والتي يختار فيها 300 مندوب و24 عضوا للمجلس لتشكيل حكومة محلية مؤقتة. وسيكون هنك ستة ممثلين لكل من العرب والاكراد والتركمان والآشوريين. ولم يتضح بعد من الذي سيحل محل هذين المرشحين، وسيختار الجيش الاميركي ستة اعضاء آخرين «مستقلين». وينتمي العاصي الى قبيلة عبيد التي تعيش في منطقة الحويجة جنوب غرب كركوك حيث اندلعت معركة بالرصاص بين مسلحين عرب وجنود اميركيين. ويرأس القبيلة الشيخ غسان، الاخ الاكبر للعاصي، وابتعد عن كركوك قبل الانتخابات لاظهار عدم رضاه عن هذه العملية السياسية. وصرح الشيخ العاصي «لو خيرت الآن بين القوات الاميركية المحتلة وصدام حسين لكنت اخترت صدام حتى بالرغم من اني اكرهه».

ويقول الكثير من العرب ان القوات الاميركية منحازة للأكراد. ورددت جماعات اخرى نفس الشكاوى، ولكن مسؤولين اميركيين يصرون على انهم لا يحابون فئة على حساب الفئات الاخرى. وقال العاصي «الاميركيون يصدقون كل ما يقوله الاكراد لهم ولا يستمعون للعرب. اذا استمرت الامور على هذا النحو سيكون هناك المزيد من الصراعات». واقام العرب نقاط تفتيش يحرسها مسلحون في الحويجة الاحد الماضي بعد اشتباكات مع الاكراد في كركوك. وقال الميجر روب جوان المتحدث باسم الجيش الاميركي «تلقينا معلومات استخبارات بأن جماعات عربية في الحويجة تتألف من بعثيين وفدائيين سابقين تقيم نقاط تفتيش غير قانونية. ومن ثم اتخذنا قرارا بارسال قوات لمنعهم». وجرى تعزيز القوات بدبابات ابرامز وعربات مدرعة وطائرات هليكوبتر اباتشي. ونفى مزارعون في المنطقة وجود «فدائيي صدام» في البلدة وقالوا انهم فتحوا النار لاعتقادهم ان القوات المهاجمة عبر الحقول من الاكراد، وتراجعوا عندما ادركوا انهم اميركيون. واصيب جندي اميركي اثناء الاشتباك وترددت تقارير غير مؤكدة عن مقتل العديد من المقاتلين العرب.

الى ذلك، افاد قادمون من مدينة كركوك وصلوا الى السليمانية امس ان القوات الاميركية بدأت بتكثيف اجراءاتها في المدينة واطرافها لفرض الامن والاستقرار بعد التوترات التي شهدتها جراء المنازعات بين الاكراد والعرب. واشار هؤلاء الى ان هليكوبترات اميركية حلقت فوق مركز مدينة كركوك على خلفية المواجهات التي شهدتها خلال الاسبوع الفائت. وقال هؤلاء انهم شاهدوا كتابات على جدران بعض الاحياء العربية في المدينة تحمل عبارة «نعم.. نعم ..للعرب» و«نعم.. نعم.. لصدام».

من جهة اخرى ابلغت مصادر خاصة «الشرق الأوسط» بفوز احد اعضاء الاسرة التربوية من العرب المقيمين في مدينة كركوك بمنصب مدير عام التربية بعد انتخابات جرت اول من امس بين اعضاء الهيئات التدريسية في المدينة، فيما فاز بمنصب مدير شرطة المحافظة ضابط سبق ان شغل منصب مدير شرطة مكافحة الاجرام بالمدينة يتهمه البعض من سكان المدينة بكونه احد عناصر النظام السابق، مما اثار موجة من الاحتجاجات لدى الاكراد.