نفى مسؤول رفيع في وزارة الداخلية المغربية نفيا قاطعا الأنباء التي ترددت بشأن وجود تهديدات جديدة بتنفيذ عمليات إرهابية ضد مصالح غربية، ووصفها المسؤول المغربي بأنها «إشاعات لا أساس لها».
وقال المسؤول المغربي لـ«الشرق الأوسط» إن «أكبر دليل على عدم جدية تلك الإشاعات أنه لم يلاحظ أي أثر لها في الواقع». ودعا المسؤول المغربي إلى توخي «الحذر في التعامل مع مثل تلك الإشاعات»، موضحا ان مروجيها رغم عدم جديتها، يعرضون أنفسهم لعقوبات صارمة لأنهم يسهمون في إشاعة حالة نفسية تشكل جزءا من الإرهاب.
وكانت مصادر دبلوماسية وإعلامية في الرباط قد تداولت الليلة قبل الماضية معلومات بشأن تهديدات إرهابية موجهة لمصالح غربية في المغرب ولا سيما منها الأميركية.
وقال دبلوماسي غربي لـ«الشرق الأوسط» رفض الكشف عن اسمه، إن سفارة بلاده تلقت إشارات تفيد أن الشرطة المغربية التقطت بالفعل رسائل ومكالمات هاتفية يهدد فيها المتحدثون بتنفيذ تفجيرات شبيهة بما وقع في الدار البيضاء، وذلك في نهاية الأسبوع الحالي.
وأضاف المصدر انه يعتقد أن «السلطات المغربية تأخذ على محمل الجد تلك التهديدات ولو كانت مجرد إشاعات أو مزحات ثقيلة». ولاحظ مراقبون تعزيزات أمنية حول مباني السفارات الأجنبية والأماكن التي يرتادها عادة غربيون والمواقع السياحية.
وكانت السفارة الاميركية في الرباط قد ذكرت اول من امس ان الشرطة المغربية حذرت من تهديدات بهجمات ارهابية قد تستهدف الفنادق والملاهي والمطاعم في جميع انحاء البلاد، وطلبت من الاميركيين الموجودين في المغرب التزام اقصى حدود الحذر، حسب ما اوردته وكالة الصحافة الفرنسية.
وقالت وزارة الخارجية الاميركية ان هذه التهديدات تتعلق باعتداءات مشابهة للهجمات التي وقعت في 16 مايو (ايار) الماضي، لكنها لا تستطيع التأكد من صحتها.
وقالت الوزارة في مذكرة وجهتها السفارة الاميركية لرعاياها في المغرب ان «الشرطة المغربية تتلقى باستمرار تهديدات في اتصالات هاتفية من مجهولين تتحدث عن هجمات محتملة على الفنادق والملاهي الليلية والمطاعم في الرباط والمدن الاخرى».
واضافت ان «الرعايا الاميركيين مدعوون لالتزام اقصى حدود الحذر واتخاذ الاجراءات الملائمة لتعزيز امنهم».
وفي هذا الاطار، اعلنت الشرطة المغربية عن سرقة سيارة من طراز «رينو 19» بين مدينتي الخميسات والرباط.
وفي مذكرة اخرى، اعلنت السفارة الاميركية الخميس عن سرقة لوحات تسجيل سيارة تحمل رقما مماثلا لارقام سيارات دبلوماسيين اميركيين امام فندق مانداران في الرباط، موضحة ان ذلك يعزز المخاوف من هجمات وشيكة.
من جهتها، قالت مصادر مغربية إن الضغط الأمني الذي تطوق من خلاله السلطات المغربية العناصر المشتبه في تورطها في تفجيرات الدار البيضاء، واتساع الاعتقالات في عدد من الأحياء الفقيرة في أحزمة كبريات المدن، ربما يكون وراء إطلاق إشاعات وتناسلها، بما فيها تلك التي تتحدث عن تهديدات بمزيد من التفجيرات.
وشبه مصدر أمني الإشاعات التي انتشرت مساء اول من امس في العاصمة الرباط، بما حدث يوما واحدا إثر تفجيرات الدار البيضاء عندما أشيع أن تفجيرات جديدة وقعت. بيد ان المصادر أكدت أن السلطات المغربية تتخذ التدابير الأمنية بشكل جدي ولا تترك المجال للصدفة.