حزب «العدالة والتنمية» المغربي يشكو من «حملة تشويش» وتحميله «مسؤولية معنوية» في أحداث التفجيرات

TT

يعتقد قادة حزب «العدالة والتنمية» (اصولي معتدل) ان حزبهم يتعرض لحملة «تشويه وتشويش» بعد احداث «الجمعة المرعبة» في الدار البيضاء، وصلت حد تحميله «مسؤولية معنوية» في الاجواء التي ادت الى حدوث التفجيرات.

والمح بعض قادته الى انهم سيضطرون لمقاطعة انتخابات بلدية من المقرر ان تجري في سبتمبر (ايلول) المقبل اذا سارت الامور على المنوال الحالي. وهم يرون ان مسؤولين حكوميين يصعدون من حملتهم ضد الحزب مستغلين حالة المزاج الساخن ضد الارهاب.

لكن احد قياديي «العدالة والتنمية» نفى بشدة ان يكون الحزب قد اتخذ قرارا بمقاطعة الانتخابات البلدية، وقال مصطفى الرميد رئيس المجموعة النيابية للحزب لـ«الشرق الأوسط» ان قرارا مثل قرار المقاطعة يتخذه عادة المجلس الوطني للحزب بناء على توصية من القيادة وهو ما لم يحدث، اذ ان الامانة العامة لم تناقش الامر. لكن الرميد لم ينف ان الفكرة تم التطرق اليها من طرف قياديين بما في ذلك هو شخصيا، وأوضح في هذا الصدد ان «الحملة تهدف الى النيل من صورتنا امام الرأي العام في افق الانتخابات المقبلة، لذلك يرى بعضنا انه لنزع الفتيل يمكننا عدم المشاركة في هذه الانتخابات».

ويسود شعور وسط «العدالة والتنمية»، الذي حقق اداء مفاجئا في الانتخابات التشريعية التي جرت العام الماضي ليصبح اكبر مجموعة معارضة داخل مجلس النواب، بأن هناك قوى تشدد من خناقها على الحزب. ويأمل قادته ان يحقق في الانتخابات البلدية نتائج تماثل ما حققه في الانتخابات التشريعية. وشرع الحزب في القيام بحملة انتخابية مبكرة قبل قرار تأجيل هذه الانتخابات.

وفي هذا السياق، وضع «العدالة والتنمية» خطة لتطوير يومية «التجديد» المقربة منه واسند مسؤولية ادارتها الى عبد الإله بن كيران الذي يعد «العقل السياسي» للحزب، لكن يبدو ان تلك الخطوة جمدت الى حين. يشار الى ان يومية «التجديد» التي تسحب كميات تتراوح ما بين 11 و16 ألف نسخة يوميا تصدرها هي في الاصل حركة «التوحيد والاصلاح» وهي حركة دعوية معظم قادتها هم في الوقت نفسه يشكلون قيادة «العدالة والتنمية».

وفي موضوع ذي صلة، قال الرميد «هناك من يتعمد تكميم افواهنا ورغم ادانتنا للارهاب فان هذا الموقف لم تنقله وسائل الاعلام».

وينحو قادة الحزب باللائمة على التلفزيون المغربي بقناتيه، وقالوا انه يتعمد عدم نقل اي تصريح لمسؤولي الحزب كما انه لا يدعو قادته للمشاركة في البرامج الحوارية. لكن مسؤولين في وزارة الاتصال (الاعلام) ينفون بشدة ان تكون توجيهات قد صدرت لوسائل الاعلام الرسمية بالتعتيم على مواقف «العدالة والتنمية».

ويقول مناهضون لتوجهات الحزب الذي تعرضت مسيرة نظمها الاحد الماضي الى رشق بالطماطم من قبل شبان حانقين بسبب ذيول «الجمعة المرعبة»، انه (الحزب) كان ينكر وجود حركات اصولية متطرفة مثل «الصراط المستقيم» أو «السلفية الجهادية»، ويتولى عادة محامون متعاطفون مع الحزب او اعضاء فيه الدفاع عن المتابعين من اعضاء الحركات الاصولية المتطرفة.