لبنانية قد تطيح قاضيا أميركيا من منصبه بسبب 10 دولارات

TT

قالت أنيسة خضر، وهي لبنانية عمرها 46 سنة وتحمل الجنسية الأميركية منذ 10 أعوام، إنها مصممة على الاستمرار في دعوى أقامتها على قاض أميركي قبل يومين لسؤاله لها في قاعة المحكمة عما اذا كانت ارهابية، الا اذا استقال هو نفسه من منصبه، بحسب ما يطالبونه الآن في بلدة تاريتاون، بولاية نيويورك.

وذكرت أنيسة، وهي من مدينة زغرتا بشمال لبنان وهاجرت الى الولايات المتحدة بعد زواجها في المدينة من اللبناني سليمان خضر قبل 14 سنة، أن القاضي وليام كروسبي، 79 عاما «شخص عنيد، اذ لم يبادر ولو للاعتذار مني بعد ما حدث» وفق تعبيرها بالهاتف مع «الشرق الأوسط» من بيتها في تاريتاون.

وروت أنيسة، التي كانت تعمل مساعدة صيدلي بمدينة طرابلس في الشمال اللبناني قبل هجرتها الى الولايات المتحدة التي درست فيها التمريض فيما بعد «أن القصة وما فيها هي بسبب 10 دولارات، كانت كغرامة على مخالفة مرور بقيمة 15 دولارا ولم تدفعها، فأخبروني أنني لو مثلت أمام القاضي فقد يتساهل ويلغي القيمة الفائضة على الغرامة الأصلية، الا أنه بدلا من ذلك سألني أمام الناس فيما اذا كنت ارهابية بعد أن قرأ اسمي الكامل أمامهم، للاشارة إلى أني عربية» كما قالت.

* وبماذا أجبتيه؟

ـ لم أقل كلمة، فقد شعرت بامتعاض شديد وبخوف.

* اكتفى بارهابية فقط، أم زاد عليها؟

ـ نظر اليّ وقال: طبعا، أنت تدفعين في الخارج لتمويل المنظمات الارهابية، أما هنا فلا تدفعي ولو 10 دولارات غرامة على الغرامة.

* وبعد ذلك؟

ـ بعد ذلك كدت أنهار، وبدأ أحدهم يمسك بي كي لا أقع على الأرض، ثم خرجت يحيط بي آخرون، وعلى السلالم شعرت بانقباضات وتوتر عصبي فطلبوا سيارة اسعاف. الا أنني أردت أن أتجنب المشكلة، لكن قريبا لي شجعني على رفع الدعوى في اليوم التالي، وزاد عليها كثيرون أمس، مطالبين باستقالته.

ومن المطالبين باستقالة القاضي كروسبي، الذي قال إنه أدلى أمامها بهذا التصريح بصورة عفوية ومازحا غير راغب بلفت الانتباه اليها كمشتبهه فيها بجرم الارهاب، شخصيات كثيرة في نيويورك، منهم حسين أبيش، المتحدث باسم اللجنة الأميركية العربية لمكافحة التمييز، اضافة الى مدير مقاطعة وستشتر، التابعة لها بلدة تاريتاون، أندرو سبانو، الذي اعتبر أن كلمات القاضي للبنانية الأصل «اهانة عنصرية تكتسب خطورة خاصة لصدورها عن قاض، وهذا خطأ اذا حدث في أي وقت. لكنه خطأ على وجه الخصوص في ضوء ما يجري حاليا، لذلك ينبغي أن يستقيل» بحسب ما نقلت وكالة رويترز عن لسانه أمس.

وتقول أنيسة، الأم لابن واحد عمره 12 سنة، انها لا تعمل ممرضة الآن في الولايات المتحدة «بل سيدة منزل» لكنها ترفض التحدث عن زوجها سليمان، وقالت: «دعوه وشأنه، فأنا لا أريد ادخاله في هذه المشكلة لأن وضعه حساس» مشيرة بذلك الى عمله كصاحب عقارات يبيعها ويشتريها عبر شركة يملكها في المدينة وشهيرة بين السكان.

وقالت أنيسة انها لا تزور لبنان كثيرا «بل مرة كل 4 أو 5 سنوات. لكن ما حدث معي رسالة مهمة، تعلمني أولا أنه يجب أن أعتز بجنسيتي الأميركية التي اكتسبتها، ويا ليتنا نكون قادرين في البلاد العربية على أن نطالب قاضيا مهما بالاستقالة حين يخطئ في حق أحدنا» وفق تعبيرها.

وكررت أنيسة، التي تتكلم العربية بلهجة أهل الشمال اللبناني الى الآن، أنها ستستمر في الدعوى «فقد أهانني بالمرة هذا الرجل، وشعرت كم هو خطر أن تسأل الناس ما اذا كانوا ارهابيين، وفي بلاد كالولايات المتحدة».