الأردن: 60 امرأة يخضن الانتخابات البرلمانية في 30 دائرة

العشائر الأردنية تلجأ إلى بناتها لكسب «الكوتا النسائية» والمرشحات لا ينافسن الرجال بل بعضهن بعضا

TT

تخوض النساء الاردنيات معركة اقل شراسة في الانتخابات النيابية المقرر اجراؤها في السابع عشر من يونيو (حزيران) المقبل بعد ان ضمن تعديل جديد لقانون الانتخاب الاردني (كوتا نسائية) لا تقل عن ستة مقاعد في مجلس النواب المكون من (110) اعضاء.

وقد شجع وجود «الكوتا» النساء الاردنيات اللواتي يشكلن ما نسبته 49% من جداول الناخبين على التجرؤ لدخول الانتخابات النيابية ليصل عدد المرشحات لهذه الدورة الى 60 مرشحة موزعات على 30 دائرة انتخابية من اصل 45 دائرة في المملكة.

وكانت اخر انتخابات نيابية جرت في عام 1997 قد شهدت ترشيح 36 امرأة لم يحالف اي منهن الفوز ولم تفز النساء الاردنيات بمقاعد نيابية منذ عودة الحياة الديمقراطية عام 1989 سوى مرة واحدة في عام 1993 عندما فازت توجان فيصل بمقعد عن الدائرة الثالثة خصص للشركس والشيشان.

ويؤكد عدد من المرشحات اللواتي تحدثن لـ«الشرق الأوسط» انهن لم يترشحن لمنافسة الرجال بل منافسة بعضهن بعضاً على مستوى المملكة في محاولة للحصول على مقعد ضمن «الكوتا» الجديدة.

وهذا ما يفسر قلة عدد المرشحات من النساء في الدوائر الانتخابية الكبيرة ذات الكثافة السكانية مثل عمان، الزرقاء، اربد. ففي عمان المكونة من ست دوائر تركز ترشيح المرأة في ثلاث دوائر فقط وخلت الدوائر الباقية من اي ترشيح نسائي ويعود ذلك لصعوبة فوز النساء مقابل الرجال اولا، وضعف امكانية حصولهن على نسب عالية من الاصوات تؤهلهن للفوز على «الكوتا» والتي تحسب نتيجة لقسمة الاصوات التي تحصل عليها المرشحة على عدد المقترعين في الدائرة، فكلما زاد عدد المقترعين قلت فرصة المرأة في الفوز ولاسيما اذا عرفنا ان حجم الاصوات التي ستحصل عليها النساء لن تزيد في اغلب الحالات عن الف صوت.

وشهدت انتخابات هذه الدورة تطورا هاما على قائمة حزب جبهة العمل الاسلامي الذراع السياسي لجماعة الاخوان المسلمين حيث اعلن عن وجود امرأة في القائمة المكونة من 30 مرشحا للمرة الاولى في تاريخ الحركة الاسلامية هي (حياة المسيمي) التي ترشحت عن دائرة الزرقاء معقل حركة الاخوان المسلمين ويعتقد ان هذه المرشحة لها حظوظ كبيرة في الفوز المباشر دون الكوتا.

فيما اعلن حزب الوسط الاسلامي وهو حزب تكون من قيادات خرجت من جماعة الاخوان المسلمين عن ترشيح امرأة واحدة (هي نوال الفاعوري في دائرة مادبا ) ولم تتجرأ بقية الاحزاب الاردنية على وضع المرأة ضمن قوائمها واقتصرت ترشيحاتها على الرجال.

وتخوض النائبة السابقة توجان فيصل معركة قانونية مع وزارة الداخلية الى رفضت ترشيحها في الدائرة الخامسة بعمان بحجة وجود حكم قضائي صدر ضدها في قضية غير سياسية الا انها تنتظر حسم الجدل القانوني اليوم او غدا.

وتحاول المنظمات النسائية الاردنية بدعم واضح من الملكة رانيا العبد الله مساعدة المرشحات اللواتي يطلبن المشورة والمساعدة وقد خضعت عدد من النساء لدورة تدريبية حول كيفية ترتيب البرنامج الانتخابي وطريقة مخاطبة الجمهور وادارة الحملات الانتخابية املا في مساعدتهن للوصول للبرلمان لكنّ اعداداً ليست قليلة من المرشحات لا تطلب مساعدة المنظمات النسائية لاعتقادها ان الاصوات في الصناديق للمرشحات تأتي من الرجال قبل النساء اضافة الى اعتقادهن ان المنظمات الانسانية لا تدعم الا مرشحات العاصمة عمان او النساء المعروفات او ميسورات الحال.

وفي الوقت الذي افتتحت فيه المرشحات مقرات انتخابية يتردد عليها اغلبية من الرجال وخاصة خارج العاصمة افرزت بعض التجمعات العشائرية في شمال وجنوب المملكة اجتماعا على ترشيح «ابنة العشيرة» وهذه حالات جديدة لم يألفها المجتمع الاردني لكن هذا الخيار يفيد العشائر قليلة العدد والتي لا تستطيع انجاح مرشحيها من الرجال لذا لجأت الى بنات العشيرة اللواتي ينافسن ضمن «الكوتا».

والملاحظة ان ترشيح النساء خارج العاصمة عمان كان اكثر من داخلها، ففي عمان لم تترشح سوى 11 امراة وفي الزرقاء 9 نساء وفي اربد 8 مرشحات بينما ترشحت امرأتان في دوائر البدو و5 نساء ترشحن في مدينة معان ولم تشهد الدوائر الانتخابية التي تضم المخيمات الفلسطينية ترشيحات نسائية كبيرة.