إسرائيل تتهم عرفات بمحاولة تهريب سفينة سلاح ثالثة

مصدر في السلطة ينفي الاتهام ويعتبره من ضمن الحملة الإسرائيلية على الرئيس الفلسطيني

TT

اتهمت السلطات الاسرائيلية الرئيس الفلسطيني، ياسر عرفات، بمحاولة تهريب سفينة سلاح ثالثة قالت انها ضبطتها في عرض البحر المتوسط مقابل شواطئ غزة فجر امس، وزعمت انها دليل آخر على التعاون بين السلطة الفلسطينية و«حزب الله» اللبناني.

الا ان مصدرا فلسطينيا نفى بشكل قاطع هذا الاتهام، واعتبره كاذبا ورخيصا وسخيفا، وقال: هل يعقل ان يفكر عرفات او غيره بمثل هذا الامر في هذه الظروف؟

وكان الناطق بلسان الجيش الاسرائيلي وقادة سلاح البحرية قد عقدوا مؤتمرا صحافيا بعد ظهر امس اعلنوا فيه عن ضبط هذه السفينة، وقالوا انها سفينة صيد مصرية كانت تنقل ثمانية اشخاص، احدهم لبناني من «حزب الله» اسمه حمد ابو عمرة، والثاني صاحب السفينة وهو معروف بتهريب السلاح وغيره من الممنوعات في المنطقة وستة بحارة وصيادين مصريين آخرين يبدو ان لا علاقة لهم بالموضوع ولم يكونوا يعرفون شيئا عن هوية الاثنين الآخرين او حمولة السفينة. وقال الناطق العسكري انه تم العثور على ثلاثة صناديق داخل السفينة كانت محملة بالاسلحة والمواد المتفجرة الخام وباسطوانات (ديسكات) للكومبيوتر تحتوي على معلومات ومواد تعليمية حول صنع المتفجرات.

وقال الناطق الاسرائيلي انه اتضح له من التحقيق الاولي ان السفينة كانت تنوي ارسال الصناديق الثلاثة الى غزة عبر امواج البحر. وان الامر تم بالتنسيق مع اثنين من اجهزة الامن الفلسطينية وهما: فتحي عازم (ابو جهاد)، نائب قائد سلاح البحرية، وعادل المغربي ـ وهما حسب الاسرائيليين ـ من الجهاز المقرب للرئيس ياسر عرفات. واضاف ان هذه هي المرة الثالثة التي يقوم بها رجال عرفات بتهريب السلاح ويضبطون. وكانت السفينة الاولى «سانتورين» والثانية «كارين ايه» وقد تم ضبط الاولى امام شواطئ غزة والثانية في عمق البحر الاحمر.

ولكن مسؤولا في السلطة الفلسطينية اعتبر ان الاتهامات الاسرائيلية للرئيس عرفات، تأتي في اطار الحملة المركزة التي تقودها حكومة أرييل شارون ضد الرئيس عرفات. وقال المسؤول لـ«الشرق الأوسط» انه «في كل مرة تجد اسرائيل نفسها امام ضغوط لتنفيذ خطة سلام ما تبتدع قصة جيدة تلبسها للرئيس عرفات كما حصل في سفينة «كارين ايه» التي زعم الاسرائيليون انهم اعترضوا طريقها في عرض البحر الاحمر في يناير (كانون الثاني) 2002، وانها كانت تنقل السلاح من «حزب الله» او ايران للسلطة الفلسطينية».

واشار المسؤول الى ان نفس المسؤول الفلسطيني الذي اتهم بالوقوف وراء «كارين ايه» وهو نائب قائد البحرية الفلسطينية العقيد فتحي، او كما هو معروف في الاوساط الفلسطينية بفتحي البحرية، الموجود خارج الاراضي الفلسطينية منذ فترة طويلة، تتهمه اسرائيل مرة اخرى بالوقوف وراء هذه السفينة.

واشار مسؤول آخر الى ان الادارة الاميركية وتحديدا وزير الخارجية كولن باول، اكتشفت امر سفينة «كارين ايه» وكذب الادعاءات الاسرائيلية، واضاف انه: لا بد ان يكتشف الاميركيون من جديد كذب هذه القصة المختلقة التي تأتي في ظروف تجد فيها اسرائيل نفسها مضطرة للرد على خطة «خريطة الطريق». وتابع المسؤول القول انه بهذه البدعة الجديدة تريد ان تغطي على موقفها من «خريطة الطريق».